الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امتداد الربيع

ابراهيم حمي

2014 / 8 / 27
الادب والفن


تريث أيها الوقت...
ولا تستعجل...

فأنا الأن أكتب...
تريث قليلا ولا تستعجل ...
فأنا الأن خارج سلطة الزمن
أقف على ناصية البحر الشاسع الأزرق...

أراقب شطحات التاريخ
وانفلات الزمن...

وعقارب الساعة واقفة
تنتظر مني أنا إشارة...

لتأخذ الأذن مني
لتدور كما أشأ أنا
أنا صاحب هذا اللحن
الممتد من أول الشعراء
حتى أخر الشعراء
أنا صاحب هذا اللحن
المستمر...
من أول صرخة إنسان
يجري بحثا عن الخلاص...
من أول لحن ينطلق بحرية
ليطالب بالحرية...
أنا صاحب هذا اللحن الأبدي
الممتد من أول الزمان

لحن الحياة...
ولحن التحدي...
أنا صاحب

كل الأغنيات...
وهي ملكي أنا
حين تقف عقارب الساعة...
وتنتظر مني إشارة...
لتسير وفق ما أشتهي...
أنا العامل وأنا
الفلاح...
أنا الطالب وأنا العاطل
والمعطل...
بغير إرادتي
لن يكون هناك بحر
ولا سماء ولا ربيع ولا
فضاء ولا لونا ازرق
ولا أحمر إلا بإرادتي أنا...
أنا الجسر وأنا الممر...
أنا الغاية وأنا الهدف...
وأنا الشاهد على عصر
الانتكاسات و الانكسارات...
وحتى على ثورة العبيد
إلى اغتيال الربيع ...

فتريث أيها الوقت
أيها الزمن المنفلت...
من بين أصابعي أنا
أنا العربي الأعرابي
الأمازيغي الممتزغ...
الشاهد على عصر الألوان
المصطنعة بصباغة الدم وعرق
الجبين...
وشيء من لون الطيف...
الممركز من أعلى قوس قزح

فتريث...
لأبحث عن جذور الشعر...
وقوافي الهجاء...
وصناعة المدح
و رقة الشعر الغزالي
عند العذريين الشهداء...
وأنشد بحدقة وبراعة
الصعاليك... برجازة الشعر
و الكلمات...
كعاشق متيم برشاقة القوائم
وحور العين...
فتريث يا عمري القصير
تريث..
فربما أعتذر للرفاق...
والأصدقاء
والخصوم والأعداء

أو لا أعتذر لأحد...
فأنا الأن أقف...

على مرمى حجر أقف...
والأمل ينادني بأعلى صوته...
وكل الأصدقاء شهود عيان...
على ذبح الأحلام
واعتقال الأماني...

في عرس المواسم...
والتزاوج بين الفصول
أوشك
على النهاية...
والعمر قد لا يسمح
أن أكتب قصيدة أخرى للربيع...
وأن أرافقكم لغزوة أخرى
فربما يأتي الربيع
في فصل أخر...
فربما تخطينا الفرص مرة
أخرى... ويصبح الربيع
ربيعا أخر...
وأنا لا اكتب شعرا إلا في
الربيع...
ولا أعشق إلا في الربيع...
ولا أحلم إلا في الربيع..
فتريث يا وقتي الضائع في المضحكات ...
في المبكيات...
في ألاعيب وطرائف
كالفزورة...

فرتيت أيها الوقت...
و أمهلني قليلاً فربما
أكتب الأن أحلى الأغنيات...
تريث لأكتب..

لأغني...
لأرقص...
في ساحة التحرير
ولن أبكي على ما فاتني
من فصول الرقص مع الغجر...
فليس للبحر نهاية إلا نهايته...
وليس للعمر قضية إلا قضيته...
لن أعتذر للغائبين
لن أعتذر للجاحدين..
لن أعتذر للمتسولين...
باسم الشعر...
باسم الحب...
باسم البراءة...
لن أعتذر حتى ولو تريث
الزمان بألف عام أخر...
فلكل منا شعره...
ولكل منا قضيته...
ونهايته...
وللبحر أيضا نهايته
وللربيع ألف بداية
ونهاية واحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا