الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهم يرقصون على جراحنا

حسين ديبان

2005 / 8 / 12
القضية الفلسطينية


بدأت حركة (المقاومة) الإسلامية حماس تعد عدتها للإحتفال بما أسمته تحريرا لقطاع غزة على أيدي مجاهديها الأبطال الميامين وبقدرة صواريخها العابرة للقارات والقطاعات والأخلاق والمفاهيم وبيوت الناس الآمنين من بيت لاهيا حتى رفح,في عملية أساسها لوي عنق الحقيقة والتاريخ القريب منه والبعيد ,دون أدنى احساس بالذنب لما سببته أفعالهم الحمساوية لشعبنا الفلسطيني من مآسي وويلات وقتل كان أخره ماحدث منتصف الشهر الماضي وكنتيجة فورية لوليمة دمشق, حين قتل مواطنان وجرح العشرات لا لشيئ الا بسبب اصرار ضواري حماس على اطلاق صواريخهم (مواسيرهم على مايسميها أهلنا في الداخل)من أمام أحد المقرات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وهم يعلمون تمام العلم أن رجال الأمن الفلسطيني سيمنعوهم بأي طريقة احتراما من السلطة لإلتزاماتها الإقليمية والدولية.

بماذا ستحتفل حماس بعد أيام؟
ستحتفل حماس في مستنقع من الدماء قوامه دماء ما لا يقل عن اربعة آلاف شهيد وخمسون ألف جريح من أبناء شعبنا سقطوا نتيجة المزايدات الرخيصة وبازار المصالح التنظيمية الضيقة وشعارات الشحن الديني وأم المعارك الفلسطينية التي يتقنها شيوخ حماس خير اتقان دون أن يوضحوا ماالذي تغير مابين أوسلو الذي رفضوه وخطة شارون الذين يستعدوا هذه الأيام للإحتفال بها على الرغم ان ماجاء به أوسلو أفضل منها ألف مرة ليس بحسابات سياسية علمية فحسب وانما بحسابات بسطاء العامة.

ستحتفل حماس بآلاف المنازل المدمرة, والأمهات الثكلى , والأرامل المفجوعة,والأطفال اليتامى, وحسرات المعاقين , وآهات الجرحى الضائعة في لجة العرس الحمساوي, وبضياع حق عشرات الآلاف بالعودة وهو ماكان قد وافق عليه الأعداء ضمن قانون (لم الشمل) قبل كل هذا الخراب, وغدا الحديث عنه الأن ضربا من ضروب الجنون.

ستحتفل حماس بجدار الفصل العنصري الذي ماكان ليكون لولا حماقة أعمالهم ,وسوء تصرفهم, وضعف بصيرتهم وبصرهم ان كانوا أصلا يبصرون, سيحتفلون باستمرار احتلال مدن الضفة الغربية بعد أن كانت محررة قبل جهادهم الأخرق وأفعالهم الخرقاء.وسيحتفلون بالمزايدة على رئيس السلطة محمود عباس حين طالب الدول العربية اعطاء اللاجئون الفلسطينيين جوازات سفر بدلا من وثائق العار ,وقبل ان يكمل كلامه هب عليه فرسان حماس ومن خلفهم البقالين في دكاكين اليسار الفلسطيني الذين أصبحوا بقدرة قادر يصلون بامامة حماس طمعا في منصب نص وزير او ثلاثة ارباع عضو مجلس بلدي,وهم الذين يتنقلون بجوازات سفر أغلبها دبلوماسية يصرفها لهم دكتاتور دمشق والثمن دائما يدفعه شعبنا حين يريد ذلك الدكتاتور أن يشعل معركة صغيرة في غزة أو كبيرة في غرب العراق حتى لاتقع عليه عيون التغيير ولكن فقط الى حين.

ستحتفل حماس بمستقبلنا المظلم في ظل حكم آيات الله الفلسطينيون وما سيقومون به من تحويل للقطاع الى دولة تناسب مقاس دشاديشهم القصيرة , دولة لن تختلف كثيرا عن دولة ملا عمر وأسامة بن لادن والزرقاوي الخ الحمساويون الخارجين من عباءةمحمد بن عبد الوهاب وسيد قطب وأي كلام حمساوي عن التعددية والشراكة هو لذر الرماد في العيون للوصول الى مآربهم ومن ثم سيعرف شعبنا أي مقلب قد شرب مع هؤلاء . ندعو الله أن يكون في عون أهلنا خلال السنوات القليلة القادمة. لأنهم ان تمكنوا وفازوا في الانتخابات التشريعية القادمة,بفضل دجلهم ونفاقهم من جانب وفساد السلطة وأغلب القائمين عليها من جانب آخر فإن شعبنا لن يمكنهم من حكمه بعد أن يكون عانى من ماعاناه تحت ظل سيطرتهم وبعد أن يكون قد أيقن تماما مدى دجلهم ونفاقهم.

افرحوا ايها الحمساويون وارقصوا على جراحنا فلكم جولة واحدة ولنا الوطن والمستقبل.

كاتب فلسطيني مقيم في بانكوك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح