الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة هى طريقنا

عدلي محمد احمد

2014 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الانجاز العسكري الراهن الذي يحققه شعب الجبارين علي ارض غزه يعتبراندفاعه تاريخيه كبيره الي الامام لن يغادر تاثيرها ولا اثارها مخيلة الشعوب المناضله وبالاحري شعب فلسطين.
ولكن هذا الانجاز اللبناني الطابع الفيتنامي المضمون والذي تفهمته الشعوب اللاتينيه واليسار اللاتيني علي الفور ومعظم شعوب العالم مازال لا يحظي بنفس المستوي من التقدير لدي الشعوب العربيه بسبب واحد ووحيد هو تشويش تحركات التيار الديني الرجعي خصوصا مع مستوياتها الداعشيه المشبوهه المباغته في المنطقه ومحاولة الاخوان احتواء الثورات العربيه وتخريبها ومن هنا فانه يتعرض الان بالاضافه الي القصف الصهيوني المجنون الي محاولة قطع طريق من خلال مفاوضات القاهره و للنهش عبر كلبين مسعورين..الكلب المصري القديم المباركي المعروف الذي اعتاد السمسره والتغذي المقيت علي دماء الفلسطينيين طوال مسيرة اوسلو والكلب القطري الاخواني القرضاوي التركي الامريكي الجربان.
حيث تجري المحاوله الكلبيه المسعوره وتسابق من اجل قطع الطريق علي تجدد الهجوم الثوري المقاوم مع استرداد الغزاويين للانفاس لتكمل دور جانب اخر من المشهد تقوم به في نفس اللحظه جندرمة عباس الصهيوني والمستوطنين الاوغاد في الضفه الغربيه ونفايات جيش الدفاع الهاربه ذعرا من حرب الانفاق بعد ان اكتشفت ان اطفال الحجاره صاروا رجالاً استراتيجيين.
تحاول نموس القاهره مفلسه ومحتاره في امر هذا التكليف الصهيوني الضمني والصريح تطبيق خبرات قديمه شكلت مقدمات اجراميه لمسار اوسلو الصهيوني العائلاتي العباسي الذليل تفتش بانوفها البوليسيه كالخنازير في جوانب النقص ونواحي القصور املا في العثور علي ثغرات تشبع الذله والامتهان لتتقدم كالارانب لاسيادها الصهاينه والامريكان وكأنها المفتش كرومبو تسكسك باسنانها الحاده في لباس ارشميدسي: لقد وجدتها...انها كفيله تماما يا خواجه لهزيمة الانفاق..اننا نستطيع يا جنرالاتنا وفقها ان نأتي بمحمد الضيف الي زنزانه احمد سعيدات والبرغوثي.
تحاول طغمة القاهره المتصهينه مساعدة اسيادها علي التقاط الانفاس وتقليب دفاتر سحق جنين وتدمير القياده الموحده للانتفاضه الفلسطينيه الاولي ( قوم) وتقوية اليمين العباسي الدحلاني الفاجر وقتل امثال ابو جهاد وتسميم حتي عرفات وتكسير عظام الشباب وملء المعتقلات بالفدائيين واطفال الحجاره علي السواء في سجون الاجهزه الامنيه الفلسطينيه العميله او في سجون الرملة واللد وانصار.تتجاهل فئران الصهيونيه ان الامور صارت مختلفه عن الشكل الانتفاضي الجماهيري التقليدي المعروف فتزاوجا مع مستويات نظاميه الي حد كبير بات يشكل جوهر الاختلاف وان طبيعة هذا التطور ذاتها لا تسمح باستخدام بسيط لنفس الخبرات القديمه وهو ما يشكل الان نقطه ضعف الوضع الصهيوني المهزوم بالاضافه الي ان هذا التطور ذاته ايضا صار يحوز مستوي من الاستقلال السياسي والعسكري النسبي عن ما يعرف بالقيادات التاريخيه لحماس بالاضافه الي ان الهام هذا التطورالذي قرب المسافات بصوره غير مسبوقه بين جميع الفصائل وبينها وبين شعبها يوحي بالتحام حقيقي فيتنامي الملامح قسماته الجنوب اللبنانيه تسمح بالتطلع المشروع لتحرير كل فلسطين يدرك الصهاينه ان اخطر المفاجئات هي مدي ضعف تاثير قادة حماس القرضاويين القطريين علي مجريات الامور حيث يظهر بوضوح ان كل الحديث الاخواني المرساوي عن الهدنه الدائمه مع اسرائيل لم يكن اكثر من احلام هند وكامليا الاخوان من اجل تمتين قواعد الحكم الجديد في الاتحاديه المصريه وينظرون بكل تأكيد الي كلام مشعل عن اهمية الميناء والمطار. علي انه مزايده تافهه يحاول بها البحث عن موقع قدم علي المائده الثوريه المنصوبه تحت الارض في الانفاق ولا شان لها بالهم الصهيوني الراهن الذي يسعي من اجل محاصرة الكارثه النفقيه لا مدها بميناء ومطار الا من زاويه مشعليه اخوانيه بائسه تتمتم : الا تثقوا بنا يا حاخاماتنا وبالتأكيد حاخاماتهم يدركون انهم قد صاروا خارج الزمان ملبوسين ومعفرتين فقط باسقاط( الانقلاب ) بعد ان ضاعت اندلس الاتحاديه ولقد جاء تراجع مكتب مشعل السياسي عن ما بدا للصهاينه مجرد ترهات ليؤكد علي مدي توهة الاخوان التي لا تقل عن توهة نتنياهو وواشنطن والاتحاد الاوروبي فالقاسم المشترك الوحيد هو البحث عن مخرج من اجل تدمير الانفاق ونزع السلاح وبعد ذلك وحده لكل حادث حديث..... كما يدركون الان ان محاولات القاهره السيساويه العباسويه هي ايضا شئون خاصه بالطرفين الي حد كبير فالسيف قد سبق العزل الي حد بعيد وان غزه لم تعد جنين ان الانجاز العسكري الاستراتيجي الفلسطيني الذي يتكرس علي ارض قطاع غزه منذ اسابيع مكسب تاريخي كبير ليس فقط لقضيةتحرير الشعب الفلسطيني لوطنه المحتل وانهاء الصهيونيه بل لانهاء اي استغلال من اي نوع حيث لا تتوقف طبيعته التاريخيه فقط عند مجرد التوصل اخيراً لسلاح بتار مكن شعب غزه الفقير من وضع التراب في فم الصهاينه واستعادة امجاد سابقه في حياة الشعوب بل تتحدد بصوره لا فكاك منها بسياقه الثوري العربي الراهن خصوصاُ ما يتعلق بالثوره المصريه التي لا يمكن تجاهل ما اتاحته من فرصه ذهبيه لهذا الانجاز الفلسطيني كي يأخذ طريقه الي التحقق علي هذا النحو المبهر الذي يدفع به الان جدل تطوره النوعي للانعكاس علي حياة جميع الثورات العربيه ليس فقط بما صار يبثه من قوه معنويه هائله للشعوب العربيه وفي الحقيقه وغير العربيه كما يشير مؤشر زخم التضامن غير المسبوق من جميع شعوب العالم التي وقف بعضها وكأنه احد الفصائل الفلسطينيه مندفعا لمقاطعة سلع الصهاينه او مانعا لرسو سفنهم علي الشواطئ او طاردا لسفرائه او قاطعا لعلاقات اومسيرًا للمظاهرات الكبيره او حارقا لنجمة داوود بل ايضا بما لا يقل اهميه بحال حيث يقدم الشعب الفلسطيني البطل انجازه التاريخي كسيف هرقل لنضالات جميع الفقراءممسوحا بالدم الحار ومختبراً ومؤكدا علي مضمونه الفيتنامي اللبناني المقاوم وممهراً: صنع علي ارض شعب الجبارين تماما كما قدمت الثوره الفرنسيه لفقراء العالم وعماله المتاريس وكما قدمت الثوره الروسيه الانتفاضه المسلحه وكما قدمت فيتنام والصين وكوريا الشماليه وكوبا حرب العصابات وحرب التحرير الشعبيه .ان السياق الثوري العربي للانجاز الفلسطيني العظيم يشيربقوة ووضوح الي طاقاته المتفجره والكامنه التي يمكن ان تسمح لفقراء وعمال فلسطين ليس فقط بالقضاء علي الصهيونيه بل للمشاركه العفيه مع الثورات العربيه خصوصا الثوره المصريه في خوض معركه فاصله حقيقيه مع التبعيه الاستعماريه الامبرياليه ونمطها الاقتصادي المعادي للاغلبيه الشعبيه ومصالحها وذلك بالسير الواضح مع الثورات من اجل انتزاع وفرض سلطات شعبيه عربيه ثوريه علي جثة الصهيونيه المتعفنه وايضا علي جثث الطبقات الراسماليه المستغله وعائلاتها العميله التي تشكل الان في جميع البلدان العربيه السند الاجتماعي الصريح للصهيونيه و للتبعيه الاستعماريه.
الانجاز العسكري الاستراتيجي الفلسطيني فاجأ واشنطن قبل ان يفاجئ الصهاينه كما فاجأ بالطبع انظمة الخيانه الوطنيه والتبعيه الاستعماريه...بماذا ؟
بقدرته الفذه علي تحديد صارم وسريع يضع الان خطا احمر بين تيار ديني رجعي معتدل ومتطرف يمكن استخدامه من جانب اعداء الشعوب في تشويه الثورات والمساومه علي الدم الفلسطيني عبر مشروع هدنه دائمه مع الصهاينه كما فكر اخوان الاتحاديه او كما افتي القرضاوي بأن لا وقت لديه لفلسطين او كما تمارس داعش والنصره بربريه متسربله بالدين من اجل تحقيق نفس الاهداف الاستعماريه الصهيونيه ...وبين تيار ديني وطني يخرج الان علي ارض غزه للنور من يين ثنايا مشروع حماس خروج الفراشة من الشرنقه متطلعاً لتحرير بلاده ومندمجا الي حدود جديتها لا يمكن انكارها مع قضية شعبه الوطنيه التاريخيه شاهرا سيوفه الحاميه في وجه الصهيونية والاستعمار كان قد قدم لتطوره الواعد حزب الله علي ارض الجنوب اللبناني الذي قال قائده المقاوم مؤخراً :يريدوننا حزبا دينيا ونؤكد اننا حركة مقاومه.
ان محاولة اغتيال محمد الضيف تشير بوضوح الي مدي انتباه الصهاينه لخطورة ما يقدمه انجاز شعب الجبارين ومدي خطر الاستقلال السياسي والعسكري النسبي الذي يبدو انه قد صار امرا واقعا بين القياده القديمه المستمره لحماس وبين الاسود الرابضه في الانفاق ساهره علي معانقة التاريخ الذي لا يطيق برودة فنادق الدوحه.
حاول الصهاينه استخدام ممارسات -داعش - قبيل الغزو باسابيع قليله جدا لدعم حملة حكم السيسي في مواجهة الاخوان لتكريس حاله استثنائيه من الرعب والنفور والفزع من الارهاب ومن الاخوان لدي شعوب المنطقه الاسلاميه التي تعج بالثورات وبكل ما يشكل خطوره.... حاله تسمح بتوفير مظله سياسيه وقائيه حتي يتمكن جيش الدفاع من السيطره علي راس التيار الوطني الذي يحاول التملص من نفوذ حماس والسيد اوباما كان يتابع عن كثب متواطئا علي المجازفه التي تهدد علي اي حال بامكانية الخروج عن السيطره وبامكانية ارباك اوضاع شمال العراق متمنيا من القلب صدق تقديرات تل ابيب تماما كما كان يحلم السيسي الذي دفع بالاديشه لتحية جيش الدفاع وتكثيف هجوم سياسي مواكب للغزو علي حماس.
تراجع الجنرال بسرعه عندما اشتم روائح فخ الدفع بالجيش المصري لاستكمال ما عجز عنه الجولاني واصابه كل الفزع عندما صرحت لا فض فوها المتحدثه الرسميه باسم وزارة الخارجيه الامريكيه: اسرائيل تحصل علي المعونات لتحارب الارهاب والسيسي يحصل عليها ليقمع شعبه وسرعان ما اعلن فجأة عن مشروع تطوير القناه وترك البلاد تاركا وفود التفاوض ولم تتوقف اقدامه الا في الرياض التي الحفها بموسكو متخطيا بالصدفه محاولة اغتيال ...كلمة السر: النيل فموعد استكمال سد النهضه علي مرمي شهور فالامر البديهي ان %99 من اوراق اي ضغط علي اثيوبيا في يد الصهاينه والامريكان.
اما اوباما الذي لم يكن اقل ذعرا من السيسي فقد شد الرحال بطائراته الي العراق محاولا تخليص مشروعه الامبريالي هناك من الحمل الداعشي الصهيوني السفاح فبترول اربيل في القلب والمالكي له الله طالما ان الفيدراليه ما زالت قادره علي كبح الاحتقان ومعالجة الجروح.
وتظل هذه التطورات العاصفه مجرد بدايه لاثار الانجاز الفلسطيني الذي لن تعود المنطقه منه الي ما كانت علي الاطلاق ولن يعود التيار الديني منه ابدا الي ما كان ....نجح الصهاينه لاسباب معروفه في اسر طغمة رام الله اما غزه العنيده فقد سبق لها ان اسرت حماس وتواصل الان بعزم الجبابره اسر الجميع بعد ان ادفات قلبها نيران الثورات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار