الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إنتهت حرب الولايات المتحدة على الارهاب؟

طالب عبد الأمير

2005 / 8 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


يلاحظ المتابع لمستجدات الساحة الدولية ان ثمة تغييرا يطرأ على السياسة الخارجية التي تنتههجا الادارة الامريكية في ولاية جورج دبليو بوش الثانية، ويتجه هذا التغيير نحو انتهاج الادارة الامريكية طريق التعاون مع الدول الاخرى في مجالات يأتي في مقدمتها مكافحة الارهاب، بدلا من الانفراد باتخاذ القرار وتنفيذه. وتنوه الصحف المهمة الصادرة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا الى ان ثمة توجها جديدا تتشكل في أروقة البيت الابيض يسعى الى التركيز على جهود سياسية تشرك بها واشنطن حلفائها الاوروبيين والبلدان " الاسلامية المحافظة" ، بدلا من حربها العالمية على الارهاب.
ويرى بعض المحللين ان واحدة من اسباب انتهاج هذه السياسة الجديدة وهو تيقن بعض الساسة الامريكيين من ان ليس بمقدور الولايات المتحدة بمفردها مواجهة التحديات القائمة في العالم، كما ان هنالك معطيات تشير الى ان شعبية الولايات المتحدة قد هبطت على المستوى العالمي، من جراء الاساليب التي انتهجتها خلال حربها ضد الارهاب، بعد الحادي عشر من سبتمبر 2003، اما السبب الآخر، من بين الاسباب الاساسية للتوجه الجديد في السياسة الامريكية، فهو ما عبر عنه استطلاع الرأي اجرى في الولايات المتحدة الامريكة، في الاسبوع الأخير من شهر يوليو، تموز الماضي، والذي اظهر فيه كيف ان المواطن الامريكي يرى بان ثمة صورة سلبية وكراهية يضمرها " المسلمون" لبلاده، بعد الحرب في العراق والحرب على الارهاب.

وقبل فترة التقى مسشتار وزيرة الخارجية الامريكية فيليب زيلكوف مسؤولين في كل من بريطانيا وفرنسا للتنسيق في امكانية التقرب من القوى الاسلامية المحافظة، وقد ادى هذا اللقاء، حسبما تشير الفينانشال تايمز الى ان مصطلح " الحرب العالمية على الارهاب" سوف يستبدل بـ "الحملة ضد التطرف العنيف"، ويعود الفضل في هذا التحول، والعهدة على الصحيفة، الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي جعل الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش يفكر بهذا المنحى.
هذا فيما ينقل عن تحول في موقف وزيرة الخارجية غونداليزا رايس المتشدد والاحادي الجانب، عندما كانت مستشارة الرئيس الامريكي للامن القومي، بحيث اصبحت وبعد استلام مهمتها الجديدة خلفا لكولن باول، تفكر باتجاهات متعددة، وانها حسب صحيفة واشنطن بوست، سعت الى ايجاد نقطة التقاء بين السياسة " الواقعية " للخارجية و" السياسة المحافظة الجديدة" التي انتهجتها الدفاع، اي انها وظفت الصراع الذي كان يطلق عليه بين " الصقور" و " الحمائم" في الادارة الامريكية في فترة كولن باول لأن تجد المفصل المشترك بينهما. وقد اسهم هذا بدوره، حسب المحللين، الى انخفاض تأثير المحافظين الجدد على السياسة الامريكية.
وفي مقابلة اجرتها معها " واشنطن بوست " اشارت رايس الى انها وخلال زيارتها الاولى الى اوروبا بصفتها وزيرة للخارجية اكتشفت ان الاوروبيين ينظرون الى الولايات المتحدة الامريكية كونها مشكلة، وخاصة في ما يتعلق بايران، مما جعل رئيسة الدبوماسية الامريكية تبادر الى التغيير في سياسة واشنطن الخارجية، هناك حيث لا تعتمد الولايات المتحدة فقط سياسة المعارض لقرارات المجتمع الدولي أو انها تضع نفسها فوق الجميع.، بل انها باتت تتحفظ في اصدار قراراتها.ازاء بعض القضايا الدولية الحساسة. ففيما يتعلق بايران فلم تكن في الواجهة معها، بل وقفت خلف الموقف الاوروبي المعتدل ازاء لعبة التحدي الايراني، حيث اتخذ بوش موقفا من قضية المفاعل الايراني ذي نبرة هادئة. اما فيما يتعلق بكوريا الشمالية فنرى أن الولايات المتحدة تدخل في حوار مباشر معها. وحول هذا الامر يشير بعض المراقبين الى ان هذا التحول في التعامل السياسي الامريكي يأتي على خلفية االانتقادات التي وجهها لها حلفاؤها الاوروبيون.، وفي هذا المنحى الجديد للسياسة الامريكية الخارجية يسير البنتاغون، وزارة الدفاع الامريكية، حيث تنقل صحيفة " أخبار الولايات المتحدة والعالم " عن وكيل وزارة الدفاع الامريكية للشؤون السياسية دوغلاس فيث قوله " ان هذا ليس مشروعا عسكريا فقط، والولايات المتحدة لايمكن ان تنفذه بمفردها". وعن ريتشارد هآس، مدير مركز العلاقات الخارجية في الداخلية قوله من ان التحول في السياسة الامريكية يأتي نتيجة العولمة المرفقة بالتغير البراغماتي. ان المنافسة بين الدول الكبرى التي وسمت القرن الماضي والتي شكلت القوى الدافعة لتاريخ تلك المرحلة، حسبما يقول هآس، لم تعد قائمة ولاتشكل تهديدا لبلاده. لكن التهديد اليوم ، يتمثل في عناصر مختلفة: كالارهاب، ونشر الاسلحة النووية، والتغييرات المناخية والامراض المعدية الفتاكة. وان الولايات المتحدة الامريكية ليس بمقدورها التصدي بمفردها لكل هذه التحديات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن