الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية

تميم منصور

2014 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية
تميم منصور


وسائل الاعلام الاسرائيلية ما زالت تصر على ان اسرائيل كانت ولا تزال واحة للديمقراطية ..؟! هذه الديمقراطية ذات الانياب الدموية من الماركة الصهيونية ، تسمح لوسائل الاعلام التابعة لها ان تضع نفسها دائماً في خط المواجهة الأول والدفاع عن جرائم المؤسسات الحاكمة التشريعية منها والتنفيذية وحتى القضائية .
هذه الآلة الاعلامية التي تفتخر بالديمقراطية تسارع للقيام بتغطية أي عدوان يقوم به جيش الاحتلال دون تردد ، كما انها تساهم في شحن محيط وبيئة واجواء العدوان بالمزيد من سموم العنصرية وسياسة التحريض ويتحول كل مراسل ومحلل ومقدم برامج الى طابور يحشد الهمم وينادي بالحرب والثأر والهجوم والتخلص من الفلسطينيين ، وتغيب الاصوات اليهودية التي قد تحاول وضع حد لهذا التسونامي التحريضي المتوحش ، بل تعتبر هذه الاصوات خائنة مما يدفعها الى الاختباء .
الاعلام الاسرائيلي وقف بشدة ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في الداخل حين قاموا بالاحتجاجات معبرين عن رفضهم للمجازر التي تقوم بها حكومة اليمين الفاشي ضد اهلهم في قطاع غزة ، كما انها لعبت هذه الوسائل دوراً هاماً بالتحريض على المواطنين العرب مما زاد من حالات النفور والقطيعة بين الشعبين ، كما انها شجعت الكثير من المؤسسات التي يعمل بها المواطنون العرب على منعهم من العمل داخلها أو فصلهم .
لا نعرف وسائل اعلام في العالم الحر الحديث مناصرة لنظام حكم احتلالي عنصري سوى وسائل الاعلام الاسرائيلية ، لا نعرف وسائل اعلام فاقدة لكل معاني الموضوعية والاستقلالية تؤمن بالفكر الظلامي العنصري اكثر من الاعلام الاسرائيلي - باستثناء بعض الشرفاء من رموز هذا الاعلام الذين يتصدون بقوة امثال جدعون ليفي - انه اعلام اللون الواحد والرأي الواحد واللغة المهنية الواحدة التي تعبر عن فكر واحد ، فكر يرفض التحرر من عبودية ربانيو الدين وربانيو الصهيونية التي عجنت فكرها الشوفيني بهذا الدين .
الاحداث التي تعامل معها هذا الاعلام الصهيوني تتميز برؤية انانية وغير اخلاقية ومن منطلقات غير انسانية، انه دعم اقوال وتصريحات قاتل اطفال غزة "يعلون" عندما حاول ايجاد مبررات لقصف دور العبادة والمستشفيات ومدارس الاونرا بادعاء ان المقاومة تستخدم هذه المؤسسات لإطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل ، ما ان اطلق هذه الكذبة حتى سارعت كافة الصحف الاسرائيلية واذاعاتها وفضائياتها الى ترديد هذه الفتوى الدموية ، وقد سخر جميع المحللين السياسيين والمراسلين الاعلاميين المتواجدين في قطاع غزة خاصة الأطباء في مستشفى الشفاء في مدينة غزة من هذه الافتراءات الكاذبة ، واعتبروها مستنقعاً يصطاد فيه القادة الصهاينة لتبرير افعالهم غير الاخلاقية امام العالم .
كذلك الأمر فان تناول وسائل الاعلام مسألة مقتل الطفل دانئيل من احدى كيبوتسات غلاف غزة تم بالطريقة والاسلوب التحريضي الذي استخدم اثناء خطف الفتيان الثلاثة في الضفة الغربية ، فالردح واللطم واحد ، وطريقة طبخ الاخبار ونشرها واحدة ، جميعها تهدف الى اثارة مشاعر المواطنين في الدولة ، كي تتحول عنصريتهم الى حالات التمتع والرفض لكل خيارات التفاهم والسلام مع الفلسطينيين ، ولكي تزداد شهيتهم لسفك المزيد من دماء الفلسطينيين ، فتصبح جرائم هدم البيوت وابادة عائلات بكاملها جزءا من المشهيات التي يتناولها والالعاب الالكترونية التي يمارسونها .
ليس صدفة تفشي حالات العنف داخل المجتمع الاسرائيلي وهذا يعود الى السادية والاصابع الرخوة على الزناد وثقافة القتل والتدمير والمطاردة والاعتقالات وحتى السرقات التي يتدرب عليها الاسرائيلي خلال تأدية الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال .
ان مقتل الطفل دانئيل قد آلم الجميع ، لأن الفلسطيني الذي يقف في مقدمة صفوف الشعوب التي عانت من بطش الاحتلال وويلات الحروب لن يقبل مثل هذه المعاناة لشعوب اخرى ، المسؤول الاول عن مقتل هذا الطفل هي ممارسات الحكومة الاسرائيلية والى جانبها جميع جوقات التحريض التي يقودها سفاحو العصر يعلون الى بينيت وليبرمان وغيرهم .
اما نتنياهو فقد انتظر سقوط هذا الطفل الضحية فضاعف من تصريحاته البائسة العنصرية التي جاءت لتزيد نيران الحرب اشتعالاً .
قال : ان مقتل الطفل الاسرائيلي هو الارهاب بعينه وان حماس داعش وداعش حماس ، لقد استغل نتنياهو مقتل هذا الطفل كي يجسد المبررات للاستمرار بقتل المزيد من اطفال غزة لقد سبق مقتل الطفل اليهودي الضحية سفك دماء ما يزيد عن 500 طفل فلسطيني ، منهم لم تتجاوز اعمارهم السنتين ، وقد شوهد آباءهم وهم يحملونهم على اكفهم وهم في طريقهم الى المدافن .
لقد خرجت جنازة اطفال جماعية ضمت 22 طفلاً مرة واحدة رغم ذلك فان الاعلام الاسرائيلي يعتبر هؤلاء الضحايا اهدافا ارهابية يهدد امن اسرائيل ، اما نتنياهو وحكومته فمن المؤكد بانهم قدموا الاوسمة البطولية للجنود الذين ارتكبوا هذه المذابح ضد اطفال غزة ، على اعتبار انها اهدافا ارهابية ، كما ان اليسار الصهيوني صدق هو الآخر ما قاله يعالون وغانيس ، وقد عبر احد القتلة المحترفين من ايتام شارون قائلاً : كلنا نذكر اطفال الار بي جي في لبنان .
ان تحول دماء اطفال غزة الى انخاب يتناولها قادة جيش الاحتلال خلال تصرفاتهم وتصريحاتهم ، يذكرنا بالتهم التي وجهها المعادون للسامية في اوروبا الى مشايخ صهيون الذين شجعوا خطف اولاد الغوييم ג-;-ו-;-י-;-י-;-ם-;- وقتلهم بدوافع دينية .
هل اصبح قتل الفلسطيني فريضة دينية وسياسية من قبل قادة الحرب في اسرائيل.؟!
لم يشهد العالم حتى الآن حرباً في العصر الحديث راح ضحيتها هذا العدد من الاطفال قتلوا بطرق ممنهجة ومدروسة واسلحة فتاكة متعمدة سوى الحرب التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة .
لقد ارتكب الصرب مذابح ضد المسلمين في البوسنة لكن لم يكن هناك سوى عدد قليل من الاطفال ، كذلك فإننا لم نقرأ عن قيام النازيين بقتل الاطفال من كافة الشعوب بشكل متعمد مثلما يفعل النازيون الجدد الذين يرتكبون الجرائم بحق البشرية كافة تحت غطاء الديمقراطية .
جرائم القتل الصهيونية لم تطل الاطفال فقط ، فقد تميز هذا العدوان بخصائص اجرامية مميزة من اهمها ابادة عائلات فلسطينية بشكل كامل .
لقد اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بان عدد العائلات التي أبيدت بشكل كامل 89 عائلة ، لم تعد اسماء افرادها ضمن سجلات السكان في قطاع غزة ، آخرها عائلة جودة من ناحية تل الزعتر فقد قتلت الام وابنائها الاربعة بعد ان اعتبرها يعلون وغانيس هدفا ارهابيا لا بد من التخلص منه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريفايفل: ألبوم جديد يسعى إلى السعادة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. كأس أمم أوروبا: منتخب البرتغال يفتتح منافساته بمواجهة مع تشي




.. كأس أمم أوروبا: منتخب سلوفاكيا يحقق انتصارا مفاجئا على نظيره


.. كأس أمم أوروبا: رومانيا تسحق أوكرانيا بثلاثية نظيفة




.. شاهد كيف أدى قرار عائلة إلى إنقاذ طفل حديث الولادة