الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحيانا - قصيدة

كلكامش نبيل

2014 / 8 / 26
الادب والفن


أحيانا لا يعودُ هنالك ما يدعو إلى الإبتسام

وأحيانا لا نبتسم إلا مجاملةً أو لأنّه يتوجّب علينا ذلك

أحيانا لا نستطيع حتّى ذرف الدموع

وأحيانا نضطر لمنع إنساكابها مراعاةً لمشاعر من لا يهتم لأمرنا

أحيانا نستيقظ وأثقال عالمٍ لا وجودَ له ترهق كاهل صباحنا

وأحيانا لا ندرك هبوط الظلام في ليلنا الأزلي

أحيانا تختلطُ كلّ الألوان لتخلقَ سوادا مدلهمّا

وأحيانا أخرى نَنسى فيها وجودَ الألوان

أحيانا نشعر بالوحدة وسط الآلاف

لا نسمع الضحكات ولا الأصوات

فتمتزج في سخرية لتخلق فوضى بشعة

وضوضاء مزعجة تزيدنا إحساسا بعمق النفق

وأحيانا أخرى يحيط بنا من يهتمّون لأمرنا

لكنّ غرقنا في أنانيّتنا يغشى عيوننا فلا نبصرهم

أحيانا كثيرة نرغب في أن يسمع الآخرون روايتنا

فيما نرفض نحن سماع قصصهم القصيرة

أحيانا نبني بأنفسنا جدران عزلتنا

ونبكي خلفها جفاء الآخرين

أحيانا نحيك من الأوهام مشاكل ومعضلات

نتسلّى بنقعها كلّ حين بدموع مآقينا

وأحيانا أخرى يبدو وكأنّ الحزن موسم بلا موعد

ولكنّه أساسي وضروري في حياة الجميع

وأحيانا ندرك بأنّه حتّى خيوط الوهم تلك

لا بدّ وأنّ يكون لها سبب خفيٌ أوجدها

أحيانا كثيرة نأكل لأنّ وقت الوجبة قد حان رغم تخمتنا

وأحيانا ننام لأنّه يتوجّب علينا ذلك في عزّ اليقظة

أحيانا نشعر بأنّنا نسير على طريق من سحاب وبإتّجاه سراب

وأحيانا أخرى يحتضر ذلك السراب فنبصر العدم

أحيانا نكره هذا الركض العبثي تحت سطوة اللاوعي

ولكنّنا في كلّ حين نفضّله على التوقّف وكلّ الغموض الذي يحيط بتلك اللحظة

أحيانا نتحسّر على لحظات مضت كنّا نمقتها في وقتها هي الأخرى

وأحيانا يبدو سِفر حياتنا كتابا تافها لا يستحقّ القراءة

أحيانا نتوق إلى المغامرة، إلى الدفء، إلى التشويق

متذمّرين من رتابة السلام الذي يضمّنا بين جناحيه

وأحيانا كثيرة نتوق إلى الهدوء ونلعن الحياة التي ساقت إلينا الصعاب

أحيانا لا ندرك سببا لكلّ ما نقوم به

وأحيانا نطلب مساعدة الآخرين في فهم ذلك

لنرفض ما يقدّموه بناءا على طلبنا عادّيه تدخّلا في ما لا يعنيهم

أحيانا نرغب في إنهاء كلّ شيء

وأحيانا قد نبذل كلّ ما في وسعنا من أجل ديمومة هذا الغموض

أحيانا يبدو كلّ شيء تكرار لما قبله ونموذجا للقادم الذي ننتظره

وأحيانا نشعر بأنّ نظرتنا للأشياء تقف وراء هذا التماثل

أحيانا نعبد أنفسنا ونرقص في هيكلها المقدّس على أنغام الرضا

وأحيانا نكرهها ونودّ لو أنّنا لم نكن هنا أو الآن

جاحدين بكل شيء ومتناسين بأنّنا لا بدّ نمتلك شيئا ما يحسدنا الآخرون عليه

أحيانا وأحيانا وأحيانا يمتليء رأسنا الصغير الحزين بالأسئلة

ودائما يتوقّف كلّ شيء بالنوم وقبل أن نعرفَ الجواب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07