الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم، أجلوا كتابة الدستور الدائم واسترشدوا بالدستور المؤقت

عزيز الحاج

2005 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


وجه كل من الدكتورين عبد الخالق حسين وسيار الجميل، مع آخرين قبلهما، دعوة صادرة من العقل والحكمة لتأجيل كتابة الدستور الدائم بعد كل هذا الهرج والمرج ليل نهار بسبب الخلافات الكبرى والجذرية بين القيادات السياسية، والتي لا يمكن حلها لا خلال أيام فقط بل ولا خلال شهور.
في خطابي الموجه لسيادة الأخ رئيس الجمهورية في 2 آب الجاري كتبت:
" ولو تطلب الأمر في نهاية المطاف التأجيل فليكن تأجيلا لفترة مناسبة تجري خلالها أوسع المشاورات والاستطلاعات والنقاشات. وعلى الإدارة الأمريكية أن تعلم أن إعداد دستور دائم وفي وضع كوضعنا لا يمكن أن يتم كسلق البيض، وعليها أن تدرك بأنه، رغم كون التأجيل يمثل نوعا من النكسة الجزئية للجدول الزمني، فإن ذلك يهون إزاء إعداد وثيقة مشوهة وتدعو لقيام نظام إسلامي في العراق. حينذاك فسيكون ذلك كارثة للعراق، ويكون كذلك فشلا للسياسة الأمريكية في العراق والمنطقة. وآمل أن يدرك ذلك السفير الأمريكي بدلا من تشديد الضغط لإنجاز الوثيقة في موعدها ولو جاءت نقيضا لمصالح العراقيين وتطلعاتهم، وضربة لمشروع الديمقراطية على النطاق العربي كله."
إذا كنت أفكر حينئذ بفترة شهور ستة مثلا، فأنا اليوم أضم صوتي لجميع الداعين لتأجيل كتابة الدستور الدائم مدة أطول، واتخاذ قانون الإدارة هو الوثيقة الدستورية المعتمدة مرحليا، وإلى ما بعد الانتخابات القادمة. لقد أعد الدستور المؤقت ليسري طوال المرحلة الانتقالية المفروض انتهاؤها بعد قيام البرلمان الجديد. والحقيقة أن المرحلة الانتقالية في نظرنا ستستمر عمليا سنوات أخرى، وربما بعد عدة انتخابات جديدة، نظرا للأحوال الشاذة والصعبة والخطرة، والخراب الفكري والاجتماعي والأخلاقي الشامل، وقرب يأس الشعب من كل شيء ومن كل حزب وقيادة، ونظرا لعمق الهوة بين دعاة النظام الإسلامي والمعارضين له، ناهيكم عن الخلافات الحادة حول فيدرالية الجنوب، التي لا يمكن أن تأتي، في ظل الوضع القائم من هيمنة التنظيمات والمليشيات الإسلامية في الجنوب واتساع التغلغل الإيراني هناك، إلا فيدرالية ولاية الفقيه وتابعة لهذا الحد أو ذاك لإيران.
هذه وغيرها مشاكل وخلافات كبرى برهنت التجربة لحد اليوم على وهم إمكان حلها بمساومات الساعات الأخيرة ولمجرد القول بأننا كتبنا الدستور في الموعد وكأن هذا الموعد مقدس ومصان! وهذا الوضع يعقد لأبعد الحدود كل الجهود لحل المشكلات الكبرى للمواطنين، من خدمات الماء والكهرباء والبطالة والمشكلة الأمنية المتفاقمة يوما ليوم بل وساعة لساعة.
إن التسابق بين القيادات والقوى الوطنية لوضع مطالبها وبرامجها على رأس الهموم، بدلا من الهم العراقي الأكبر لبناء نظام ديمقراطي فيدرالي مدني يفصل بين الدين ومؤسساته وبين الدولة وشؤونها ومؤسساتها، يهدد بفشل مجمل العملية السياسية وبتوجيه ضربة قاصمة لمشروع بناء عراق جديد بعد عراق الفاشية والتمييز والحروب. وهذا التسابق ومجمل الوضع العام، لو استمر، لن يفيد غير قوى الإرهاب وأعداء الديمقراطية في العراق وسائر أعداء شعبنا في الخارج، وقد يهدد بحروب أهلية طاحنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #