الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى القوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية

إبراهيم الحسيني

2014 / 8 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



كانت الثورة يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 تحول نوعي في ثقافة المصريين ، حين نفض الشعب المصري الخوف من فوق كاهله ، خرجت جموعه ، تطارد شرطة النظام في أوكاره وسجونه ، وتستقبل مدرعات الديكتاتورية العسكرية بالحجارة والمولوتوف إلى أن رفعت قوات الحرس الجمهوري الراية البيضاء وانسحبت بعد تفتيشها وإخراج ما بها من ذخائر وقنابل مسيلة للدموع كانت تهربها إلى مدرعات وحافلات الشرطة ، لتحل محلها مدرعات ودبابات من الجيش ، تحني الرأس للعاصفة الثورية ، وتعلن انحيازها للشعب والثورة ، إلى أن جاء يوم الأربعاء 2 فبراير يوم موقعة الجمل ، فتحت الدبابات والمدرعات الطريق أمام بلطجية الحزب الوطني وقيادات مباحث أمن الدولة ، يهاجمون الثوار المعتصمين في ميدان التحرير بالخيالة والجمالة بالرصاص والمولوتوف والقناصة والحجارة ، وظلت المعركة تدور رحاها من ظهر الأربعاء إلى صباح الجمعة والجيش في ساحة المعركة يتأمل ويراقب وينتظر اكتشاف ميزان القوى ، ولما انقشع غبار المعركة ، وبدا واضحا ميل ميزان القوى للثوار المعتصمين في الميدان ، أعلنت بوضوح انحيازها الذي لم تكن الثورة في حاجة إليه ، لتجد لنفسها موطأ قدم على حافة القوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية ، تنتظر لحظة مواتية تمكنها من الإتقضاض على الثورة والثوار ، وعلى الفور عملت على استعادة النظام بآلياته وهياكله وقيادة الثورة المضادة ، فأرغمت مبارك على التخلي عن السلطة وتسليمها للمجلس العسكري دون أية شرعية إلا شرعية الثورة التي ليست لها التي زيفت تاريخها من 28 يناير إلى 25 يناير ، ثم بدأت في تفتيت القوى الثورية وتقسيمها واستقطاب شباب الثورة عديمي الخبرة ومحدودي الكفاءة ، ببعض المزايا الإعلامية والتنفيذية ، ثم رمت هلبها على قوى الإسلام السياسي ، أقامت الجسور والتحالفات معه ، سكنته دون غيره إلا الفقهاء الدستوريين ، الذين ينتمون إلى النظام القديم ، في لجنة تعديل الدستور ، واتفقا على اقتسام السلطة ، الرئيس من الديكتاتورية العسكرية ، والحكومة والبرلمان من الإخوان والإسلام السياسي ، وقد أعلنت جماعة الإخوان : أنها لن تتقدم بمرشح إلى موقع رئيس الجمهورية ، وبتوطيد أركان هذا التحالف غدرت جماعة الإخوان بالثورة ورفاق الميدان ، وارتمت في أحضان الديكتاتورية العسكرية والتيارات السلفية ، وعند أول فرصة غدرت بالديكتاتورية العسكرية ، ودفعت محمد مرسي مرشحا لموقع رئيس الجمهورية بما أخل بالاتفاق بينهما ، وما كان من الديكتاتورية العسكرية إلا أن تستدير وتمد جسورها وتوثق روابطها مع القوى السياسية المدنية والقوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية ، لتنقض وتنفرد باعتلاء الموجة الثورية 30 يونيو 2013 التي أطاحت بالإخوان والإسلام السياسي من السلطة ، وتحتكر السلطة والسيادة 3 يوليو 2013 ، وتتمكن من تقديم مرشح ليكون رئيسا للجمهورية ، تستعيد به آليات وهياكل النظام القديم ، وفي مقدمتها تقديس وتأليه الحاكم وإضفاء هالة زائفة من العبقرية والربوبية عليه ، واستعادة الخوف إلى نفوس المصريين بالتوسع في القتل والإبادة الجماعية والسجن وتقييد حق التظاهر ورفع الدعم وإحالة حياة المصريين إلى جحيم بالحرمان من الكهرباء والماء وارتفاع أسعار السلع والخدمات والمحروقات .
وما على القوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية إلا أن تنتبه أن الثورة المضادة أصبح لها رأس وجسم يتمثل ويتجسد في الديكتاتورية العسكرية ، يحاول تأليه الحاكم , وزرع الخوف في نفوس المصريين ، فهل نستجيب له ، أم نحافظ على شجاعتنا وبسالتنا ونستكمل ثورتنا ؟
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له