الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في ديوان - ونيس وحدتي - للشاعر المغربي عبدالله شريف ( السرسار ) بقلم : الإعلامي عبدالعاطي الخازن

عبد العاطي الخازن

2014 / 8 / 25
الادب والفن


قراءة في ديوان " ونيس وحدتي " للشاعر المغربي عبدالله شريف ( السرسار ) بقلم : الإعلامي عبدالعاطي الخازن


فليكن ذلك الطائر المرتحل من غصن إلى غصن ، فليكن هو ذلك البحر المترقرق الوديع وما يخفيه تحت صفحته الساكنة الجياشة ، أو فليكن هذا الحبر المتلألئ بالفكر وماء القصيدة هو ونيس وحدته وأنيس حرفه الهادئ المتحرك في ضجيج الحياة . فقد كتب شاعرنا عن الحياة وفي قلبه أسئلة تجيب وأخرى تضاعف بين الممكن والمستحيل .. كما في وجدانه أجوبة مأخوذة من داخل تلك الأسئلة التي تتبناه ويتبناها بكل ما تحمل من الظن والمعنى . ففي إحدى قصائده " أذكريني " يطرح شاعرنا هذه الأسئلة :
" في جلسة الوقود
هل تذكرت يوم التلاقي ؟
أو أنك نسيت موعد لقائي ؟
أذكريني في كل ثانية ودقيقة
هل أنت عدوة أم صديقة ؟ "
بين هذا التناغم المتواصل ، يتحدد لنا ما يمكن التقاطه أو لمسه أو وصفه أو محاكاته على أن الرومنسية هي ناضجة في قلب شاعرنا كما الحب . كما للبهاء والأنس والتسامر موائد تتكلم في صمت ، حيث الرجال المسنون يبعثون ما تبقى من أسنانهم على طاولة الليل ، حيث شجرة التوت تنحني لموسيقى تبعثرها يد عازف .. إنه يحب ذلك إنه يستشعر فيه شيئا مما يريد . في جليز تعلم السلام والنقصان في الكلام ، و فصلا آخر من فصول الحياة لن نقول هو الأشد تأثيراً في مساره بقدر ما هناك امتزاج بروح الشعب وفهم الواقع بكل تناقضاته الملتوية ، وقد أسهم معه في ابراز هذه التيمة شخوص كانت لكل بصمته وتوقيعه الخاص داخل القصيدة ، ومنهم ادريس و الحياني والجندي والمطربة والسندباد ... وتأتي تيمة السفر والترحال و اكتساب المعارف وتحقيق مساحات أفضل للتواصل والتعارف وخلق تيمة للدهشة والتعلم والابتكار . فانتقال شاعرنا " عبدالله شريف السرسار " بين فضاءات مدن كثيرة أعطاه أسرار هذه التيمة على قدر كبير من الصلابة . إذ يسافر بنا إلى مدن ليست ببعيدة لكننا نجهل الوصول إليها ، لكن من خلاله نستطيع أن نعرفها بل نعرف ونتعرف على العالم كله :
" سأدعوهم إلى الموائد
لكي أعطيهم حكما وفوائد
لأنني جندي ذاهب
وأحب المغامرات بالقوارب "
من خلال هذا التناول الشعري ، ومن خلال هذه المغامرة التي تحتاج قاربا متينا لعبور أخطار البحر الكثيرة و بغض النظر عن توفر أو عدم توفر الأدوات الممكنة ، فتقة شاعرنا أكبر من كل الكلام ، خاصة أنه أصدر وأعلن العديد من المجموعات الشعرية الهامة ، منفردا بصوت خاص وعوالم داخلية فريدة بين القصيد العربي والزجل المغربي النقي . وله مجموعات أخرى قيد الطبع والنشر كالديوان الذي يرتبط بالقضية الوطنية والذي يحمل عنوان : " ظلم تندوف " ... كما مارس الصحافة الإلكترونية الحرة مع مجموعة من الجرائد لتكون بذلك إضافة نوعية لإبراز الذات في ظل مجتمع مغلق .
يقول شاعرنا : " أيها القارئ المحترم ، إن هذا الديوان مأخوذ من حياة عشتها بألمها وفرحها ، فاختصرت في كلماتها معنى ، المحبة والاخلاص ، والعفة والكرامة ، فشاركني أيها القارئ ، همومي وأحزاني ، هي بالذات في ذاتك وذاتي .و أتمنى أن يصل قلمي إلى قلبك وشكراً ."
فالشكر كل الشكر لشاعرنا على هذه الدعوة الحرة الصادقة ، مع متمنياتي له بدوام الصحة والتألق على درب القصيدة العنيدة .

عبدالعاطي الخازن
مراكش في : 25/08/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا