الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات سفيه

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 8 / 25
كتابات ساخرة


يقول (رونالد ريغان) أن الأميركيين وبسبب الهنود الحمر لن يحصلوا في النهاية على أي شيء , تذكرت ذلك وأنا أدخل البيت بعد يوم صاخب كانت ثمرته لاشيء , فأنتهزت آخر دقائق لسماع أغنية (كارلي راي جيبسن) الموسومة (كول ميِ مَي بيِ) عسى أن أحصل على أتصال من فقيد أو معجزة أو أي شيء , وقبل أن تنتهي الأغنية بحثت كعادتي عن أوراقي المتطايرة , فهن كعادتهن يختفين تحت (الكشنات) بسبب (الطسّات) , وبعد جهد مشوب (بالطحير) وجدتهن تحت المقعد الأمامي ومعهن جهاز هاتف لا أعرف صاحبه مع قلمين رخيصين , وفيما أنا منبطح مستغرقاً في البحث , حصل زلزال جعلني أقفز دون شعور لأجد نفسي ممتداً على (الشتايكَر) في (كَراجي) البسيط , خرج الأولاد (مخروعين) , قال المتذمر كبيرهم (خلف الله عليك بابا هاي لاصقة جبتها صوغة للبيت) , الأصغر المتفائل قال : (لا مو لاصقة , أحتمال عبوة أنفجرت بشارعنا عفية بابا هم زين بسرعة طبّيت) , ركضنا للشارع فشاهدنا دخاناً أبيضاً يتصاعد من بيت (أم صلاح) , كانت الناس تقف بعيداً عن ذلك البيت , وبعد الأستفسار تبين أن الحاجّة أم صلاح قامت بجلب (الشفلات و الخلفات) دون سابق أنذار للمساكين من (الجوارين) , قررت دون مشورة زوجها أن تهدم بيتها الى الأساس , وحين حضر (أبو صلاح) قادماً من دائرته التي يعمل فيها منذ قرن و نيف وصلت (الصريخة للضالين) , أقنعه (طبابين الخير) أن بيته على وشك السقوط بعد أن تصدع بسبب الرطوبة جرّاء مطرة الشتاء الماضي بعد أن غرق وطفحت المجاري , وعلى ذكر المجاري , دخلت وجلست أمام التلفزيون فظهر على أحد القنوات أمين بغداد , هذا الرجل له فضل كبير فهو الوحيد الذي يجعلنا نضحك مغادرين برهةً مستنقع الكآبة والعويل , كان (يحلف ويتكفّر) بأن ماء الأسالة الذي يأتينا لبيوتنا بالأنابيب هو أطهر ماء خلقه رب العالمين , وبعد أن طلب منه المذيع أن يشرب قدحاً منه , غيّر الموضوع وتنحنح و عدل جلسته متحدثاً عن برج دبي و كيف أنه لاينفع المواطن العراقي فهو لايستطيع بيعه ولا شرائه بل أن صعوده بطر من (حضرة جناب الفايخين) , وعلى ذكر (الفايخين) , رأيت في قناة (يورو نيوز) مشهد يفطر القلب لنساء يهوديات يبكين رجلاً قتل في أسرائيل على يد ثوار غزّه أولئك الذين يسمّونهم إرهابيين , قلبي السميك لا يتحمل رؤية تلك النسوة المرهفات وهن باكيات , والسبب أنهن لم يخلقن للبكاء , مثل العراقيات والفلسطينيات ,فرثائهن للموتى مجرد (خيط وخرابيط) , واتتني فكرة مدهشة , لماذا نحن العرب أصحاب الحضارة و الفكر الرشيد لم نرسل (الملّايات و الروزخونية) الى أسرائيل ليعلموا أهلها فن الماسوشية والعويل , نسيت أننا ملتزمون بأتفاقية مقاطعة أسرائيل , نفس القناة أظهرت (الحماسيين) الفلسطينيين وهم يزلزلون الأرض في وداع (الشهداء) الى السماء السابعة في علّيين , مؤكد صعدت معها أرواح العشرات ممن تم أعدامهم دون محاكمة بتهمة التخابر مع أسرائيل , أخبار العراق كما هي مثل الطعام (البايت) الذي أضطررنا لأكله سنين طويلة وقت الحصار أثناء الخدمة في الجيش , لا جديد سوى أنتظار معجزة بأن يعي الناس أنهم على شفا غرق و(تفليش) , تجمعهم سفينة واحدة , إن غرقت غرق الجميع , كنّا نطلق عن الرجل الصالح لقب فقير , لايعرف من الدنيا سوى الذهاب للجامع ومن الجامع للبيت , وبعد تحوّل الجامع الى مكتب وثكنة ومقبرة (لافرق) صار هم الناس الخلاص من وصمة الجوامع والمكاتب والثكنات فأصبحوا يتنقلون في دورية سمجة مابين الموت و التلفاز والبيت , ربما مصدرها تهجير المسيحيين والمسلمين أو الأزد و الصابئة المندائيين , المصادر كثيرة تجتمع في لعنة تصيب المرء بمتلازمة الخجل من أفعال لم يقترفها , لكنه كان شاهداً عليها فنال على غرارها وعن جدارة (لقب سفيه) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان