الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبتسامة الجيوكاندا ( ريفيو قصير لقصة طويلة )

صلاح شهاب
باحث

(Salah Shehab)

2014 / 8 / 25
الادب والفن


عندما شرعت في قراءة قصة إبتسامة الجيوكاندا لألدوس هكسلي – كاتب إنجليزي 1894 / 1963 م – القصة ترجمها للعربية أوس زينة , أرهقني الإسم ورغم ان القصة طويلة بعض الشئ او ممكن أن نقول انها رواية قصيرة جدا و كانت بالنسبة لي خفيفة , ترجمتها سلسة , أسلوبها سهل , ممتعة في اوقات , كئيبة في كثير من السطور , أزعجني كثيرا عندما كرر وصف الآنسة سبنس بابتسامتها بالجيوكاندا , افهمني بان من وراء ابتسامتها إزعاج حقيقي , تحدث هكسلي عن هملتون الرجل المتصابي , زير نساء , مغرم بالفاحشة , متزوج لسيدة مريضة تدعى إميلي , على علاقة من سيدة آخرى تدعى دوريس , , ورغم عن فواحش هذا السيد إلا ان هكسلي , افحم إشارات مختلفة بالقصة تبين انه محب للقراءة , خاصة الأدب الفرنسي , بدأ هكسلي حديثه بمشهد كلاسيكي في بيت الآنسة سبنس صاحبت الثلاثين عاماً , دعاها لعشاء بمنزله معللاً بانه طلب زوجته المريضة .

تشتبك العلاقات بالقصة بين فحشه مع دوريس , وبين اشتهاءه لسبنس , مع حياته الرتيبة بزوجته المريضة , نتبين قسوته التي لم ينكرها هو نفسه من خلال رفضه للسفر مع زوجته في رحلتها العلاجية التي اشار عليها دكتورها الخاص ليبارد – الذي رأيت دوره قدريا بالقصة , فكان كالقدر المتشخص لدور شرطي يكشف الخبايا والاسرار القدرية , فهو من بلغه بموت زوجته الأولى , ثم سيطلعه على حمل عشيقته الاولى و زوجته التانية , ثم في النهاية هو من سيحل لغز قتل الزوجة الذي كان ظاهر فوضوح فكرة المرأة المريضة نفسياً التي تخفي شرها خلف ابتسامة مصطنعة واضحة من بدايات القصة .
يحاول السيد هوتن الرجوع لنفسه وعدم المضي في ملذاته بعد وفاة زوجته , التي يبدو انها في البداية اربكت جميع حساباته , حاول ان يعيش حياته بطبع مختلف , صمم على إدارة مزرعته ومراعاتها بنفسه , وفكر في إتمام مشروعه الخاص عن اثر الامراض في الحضارة , إلا انه فشل ليرجع لحياته الآولى بشهواتها الخاص .

الأحداث تصل للذروة عندما يتزوج سرا من دوريس , ثم بعدها يهرب من سبنس الذي طاردته في مشهد بائس بمنزلها , ذكرت له عشقها , و لكنه تركها وهرب إلى مقاطعة فلورنسا بايطاليا التي كان اشترى بها فيلا , وجد دفئ بعض الشئ هناك مع زوجته دوريس , تصاعدت موجة القلق مع رسالة اخته التي قراءها , بقليل من النفور والضجر , أضطرب وكاد ان يمزقها وذلك لأن اخته اخبرته بأن جانيت سبنس تجول المدينة كلها لتخبر كل شخص بان هوتن من قتل زوجته إميلي ليتزوج من عشيقته .

الأحداث بدأت تتصاعد تدريجيا , هوتن واصل مسلسل الفحش , فها هو مرة آخرى يسقط مع الخادمة , الشرطة اهتمت بشائعة سبنس , زوجته دوريس حملت في نفسها عبء ماحدث , وذكرت خطيئتها بزواجه منها , نهرها لشكوكها فيه وخرج فحاولت قتل نفسها ليأتي الطبيب ويخبرها بانها وجب عليها ان تحافظ على حملها , تبدو النهاية مؤلمة فهيئة المحلفين تعلن بان جريمة قتل إيملي عن عمد , تحويل هوتن للمحاكمة , سبنس شعرت بالإنهيار , تعاني من عسر الهضم الذي يبدو انه كان مرض عصبي لها , يتحول حديثها مع ليبارد الذي اعتاد على زيارتها لمرضها المستمر عن جريمة هيوتن , وعن جرمه الذي لا يغتفر , كان حديثهم عادة ما يحتد ولم ينتهي غلا عندما اخبرها بانه يتقد بانها من قتلت إيملي , عندما دست لها الزرنيخ في القهوة , ثم كتب لها ليبارد في رقة على ورقة لعقار منوم , وكأنه يختم قصته بنومة هادئة لقاتلة بعد جرعة منوم يكتبها لها القدر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات