الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياضة تجارة سياسيّة في بلداننا وليست الصناديق الانتخابيّة وحدها !

طلال الصالحي

2014 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



نحن أكثر الناس في العالم ثقةً بأنّ الرياضة ستحلّ مشاكلنا الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة بديلاً عن دهاليز المؤسّسات السياسيّة الدوليّة "لأنّ الرياضة تقرّب بين الشعوب" في حين السياسة تباعد بينها ! ..



وتهذّب النفوس , وتجمع الناس على "أهداف سامية" ..



"فالبطولات" الرياضيّة , وكما دأبت الآلة الاعلاميّة السلطويّة العربيّة على التفنّن في مخاطبتنا بها , "ساحات للتفاهم بين الشعوب واتّفاق بين شباب الأمم يذيب جبال الجليد من الخلافات" لذلك يغدق على إعلاء مهامّها شكليّاً , ملاعب ومؤسّسات" الدول الميسورة من بين دولنا وأكثرها تهريجاً بعشق الرياضة ! ..



فهي "أدب وطاعة واحترام" .. وهي وسيلة "للتثقيف" ..

وهي "صواريخ وقذائف" في مرمى الخصوم تعلّمهم فنون التأدب مع شعوبنا المؤدّبة !



ومع كلّ ذلك .. يرى المرء منّا احياناً نحن ضحايا إعلام السلطة , فقط نحن من نؤمن بكلّ طروحات الدعايات الرياضيّة وأكثر أمم الأرض التزاماً بها بل ونعتبرها أحياناً من المقدّسات ..

نؤمن بأن الشعلة الأولمبيّة شعلة مقدّسة أكثر قداسةً حتّى من شعلة نار الديانة المجوسيّة وأكثر قداسة حتّى من شعلة منطقة الشعلة ببغداد! ..

ترتعش أوصالنا لافتتاحيّة البطولات الأولمبيّة توقظنا احياناً على حقيقة تخلّفنا التقني والمهني والثقافي والسياسي فنبدو في المشهد ككلّ وكأنّنا جمهور تصفيق فقط يبلغ به الصفق أحياناً يستمرّ في التصفيق بينما جمهور العالم المتواجد "في القاعة" توقّف عن التصفيق ! نلمس ذلك أكثر عندما نعدّ حصادنا من "الأوسمة" أو ترتيب بلداننا بين مراكز الفوز لكلّ بطولة عندها تصعقنا تلك النتائج ! ..

نبدو أناس مثرثرون أكثر منهم مشاركون أو "منافسون" لا سامح الله ! .. بينما نجد الغرب لا يؤمن بجميع ما نؤمن من "قيم سامية" نثرثر بها نحن في للقاءات الرياضيّة الدوليّة , فنتائج اللقاءات هي المقدّسة بنظره لا الشعلة الأولمبيّة ولا يحزنون ! , فقط نحن نؤمن بمركز "أفضل الفرق المشاركة في البطولة في مسيرات الافتتاح" ! .. كان جمهور السبعينيّات وقبله الستّينيّات عندنا أكثر ذكاءً من جمهور اليوم , فعندما تعلن النتائج النهائيّة لبطولة ما من بطولاتنا المحلّيّة الرسميّة , تأخذ "لجان تنظيم البطولات" الرسميّة عين الرأفةً بالفرق الّتي تأتي في مؤخّرة قائمة الفرق الفائزة فيضعون جائزة "أفضل الفرق التزاماً بالسلوك وبالمسير من أمام المنصّة" أو "أفضل خلق رياضي" ! فيغرق الجمهور بالضحك لمثل هذا النوع من الجوائز "المعنويّة" وهو يستمع لهذا النوع من التصنيف يذاع ! .. وهذا ما يحصل لنا عادةً في مؤسّسات الأمم المتّحدة أيضاً , فلا فرق بين مسافات العطاء فقط "آلة التنفيذ" ! فإن لم تكن رياضة , فسياسة ! , طالما كليهما له منظّمة دوليّة ! , فنحن من أكثر الأمم التزاماً بآداب ووصايا مؤسّسة الأمم المتّحدة والأكثر التزاماً بقراراتها حتّى لو كانت تهدّد مصيرنا ووجودنا في هذه الحياة نفسها ! بل ونصطفّ مع الدول الّتي تلزمنا بتلك القرارات لتدمير بلداننا ونهجم على من تعصي تلك الأوامر من دولنا ! وتحاربها ميدانيّاً وتقف في مقدّمة جيوش البلدان الّتي تقرّر العدوان على بلداننا لعدم إطاعتها القرارات "الدوليّة" ونصطف منذ الصباح الباكر في ساحات اصطفاف الجيوش "الصديقة" لتحيّة العلم , مقلّموا الأظافر حلوين الهندام وحلوي الجهامة ! ..

وعلى صعيد تطويع دولنا وشعوبنا أكثر فأكثر لوصايا "المجتمع الدولي" أو "الأخ الكبير" ! ولمداراة شعورنا "بالذيليّة" في قائمة العطاء من ضمن دول الأمم المتّحدة يخصّصون لنا جوائز "معنويّة" تحت مسمّيات مختلفة تابعة لنفس هذه المنظّمة كجوائز اليونيسيف وغيرها مع تخصيص مقاعد وظيفيّة مظهرها رائع بدرجة "سفير" ! لكنّها في حقيقتها لا تعدو تابعة لإحدى المنظّمات التجسّسيّة التابعة لكبير قوم المنظّمة الدوليّة أو الأصغر منها , من الّتي اعتدنا سماعها من الاعلام كمنظّمة حقوق الانسان مثلاً ! في حين تخلو جميع الدول الغربيّة من أيّ من هذه المنظّمات فيما عدا "سفرائها" الّذين يُنتقون من بينهم على شكل "مشاهير" يجولون بلداننا وعيونهم تذرف الدموع على "أحوالنا البائسة التعيسة" ! وما ينتقونهم من بلداننا "سفراء" لأحدى تلك المنظّمات أيضاً من "مشاهيرنا" ! نعم فنحن أيضاً لدينا مشاهير ! لكنّ شهرتهم "عله كدنه" ! أي ليست عالميّة كمشاهيرهم , وعادة تخلو عيونهم من الدموع , إذ حتّى مشاهيرنا "اللي بيهم مكفّيهم" ! ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف