الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الوفد الكردي بتمثيله الحالي قادر على تحقيق مطالب الكرد ؟

سامان نوح

2014 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هل الوفد الكردي بتمثيله الحالي قادر على تحقيق مطالب الكرد ؟
وهل الشروط المسبقة وحدها تكفي ؟
الجواب دون تعقيد لا.. ويجب تغيير الوفد الكردي المفاوض لضمان مصلحة شعب كردستان، وتحقيق مالم يتم تحقيقه في السنوات العشر الأخيرة.
نحن نحتاج الى وفد مفاوض من الصف الاول وليس الثاني والثالث كما هو الحال اليوم..!! نحتاج الى حضور قوي للقيادة الكردية في بغداد، حضور يكون قادرا على الضغط والتأثير واتخاذ القرارات الصعبة لتحقيق المطالب الكردية الكثيرة والمتعددة.
ونحتاج الى خبراء ليحددوا امكانية تطبيق تلك القرارات ان اتخذت على ارض الواقع، فطالما تورط الكرد في قرارات اتخذت لكنها لم تكن ممكنة التحقيق على الأرض.
نحتاج الى وفد لا يضطر للعودة الى اربيل بعد كل اجتماع. وفد يستطيع فرض قوته التفاوضية وليس مجرد اعلان وتقديم شروطه والانسحاب من الميدان.
بدون التهرب من المسؤولية، يجب ان يكون ابرز قادة الأحزاب الكردية الثلاث في الاقليم (الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني وحركة التغيير) هم المفاوضون في بغداد، من اجل تفكيك العقد وتقديم الحلول لمشاكل الاقليم الكثيرة.
الشعب الكردستاني لديه قضية المناطق المتنازع عليها، وترسيم حدود الاقليم، وحقوقه في تصدير النفط، ودعم البيشمركة. وهي مسائل حلها معطل منذ سنوات وتحتاج الى تحرك مستمر سياسي وفني لحسمها نهائيا وليس تأجيلها.
والمواطن الكردي لديه مشاكل اقتصادية كبيرة بعد ان انقطعت رواتبه ومخصصاته.. وهناك مشاكل امنية مع بروز داعش واحتلاله لمناطق كردية ما ادى الى نزوح نحو 700 الف مواطن كردستاني يحتاجون الى خدمات.
القيادي الكردي البارز هشيار زيباري يقول ان الكرد قدموا شروطهم وسيطالبون بضمانات دولية ولن يكتفوا بوعود القوى السياسية العراقية.
وتقول القيادة الكردية انها لن تشارك في حكومة جديدة اذا لم يتم تنفيذ عدة مطالب واذا لم يتم تغيير طريقة ادارة الحكم والعملية السياسية في البلاد.
وتتلخص مطالب الكرد بدفع رواتب الاقليم ومخصصاته مسبقا وقبل البدء بالتفاوض، وتنفيذ المادة 140، والتوافق على قانون النفط والغاز، ودفع مستحقات البيشمركة، ومنح حرية حركة الطائرات في سماء الاقليم، وطبعا الشراكة في القرار السياسي.
هذه المطالب الأساسية كيف يمكن ضمانها، مع رفضها من قبل معظم القوى السياسية العربية، وفي وقت يهدد الكرد بالانفصال في كل لحظة فيما يرى قادته ان من الصعب عليهم الذهاب الى بغداد للتفاوض.
هل يمكن تصور ان بغداد ستمنح الكرد ما يريدون وهم يرسلون وفودا تفاوضية ضعيفة، فيما القادة الكبار يرون ان التوجه الى بغداد يؤثر على مواقعهم القيادية ... يحدث هذا فيما يعاني المواطن الكردي من ازمات كبيرة، اشتدت بعد ظهور "دولة الخلافة" على حدوده وتمددها باتجاه كردستان وارتكابها لمذابح جبل سنجار التي راح ضحيتها الآلاف نتيجة غياب التنسيق بين اربيل وبغداد في مواجهة وحوش بشرية.
يعتقد الكرد ان التحالف الوطني ضعيف، وانه على هذا التحالف ان يفاوضه في اربيل ويقبل بشروطه. في وقت يرى معظم الشيعة ان الكرد ماضون للانفصال وان تقديم تنازلات لهم امر غير مبرر فهم يريدون ان يتصرفوا في كل شيء باستقلالية كاملة ودون الرجوع الى بغداد، وهم يرون ان الكرد خذلوهم حين بدأت داعش هجماتها الواسعة في 10 حزيران على نينوى وبقي الكرد يتفرجون على ذبح الشيعة في تلعفر والبلدات الشيعية في صلاح الدين وديالى وكركوك واعتبروها حربا شيعية سنية.
ويقول المواطن الشيعي البسيط ان الكرد يريد ان يكون شريكا في نفط البصرة ويريد ان يبيع نفط الاقليم لحسابه الخاص... وفق ذلك المزاج الشيعي العام ضد الكثير من مطالب الكرد ويرى ان لا أمل بالشراكة مع الكرد المتوجهين للانفصال.
وحتى لو قدم التحالف الوطني تحت الضغوط الدولية او ضغط "سرعة تشكيل الحكومة" تنازلات للكرد فانها تنازلات لن تدوم الا اشهر قليلة ويرجع الحال الى سابق عهده بعد فترة من الزمن.
المفاوضات ليست شروط مسبقة او سقوف مطالب محددة وعلى الآخر ان يتقبلها... انها عملية شاقة من الأخذ والعطاء والاقناع والاتفاق في بيئة يتداخل فيها القرار المحلي بالقرار الاقليمي والدولي.
ليس من المعيب ان يتوجه قادة الكرد ومن اجل مصالح شعبهم الى بغداد. فها هي ايران ترسل كبار مسؤوليها (رئيس الحكومة ووزير الخارجية وكبير الحرس الثوري والأمن القومي) في زيارات مكوكية الى بغداد، زيارات قبل تشكيل الحكومة وبعدها، من اجل ضمان ادامة تاثيرها ومن اجل امنها القومي ومصلحة الشعوب الايرانية.
تحقيق النتائج التي ينتظرها الشعب الكردستاني، تتطلب وفدا تفاوضيا قويا من قادة الصف الاول يتواجدون في بغداد ويتفقون على تفاصيل التفاصيل ضمن مشروع شامل للشراكة في السلطة والموارد، وعبر خطط وبرامج واضحة المعالم وتواريخ التنفيذ وبضمانات دولية ان امكن.
مشروع يحدد شكل نظام الحكم فيدرالي او حتى كونفدرالي. حتى لا يقع المواطن الكردستاني بعد اشهر ضحية كما هو اليوم لمفاوضين ضعفاء ومفاوضات عامة مفتوحة بلا نهايات واضحة.
وان لم يتحقق ذلك، فعلى القادة الكرد العودة الى اربيل واتخاذ قرارهم النهائي حينها بالبقاء ضمن العراق او الخروج عنه ومواجهة كل النتائج بحلوها ومرها، واعداد الشعب الكردستاني لكل الاحتمالات الممكنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ سامان المحترم
اّيار ( 2014 / 8 / 26 - 11:17 )
الوفد الكردي المؤتلف هو بين الدرجة الثالثة والرابعة وثانيا ان الشروط المسبقة لاية مفاوضات لا تبشّر بالخير وستكون نتيجتها الفشل او التعليق وهناك العديد من الملاحظات الاخرى لم اود الاشارة اليها لان الشرطين اللذين ذكرتمها هما شرطين اساسيين في النجاح والفشل وفي زرع الثقة والتطمين بين الجانبين اما اذا كان( أحد ) الطرفين ليس جادا في الحوار فهذا بحث اخر !


2 - المهمش
فريد جلو ( 2014 / 8 / 27 - 01:00 )
هل نسيت سيدي الشيوعي الكردستاني بوطنيته وكردستانيته المخلصه وبسياسيه المجربين وبمقبوليته الوطنيه ام انه مهمش


3 - الاستاذ فريد جلو المحترم
اّيار ( 2014 / 8 / 27 - 15:04 )
لا ادري سبب الحجب ولكني اقول الشيوعية الان ليس كما كانت الشيوعية في السابق فهم ليسو احرار في قراراتهم في السياسات المحلية ..مع تحياتي للاستاذ ( محمد جلو ( ونحن في انتظار كتاباته ودمتم ..

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة