الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الفسطاط و الوزير شاور و مطار طرابلس و الخليفة حفتر

بوشتى الركراكي

2014 / 8 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


دائما و أبدا أجد رابطا قويا و عبقا و رائحة التاريخ في كل ما يحدث من حولنا و بين ظهرانينا من أحداث و حروب و قتل و حرق و تهجير،
و انقلابات و تحالفات و خيانات ،العظيمة و المخجلة و الصامتة منها و المتحدثة بهمس.
أنا الآن على أكمة مدينة الفسطاط المصرية التي فشل في حمايتها الوزير الفاطمي شاور و لكي يعرقل تقدم الصليبيين حلفاءه بالأمس أعداءه اليوم قرر حرقها بتاريخها بعمرانها بثقافتها و خصوصيتها التاريخية و العمرانية و البشرية. تقول كتب التاريخ ان حرق الفسطاط من اكبر جرائم الحرق في حق الحضارة الإنسانية حيث ظلت النار مشتعلة فيها 54 يوماً و كان الدخان يري علي مسيرة 3 أيام ، و بذلك ضاع كل أثر للفسطاط التي بناها عمرو بن العاص هكذا تحكي قصاصات تاريخ المحرقة.
شاور هذا الوزير المتعدد الوجوه المتحالف مع أوراق الشجر و مع ديدان الأرض و خنازير الغابة لم يهمه ما سيقول التاريخ عنه بل همه أن يحافظ على منصبه و منصب ابناءه من بعده في ظل دولة و خلافة لا تحمل من هيلمانها آن ذاك إلا الاسم وبلغ الصراع بين خليفتها العاضد بالله و وزراء دولته قمته و الثمن حضارة تباد و شعب يهجر و كرامة تداس.
اليوم يعود شاور مقاتلا من مقاتلي الزنتان و الفجر الجديد يحرق بمعيتهم مطار طرابلس بكل حمولته التاريخية و رمزيته السيادية، يحرق عنوان و مدخل دولة هي اليوم طاحونة حرب الرابح فيها خاسر عند متم النهار و الخاسر فيها رابح و منتصر في فجر اليوم الموالي.
ليبيا الدولة التي لم تعرف للجوع طعم و للفاقة أو الحاجة معنى ،و جواز سفرها كان إلى الأمس قريب تأشيرة مرور، و المواطن الليبي مرحبا به في كل أنحاء العالم. ليبيا معمر أو تحت أي مسمى المهم انك زائر و ليس لاجئ أو هارب من أتون الحرب و الجوع.
اليوم الطفل الليبي جائع، الأم الليبية ثكلى و الأب الليبي مقعد، و الفتاة الليبية فريسة تنهشها حيوانات الدين الجديد، فتارة مجاهدة و سلاحها جغرافية جسدها،و تارة سبية و تارة أخرى غنيمة. تتعدد المسميات و القصد واحد نخوة و مروءة ممدة على فراش بلون القتل، بلون الوحشية، بلون صراع لا ناقة للمرأة الليبية فيه و لا حتى ذبابة. ذنبها الوحيد أنها ليبية عاشت في كنف نظام لم يحسب حسابا لهذا اليوم، و تعيش اليوم في كنف الفوضى التي لا يستطيع احد فيها أن يضمن لها كوب ماء ليست عليه قطرات دم.
الخليفة حفتر أو الوزير شاور وجهان لعملة واحدة، حينما يشتد الصراع يصبح الخاسر أكثر وحشية من المنتصر و هذا الأخير لا يفوت الفرصة في أن يكتب تاريخا دمويا ارجواني اللون يحكي عن عظمته و بأسه في التنكيل ببني جلدته. القصد أمة تباد و قيادات من ورق، أسد على ذويه و في حروب الكرامة نعامة ....انتهى الكلام أيها الوزير حفتر شاور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في