الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة حماس في الجرف الصامد

جهاد علاونه

2014 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


آخر شيء من الممكن أن أقتنع به هو أن غزة انتصرت أو أن حماس انتصرت , فهذا مستحيل, ذلك أن حماس انهزمت هزيمة نكراء واستسلمت نهائيا, فمن المعروف جيدا أن اقتراح القاهرة أو مبادرة القاهرة كانت معروضة على حماس منذ اليوم الثالث للحرب بين حماس وإسرائيل , ولكن حماس لم تقبل بهذا العرض أو بهذه المبادرة وأصروا على تحقيق مطالب ومكاسب أكثر من ذلك, ثانيا إسرائيل لم تقتل فلسطينيا واحدا من المدنيين بل أن حماس هي من قتلتهم كونها شنت حربا غير متكافئة مع إسرائيل, وكان بإمكان إسرائيل أن تبيد جميع سكان غزة ولكن إسرائيل كانت تشفق على الأبرياء المدنيين, إن القوة بيد إسرائيل وبيد إسرائيل آلة الحرب القوية التي لا تملك مثلها كل الدول العربية الإسلامية مجتمعة , ثم أن حماس حين تقول أنها هي التي انتصرت وبأن إسرائيل لم تحقق أهدافها من حرب(الجرف الصامد) هذا يعطي إسرائيل مبررا في المستقبل على شن حرب جديدة ضد حماس وغزة بحجة أنها لم تقضِ بعد على الأشرار أو على حماس.

إننا نعلم جميعنا بأن إسرائيل هي المنتصر على كل الدول العربية علميا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا, فلا توجد في كل الدول العربية جماعات مثل الجامعات الإسرائيلية ولا توجد في كل الدول العربية مؤسسات مجتمع مدني مثل تلك المتواجدة في إسرائيل ولا توجد في كل الدول العربية أحزاب سياسية ديمقراطية مثل تلك الموجودة في إسرائيل ولا توجد براءات اختراعات مسجلة سنوية مثل براءات(علمية إسرائيلية) المسجلة عالميا باسم إسرائيل, ولا توجد طائرات أو دبابات مثل تلك الموجودة في إسرائيل, فكيف انتصرت حماس على إسرائيل؟ على العكس من ذلك: فبديهيا حماس لم تقتل إلا 64 فلسطينيا بينما إسرائيل قتلت أكثر من ألفين فلسطيني مسلم مسلح وغير مسلح.

إن حماس تعرض المدنيين العزل للقتل حين تطلق النار من على أسطح منازلهم ومن أراضيهم فتأتي إسرائيل لترد على مصادر النيران بنيران مثلها, فكيف مثلا نقول بأن إسرائيل قتلت, إن القاتل الحقيقي هو حماس لأنها تختبئ خلف المدنيين, فحماس مثلا لا تملك الشجاعة لمواجهة إسرائيل وجها لوجه, أولا قادتها يديرون المعركة من فنادق خمسة نجوم في الخليج العربي, ثانيا وهو الأهم أنهم يظهرون بالزي العسكري لهم فقط في الاحتفالات وفي المهرجانات, أما على أرض الواقع وفي حامية الوطيس وأثناء المعركة يختبئون بملابس مدنية بين المدنيين, ويتنقلون بسيارات إسعاف, وأينا ذهب المدنيون ليختبئوا هنا أو هناك نجد حماس تختبئ معهم ولا تملك الشجاعة في المعركة للظهور أمام إسرائيل بملابس الحرب والقتال , إنهم هم من يعرضون المنشئات الحيوية للخطر وهم من يعرضون البنية التحتية في غزة للخطر , ثم أنه لو تم تخيير أهل غزة بين إسرائيل أي حكم إسرائيل أو حكم حماس لاختاروا إسرائيل, فإسرائيل دولة فيها مقومات الدولة ولكن حماس عبارة عن جماعة أو تنظيم مسلح لا يملك مقومات الدولة, ثانيا أن الناس تخاف من التعرض لحماس علنا لأنهم أيضا يملكون فكرا تكفيريا مثلهم مثل داعش وشاهدنا ذلك حين قتلوا كل مشتبهٍ به بالعمالة لإسرائيل.

وهذا ليس غريبا ف11 مليون عربي مسلم قتلوا في كافة أنحاء الشرق الأوسط و90% منهم لاقوا حتفهم على أيدي مسلمين عرب , وخلال 66 سنة من الصراع العربي الإسرائيلي لم يقتل في الصراع العربي الإسرائيلي إلا 3.,0, فلماذا مثلا لا نقول بأننا نحن العرب المسلمون من قتل الأبرياء والمساكين وبأن إسرائيل أرحم منا بكثير؟, على أن إسرائيل في عملية الجرف الصامد قدمت الكثير من المساعدات للمدنيين الأبرياء وبلغ عدد الشاحنات المحملة بالبضائع التي عبرت إلى غزة عن طريق معبر كيريم شالوم منذ بدء عملية الجرف الصامد 4928 شاحنة تحمل السلع الغذائية والبضائع حيث يتم نقل ألاف الأطنان يوميا إلى غزة وتم نقل 861 طنا من الأدوية والتجهيزات الطبية
تم نقل حوالي 4 ملايين ونصف المليون لتر من الديزل لمحطة الكهرباء
حوالي 4 ملايين لتر من البنزين للسيارات
أكثر من 4 أطنان من غاز الطبخ
مليون فارزة 73 لترا من الوقود لوكالة أونروا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لسنا بحاجه للبعير طالما عندنا حمير
gazwan ( 2014 / 8 / 28 - 00:15 )
والزعماء والعلماء الإسلاميين العرب شعارهم شعار قديم يقول : لسنا بحاجه للبعير طالما عندنا حمير, والحمير هم التعبئة الجماهيرية من الغوغاء و الدهماء
والأغرارللموت شكل واحد ـ وهو قبيح للغايةـ وخصوصا عندما يتناول فلذة أكبادنا، شكل نرفضه ونكرهه ولا يمكن أن نزغرد له!
لا فرق عند المسلم بين أن يُقتل وبين أن يَقتل. بناء على جوهر العقيدة المحمدية في كل الحالتين يُحظى المسلم بالجنة، فلماذا ينتف المسلمون شعورهم على أهل غزة؟
كيف نصدق مشاعر الشارع العربي الذي خرج منددا بما يحدث في غزة، ولم يخرج يوما منددا لما حدث ويحدث في العراق من مجازر اقترفها اسلامييون يسيرون على خطى نبيهم ويطبقون أحكام شريعته؟
قال الرحالة الكندي المعروف Bernard Weber في مطلع كلمته التي ألقاها كرئيس لمؤتمر -حماية البيئة- عام 2007:
- لاتستطيع أن تحمي شيئا مالم تؤمن أولا بقيمة ذلك الشيء وتقدر تلك القيمة-.
لن يستطيع هؤلاء الإرهابيون حماية أطفالهم، لأنه لا قيمة لحياة الطفل في تعاليمهم وأعرافهم ومفاهيمهم!


2 - f16
gazwan ( 2014 / 8 / 28 - 00:26 )
لو عرف محمد بأن اليهودي سيحلّق يوما بطائرةالـ16F وليس وراء شجيرة الغرقد لوفر على أتباعه مهمة مطاردة اليهود وقتلهم إلى يوم الدين، كي يوفر لهم حياتهم!


3 - الشجاعة
ag ( 2014 / 8 / 28 - 08:34 )
اضم لكل من ح مصطفى و ك ياملكي , برافو

اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة