الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين القداسة في اقامة اقليم اداري في الجنوب العراقي

محمد جميل

2005 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لم تنته بعد فصول تداعيات الزج بالدين في المناورات السياسية,والتي تجلت اثناء الانتخابات العراقية الاخيرة بالزج باسم السيد السيستاني ,المرجع الشيعي الاعلى,كراع لاحدى القوائم المتنافسة في تلك الانتخابات.الائتلاف الشيعي, رغم نفي مكتبه لهكذا امر,لغرض كسب تعاطف الشارع الشيعي في العراق ابان تلك الانتخابات لاضفاء هالة من القدسية على هذه القائمة وجعل انتخابها واجب شرعي.هذه التداعيات التي نعيشها حتى يومنا هذا في واقع الاستقطاب القومي الكردي من جهة والطائفي الشيعي من جهة اخرى والذي ترك بصماته المعوقة على الاقل لمسيرة التطور السياسي السلس لعراق ما بعد الدكتاتور ’اضافة الى المعوقات اخرى كالارهاب ومقاطعة السنة وغيرها مما هو معروف.
نعيش اليوم تجاذبات كبيرة وصراعات حادة عشية كتابة الدستور العراقي ليس بخاف ابعادها وطروحات كل فريق فيها بدءا من اسم الدولة مرورا بدور الاسلام فيها ومكانة نساء العراق وشكل االسلطة ونظام الادارة:فدراليا ام لافدرالي....الخ.
وشكلت المسألة الاخيرة نقطة اختلاف قوية بين اكراد العراق الذين صرح السيد مسعود البرزاني رئيس اقليمهم بأولوية كرديته على عراقيته نقطة تحد كبيرة للقوى الاخرى المختلفة بين سنية لاترى ظرورة منح حق اقامة اقاليم فدرالية لغير الاكراد مع بعض التحفظات حول حدود الاقليم وصلاحياته متعذرة بكون الفدرالية هي مشروع تقسيمي,وبين دعوات شيعية باقامة اقاليم للجنوب على الغرار الكردي,تسوق ايضا اسبابها ومبراتها المختلفة لدواعي اقامته.
ولست هنا في صدد مناقشة الفدرالية وضروراتها وتعداد سلبياتها وايجابيتها ,بل ان مااستوقفني هو التصريح الذي ادلى به السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اثناء الاحتفالية التي اقامها المجلس لتأبين الشهيد محمد باقر الحكيم والذي قضى شهيدا على ايدي الارهابيين في العراق,حيث طالب السيد الحكيم باقامة اقليم لجنوب ووسط العراق باسرع وقت واستغلال الفرصة التاريخية النادرة حاليا في العراق لانجاز هذا الامر,واعتبر السيد الحكيم ان مطلب اقامة فدرالية الوسط والجنوب هو واجب مقدس....؟؟؟؟
لاشك ان مسألة شكل السلطة وتقسيم الصلاحيات في الدولة العراقية هي مسألة غاية في الاهمية وسيتوقف على شكل الاتفاق حولها مستقبل التطور المتكافيء لمختلف محافظات العراق في ضوء التوافقات التي سترسم ولابد اسس التطوير العادل والمتكافيء والذي هو المطلب الاول وراء هذا التباين الكبير في اراء القوى العراقية الساعية كل حسب قراءتها للواقع لطرح تصوراتها حول هذا الموضوع الحيوي لمجمل العراقيين ا لذين ذاقوا الامرين من سياسات الحرمان والتوزيع غير العادل للثروة على ايدي نظم العراق المختلفة واشدها على الاطلاق ماتذوقوه من جور النظام الصدامي المقبور,ولكن مالذي نستطيع ان نفهمه من اضفاء هالة القداسة على هذا المطلب المشروع سوى الباس هذا المطلبالعادل ثوبا دينيا,وهنا ديني ذابعد طائفي تحديدا سيما وان المطلب هو اقامة اقليم واحد للوسط والجنوب العراقي بدعوى وحدة مذهبهم والاذى الذي لحق بهم على يد النظام المقبور,,وهنا تتجلى مرة اخرى واحدة من اوجه الباس المطاليب السياسية لبوس الواجب الديني,والذي يحمل في طياته الكثير من المفاعيل الخطرة على العملية السياسية في العراق ا,كثرها تجليا بناء مناطق عزل طائفية تقسم العراق على اسس قومية وعرقية.
لازال التحذير من تسييس الدين احد المسائل الاولى التي ينادي بها الكثير من العراقيين ,نتيجة ادراكهم لاخطار الزج بالدين الحنيف في احابيل السياسة التي من شأنها الحاق كبير الضرر بالدين الحنيف وهذه احدى التجليات الدالة على هذا الامر ,ولربما يجد هذا الامر صداه لدى الاخوة العاكفين على كتابة دستور العراق هذه الايام’كي يجنبوا العراقيين الالام لاطاقة لهم بها.
ان مساءل كهذه تحل من خلال مناقشتها مع ممثلي الشعب المنتخبين وقواه الحية على اختلاف مشاربها وباسلوب هاديْ بعيد عن التشنجات وردود الافعال على تصرفات هذا الطرف او ذاك والغرض الاول منه يجب ان يكون مستقبل الوطن وراحة المواطن بعد الدراسة المستفيضة لكل السلبيات والايجابيات التي الامر,هذا مانتطلع ان يمارسه سياسيينا عند نظرهم لكل امر يخص البلد ومستقبله فالوطن وابناؤه امانة في اعناقهم.......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في