الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي يعود بالاقطار العربية الى مرحلة ما قبل الدولة

عبد الرحمن كاظم زيارة

2014 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اهم ما صفة تميز مرحلة ما قبل الدولة انفراط العقد الوطني والغاء مبدأ المواطنة للتجمعات البشرية ، ويحيل الامم الى مجرد تجمعات سكانية تسودها الهوية الطائفية ، وتسوسها الصراعات الطائفية ، فهي تعني :
(اولا) الغاء مبدأ المواطنة
(ثانيا) الغاء مفهومي الشعب والامة

ولقد قيل الكثير حول الربيع العربي وكنا منذ بواكيره قد وقفنا موقفا نقديا واضحا وحاسما منه وعددناه عملية سرقة واضحة لطموحات واهداف الشعب العربي في كل قطر عربي ، واستغلال بشع لاسباب الثورة الحقيقية ، وان شعارات الريع العربي لاتتوافق ولاتتطابق ولاتحايث نتائجه على الارض ، خاصة في موضوعة الديمقراطية ...
ان الاقطار التي تعرضت للربيع العربي اضحت بلدانا مفككة داخليا ، ودولها هشة بمكان اضحت المجاميع المسلحة كيانات تأكل من جرف الدولة وتقوضها ، وفقدت الكثير من الامتيازات الايجابية التي كانت تتمتع بها كالاستقلال الوطني والضمانات الصحية والتعليمية والهوية الوطنية ، حتى اننا اصبحنا ازاء مفهوم للديمقراطية لايدور حول كرامة الوطن والمواطن بل يدور حول تفكيك البنية الاجتماعية الوطنية وتصييرها الى جماعات لارباط بينها سوى ما يقال عن " العيش المشترك" ، وهو تعبير او مفهوم يستبطن التفكيك والنفور والتنافر والاختلاف في الهوية الوطنية .
ان الدولة صيغة تنظيمية لادارة المجتمعات واستقلال البلدان ، وتكرس مفهوم الامة برغم التنوع الاثني والمذهبي والديني والقومي للشعب ، ولهذا لايجب ان تنالها الثورة وتقتلعها ، بل ينبغي ترشيدها وتطويرها بما يخدم اهداف الثورة وتطلعات الشعب في الحرية والاستقلال والوحدة والعيش الرغيد .. ولكن مرحلة ما قبل الدولة تتضاد مع تلك الاهداف والتطلعات وتمتد الى ما يعرف بالمحاصصات الطائفيةوالعرقية التي طالت وتطال : (1) الثروة الوطنية ، (2) والجغرافية ، (3) والمناصب الحكومية . وهذا ما يعزز الانحدار والرجوع القهقري الى مرحلة ما بعد الدولة والتي غادرهتها المجتمعات الانسانية منذ آلاف السنين ( منذ سرجون الاكدي عام 2300 ق.م وربما ابعد من ذلك بكثير ) .
ان نظرة سريعة لدول التي أُدخلت عنوة الى ما يسمى الربيع العربي ظهرت فيها سمات مشتركة تنبؤ بتأسيس انظمة جديدة غير مسبوقة في المجتمعات الانسانية قديمها وحديثها ، ومن هذه السمات:
أ ـ تحـوّل الدولة الى مجرد حيز للمحاصصات الطائفية وتزيع المسؤوليات كما لو كانت حقا او استحقاقا لهذه الطائفة او تلك .
ب ـ الفساد المالي والاداري اللذان اسنشريا سريعا منذ اللحظات الاولى من الانقضاض على الدولة ومؤسساتها بوصفها وبحسب رؤية الربيع العربي انها جزءا من النظام السابق على الربيع العربي.
ج ـ انتشار المجاميع المسلحة والتي تهيمن وهيمنت على الامن ما ادى الى فقدان الامن والسلم الاجتماعي .
د ـ ظهور شكلا من اشكال التنظيمات السياسية الطائفية يقف على رأسه مرجع او شيخ لايشارك مباشرة في الانتخابات او في تولي المناصب الحكومية بل يظل موجها ، ما يعني تكريس زعامات موازية للزعامات الرسمية في الدولة .
هـ ـ نظام محاصصي يكرس نوعا من الديكتاتوريات بحيث ان توزيع المناصب تكون ذات طابع ابدي ، فلكل طائفة منصب رئاسي لايحق لها تجاوزه الى غيره ، وبهذا يكون من المستحيل ان يكون ابن الطائفة المعينة ان يتقلد منصب خارج هذه المحاصصات .
و ـ تحول العمل السياسي الى نوع من التجارة ، ليس لخدمة المجتمع بل للانتفاع الشخصي باسم الطائفة .
ز ـ وعلى فرض ان الانظمة التي اطاح بها الربيع العربي انها انظمة ديكتاتورية فإن نظام المحاصصات يكمثل ديكتاوتوريا لاشغل لها سوى البحث في المنافع الشخصية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل