الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان صادر عن حركة يسار وائتلاف اليسار السوري

حركة يسار

2014 / 8 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بيان مشترك صادر عن ائتلاف اليسار السوري وحركة يسار- لبنان بتاريخ 25/8/2014

في الثورة.. للوقت ثمن

هزت الثورة السورية النظام مع اندلاعها، واستعد لمواجهتها بشتى الوسائل. أكثر ما أخافه هو قدرتها على تنظيم نفسها وتطوير هذا التنظيم نحو عمل سياسي وخطاب وطني مدروس. كانت التنسيقيات الأولى هي النواة لتشكل مثل هذا التنظيم. لم يكن الناشطون الأوائل يحملون فكرا ثوريا ناضجاً، لكن انخراطهم في العمل الثوري كان سيراكم خبرتهم بتسارع يوازي تسارع الحدث الثوري. اعتقل النظام وقتل عدداً كبيراً من هؤلاء النشطاء. وبذلك قام بضرب التنسيقيات الأولى. وبدأ العمل على تفريغ الثورة من الناشطين المدنيين.
ليس النظام من عمل على ذلك فقط؛ فقد كان سحب النشطاء إلى خارج البلاد جزءاً من سياسة المجلس الوطني منذ تشكل، بحجة تمثيل الداخل، هذا فضلاً عن التحكم المالي بناشطي الداخل، بسبب حاجتهم إلى الدعم الإعلامي واللوجستي والحاجة إلى الخبز والدواء. حتى يتمكن من ركوب الثورة، والنطق باسمها؛ هذه السياسة البائسة قامت على إسقاط النظام من الخارج، عبر تدخل دولي. ومنافسة النظام على التمثيل السياسي لسورية في المحافل الدولية. لكن ذلك لم يتحقق؛ فالعالم ظل يعترف بالنظام.
دخل التطرف إلى الثورة السورية بدفع من سياسات النظام والدول الإقليمية، بعد أن فُرِّغت من الكثير من ناشطيها. فظهرت النصرة كتنظيم إسلامي أصولي، وكفرع من تنظيم القاعدة، ولا علاقة له بالثورة. مجدداً أخطأت المعارضة، الممثلة بالمجلس والائتلاف الوطنيين، حين رفضت اعتبارها كذلك؛ وأداروا الظهر للطلب الأميركي باعتبار النصرة ضمن لائحة الإرهاب.
لم تستغل المعارضة وعموم الناشطين والمثقفين تواجدهم في الخارج للعمل على حشد شعوب العالم لمناصرة الثورة في الداخل؛ وشرح ما يجري. فترك الأمر لدول العالم وإعلامها المسيس، لنفي وجود الثورة، والاكتفاء بالقول إنها قتال بين النظام والجهاديين، أو بين طوائف. هذا ما أفقد السوريين أي تعاطف شعبي دولي. وذهبت جهود بضع عشرات من المثقفين من أجل ذلك سدىً. بل تمكن النظام من استقطاب التعاطف، كونه يواجه التطرف والجهادية، رغم كل ما يمارسه من مجازر وإرهاب. هو فعلاً بات يواجه تنظيمات متطرفة كالنصرة وداعش وسواها؛ فأحسن التنظيمات الأصولية مشروعها فئوي لا مجتمعي، ولا ينتمي للثورة بل ينتمي لرؤية محدودة، تسعى إلى بناء سلطتها وقضائها وجيشها؛ ولا تعينها قضية الشعب والثورة.
في سورية، يمضي الوقت مجاناً، ويتزايد عدد الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمهجرين، وكذلك الجائعين، دون جدوى، وتتعاظم الجهادية. فكيف نكسب الوقت وندعم الثورة؟
أولاً: البحث عن سبل مساعدة السوريين في الداخل، وفي المخيمات، حتى لا يكونوا مجرد كمٍّ بشري مسجونٍ في مخيماته، وعالةً على الثوار، ويتمكنوا من العودة إلى النشاط، فهم امتداد للثورة؛ وأن يتم العمل على تسجيلهم في مؤسسات الأمم المتحدة كلاجئين، والتخلص من قضية أنهم ضيوف، وسيعودون بعد وقت قصير.
ثانياً: نزع صفة التمثيل السياسي للثورة عن الائتلاف الوطني، والعمل على خلق مجموعات سياسة متخصصة بشؤون الثورة، ويتبعون في رؤيتهم وعلاقاتهم وتصريحاتهم للقوى الثورية والسياسية في الداخل، واعتبار الداخل هو مرجعيتهم وليس العكس.
ثالثاً رفض كل نزعة أصولية أو طائفية في تقييم الثورة، وفي الرؤية السياسية، وفي الإعلام الخاص بالثورة. فالثورة ثورة الشعب السوري، بكل طوائفه، حتى من ظل مع النظام؛ وهذا يقتضي رفض التنظيمات الجهادية والأصولية، فهي تسلطت على الشعب والثورة بقوة السلاح والمال، وعملت وتعمل على إنهاء مفهوم الثورة الشعبية والمحدد في إنهاء النظام وبناء دولة لكل السوريين، وتسودها الحياة الأفضل اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وهذا مما لا علاقة للأصوليين فيه.
رابعاً: تسليط الضوء على الحياة اليومية لملايين السوريين في الداخل، بدءاً بكوارث الحرب وعائلات الشهداء والفقر وأشكال الإذلال التي يتعرض لها الشعب في المناطق المحررة وفي المناطق الموالية. ففي كلتا المنطقتين أصبح وضع الناس كارثياً وهو ما يدفع الموالين للتململ مؤخراً، وهو ما يدفع حاضنة الثورة إلى عقد المصالحات مع النظام، والتخلي عن الثورة!
خامساً: كشف ملفات الفساد والإثراء الذي تمّ باسم الثورة، ويقتضي ذلك تشكيل مجموعات قانونية أو مهتمة بذلك، لمتابعة هذه القضايا والبحث عن إجراءات ثورية وقانونية للمتابعة والمحاكمة في الداخل والخارج.
سادساً: إنشاء شبكات من التواصل مع الحركات الثورية والسياسية اليسارية والشعبية والمثقفين المؤيدين للثورة في العالم، وشرح قضية الثورة ومشكلاتها، وإنهاء تمثيل الائتلاف للثورة، وإنهاء كل تبعية للدول الامبريالية والإقليمية، وجعلها علاقات ندية، والبحث عن أشكال تفاعلية لطرح قضية الثورة عبر الإعلام على اختلاف أشكاله.
سابعاً: التواصل مع الناشطين الذين استقروا في الخارج، وتحديد مهمات محددة بعينها لهم، وفي أي مجال من مجالات الحياة بما يخدم إيصال أهداف الثورة إلى العالم. عدا عن بحث عودتهم إلى داخل البلاد.
هذه القضايا وسواها وتفريعاتها، تتطلب جهدا عاليا وإحساسا مسؤولا بكوارث ما يحصل في الداخل، حيث تتم تصفية الثورة عبر سياسات غبية ينتهجها الائتلاف، وعبر الجهاديات التي تواصل محاولتها تدمير الثورة وإنهاء كل مطمح سوري نحو العدالة والمساواة والحرية.
الآن تتكثف الجهود لمحاربة داعش عالمياً، ويقع على القوى السياسية والثورية للثورة، وبدلاً من الاندراج في استجداء أمريكا كما تفعل المعارضة لضرب داعش، إطلاق حملة إعلامية ضد النظام وجرائمه وضد كل أشكال الجهادية وترتيب الأوضاع للعودة إلى الداخل.
بتحقق ذلك يصبح للسياسة قيمة وأهمية، ويمضي الزمن لصالح الثورة وليست على جثث الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو