الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سميح القاسم : وما ذاك موت

عبدالله عيسى

2014 / 8 / 24
الادب والفن


سميح القاسم : وما ذاك موت

شعر: عبدالله عيسى *

لم يكن ينبغي أن تجامل ضيف المساء الثقيل ِ
الغريب الذي خدع َ العشب َوالمنحنى في الطريق إليك ،
وقايض َ ورد َ السياج ِ على البيت .
أعمى رآه رواة ُ الأحاديث ِ
يمحو الظلال التي ذبلت ْ في انتظارك َعن درجات ِ السلالم ِ ،
مرتطماً بالتعاويذ في لوعة ِ السيّدات ِ اللواتي توسّلن ظلك َ
ألا يصاحبَهُ خلف عتمة ِ هذا العناق ِ الطويل ِ
وما ذاك َ موت ٌ
ولكنه ُ قد يكون ُ..
، بلحيته ِ وضفائره السودِ ،
حيث انتهى الأمر ُ يرمي روائحه بيننا .
، بعصاه ُ الغليظة ِ في الظل ّ تبرق ُ حتى ترانا ،
يهش ّ الغد َ المنزوي في مخيّلة ِ الأبدية َ حتى يعود إلى أمسِه طائعاً ، فنجيء ُ.
فلا تمض ِ وحدك .
في العتمة ِ الضوء ُ أسود ُ ،
والأزل ُ المتربّص ُ فوق تلال ِ القيامة ،
ذاكرة ُالروح حين تطل ّ على غرف ِ الميتين َ،
وتفاحة ُ الأبدية ِ سوداء ُ .
حيث ُ تحُلّ ُ تجد ْ شبحاً في المرايا .
فعدْ مثلما كنت َ ،
لم تستعد ّ كما تستحق ّ لهذا الرحيل ِ.
وما ذاك ٓ-;- موتُكَ ،
لكنه الموت ُ
يأتي ليبقى طويلاً
فنُشبهُهُ في المرايا ،
فلا يتجوّل ُ بين الآسِرّة إلا ليخطف َ أجملَنا .
لم ير َ الضوء َ إلا بعينيك َ حين أضأت َسراجك َ
كي يستدل ّ عليك َ المشرّد ُ ، وابن ُ السبيل ِ
وما كان ذاك .
إذن .
لم تكن ْ أنت َ .
أنت الذي كنت َ تبحث عن ظل ّ رأسك ٓ-;- مذبوحة ً خلف َ بابك َ
حتى تصدّق َ أن الحروب َ انتهت ْ ،
تتقدّمنا إذ ننادي على أحد ٍ ما ليُقتل َعنّا ،
وتمضي إلى غدنا قبلنا في الرواية ِ كي يطمئّن َ لنا الورد ُ في المزهريّة .
نحن الوحيدون
نندم ُ إذ نتذكّر ُ
معتمة ٌ في المنافي خطوط ُيدينا وأسماؤنا
غير أنك تسرد ُعنٌا لنذكر َ.
أن الجنود الذين أطالوا استراحتهم في أسرّتنا
ذاتهم
يمنعون خراف َ الأهالي من الرعي فوق التلال ،
وأن الذين مضوا في الشتات ِ على عجلٍ تاركين الستائر َ مفتوحة ً
أوقدوا نارهم بين حربين ِ فوق رؤوس الجبال ِ البعيدة
كي يبصروا نجمةَ " سْهيل " تلمع فوق بيوت "الخليل ٍ" .
وما كان ذاك ،
وكنت َ..
الذي مال َ حين انحنى غصن ُ رمّانة ٍ في الظهيرة ِفوق السياج القديم ِ،
المدينة ُ أجمل ُ من سورها حيث ُ يدفن ُ مستوطنون نفاياتهم ، وبقايا خطاياهم ُ في الأساطير
قلت َ لسائحة ٍ لم تجد ْ أثراً لنبوخذ نصّر .
حريّتي جسدي حين يعبرُ بين الحواجز ٍ نحوي ،
ويمضي لأجلي إلى غده وحده حين يضجر ُمني .
تقول لجنديّة ٍ فردت ْ شعرها في المسافة بينكما :
يا حفيدة َ سارة َ!إن حفيدة هاجر َ أختُك ِ ،
تم ّ تطيل ُ المكوث ٓ-;- وحيداً كمرآة ِ أرملة ٍ في الثلاثين َ بين ظلال ِ الجنود ِ الثقيلة ِ
حتى يمرّوا فلا يفسدوا غفوة ٓ-;- الهندباء ِ على جنبات ِ القرى في سهول ِ " الجليل ِ" .
وما كان ذاك َ ..
سوى أنهم تركوا في الظلال ٍ روائحهم عرضة ً للتذكّرِ .
لم تبدأ الحرب ُ ، لكنهم حفروا للطيور ِ قبوراً جماعيةً
فعلى من تقص ّ رؤاك َ ؟
كأنك َ تروي لتنسى
بأن أباك َ رماك َ وأمّك َ بين أفاعي الصحارى ، وتغفرَ
للنائدين على حائط ِ القدس ِ أن بقّعوا بالخطايا قميصُك َ من دُبُرٍ .
و الكواكب ُ في الليل ِ تتبع ُ ظلك َ أنّى حللت َ
و آيتُك َ اليوم َ صوتُك َ في البئرِ يطرد ُ ثرثرة َ العابرين َ من البيت ِ.
قد ْ لا نعود ُ قريباً إلى أمسنا بما يُشتهى من روائحنا
بهُتت ْ في المنافي مواعظ ُ أعيننا في انتظار ِ الذي لم يعد ْ
وطناً يشبه في الخرائط ِ أوصافنا في الدليل ِ

* شاعر وأكاديمي فلسطيني مقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر