الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أريد جارية شقراء، زرقاء العينين، طويلة القامة، روسية الجنسية... كي لا أزني

طوني سماحة

2014 / 8 / 27
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


أتساءل أحيانا إن كنا نحيا في عالم سويّ؟ أتساءل إن كان الكتاب و القلم و المدرسة كفاة لتطوير الفكر البشري؟ أتساءل كيف يمكن لإنسان اطلع على شرعة حقوق الانسان وعلى التعاليم السماوية و اخص بالذكر الانجيل أن يقبل بعبودية الانسان للانسان والاتجار به؟ أتساءل كيف يمكن لإنسان يقرأ أو يكتب أن يستغني عن عقله لصالح دينه او ثقافته؟ هل أثبت الكتاب فشله في تنوير الانسان؟ و هل تفقد الكلمة قيمتها في زواريب الثقافة ودكاكين الدين؟

ظننت منذ زمن طويل ان عصر التكنولوجيا و التنوير قضى على كل ما يمت بصلة للجاهلية و القرون الوسطى و العصور الحجرية، لكنني صدمت خلال حياتي القصيرة على الارض اننا جاهليون اكثر من الجاهليين انفسهم واننا نعيش في القرون الوسطى وان كنا في القرن الواحد والعشرين، واننا برابرة وان كنا نستخدم التكنولوجيا الحديثة، واننا جهلة حتى لو كنا نقرأ الكتب ونتقن العديد من اللغات، واننا مجانين ولو كنا نشطاء اجتماعيين او مثقفين.

أذهلتني الناشطة الاجتماعية الكويتية سلوى المطيري، لا بل تركتني لا اصدق ما أقرأ واشاهد وهي تتكلم على شاشة اليوتيوب و تدعو البرلمان الكويتي لاقرار قانون يسمح بالاتجار بالرقيق من اجل القضاء على الزنا في المجتمع. واقترحت المطيري شراء النساء الروسيات اللواتي يغنمهن المقاتلون الشيشان، كما اقترحت شراء الفتيات من بلدان فقيرة لتحسين وضعهن الاجتماعي. وقد شرَّعت السيدة المطيري لرائعتها القانونية بمراجعتها لرجال دين اكدوا لها ان شراء السبايا حلال عندما يغزو مجتمع اسلامي مجتمعا مسيحيا او مجتمعا لا دينيا. واستندت السيدة المطيري الى الحديث الذي يذكر ان هارون الرشيد كان يمتلك زوجة واحدة و المئات من الجواري. وشريعة المرأة الحرة بحسب المطيري ان تكشف فقط وجهها ويديها بينما الجارية يمكنها ان تسير في الشارع نصف عارية تغطي الجزء الاسفل من جسدها دون إلزامها بتغطية الجزء الاعلى... ومن ثم يقولون الهدف من السبي وضع حد للزنا.

بئسي عليك يا شرعة حقوق الانسان، فما أنت في الشرق سوى حبر على ورق. يبدو أننا كنا نقرأ ولا نفهم، نتكلم ولا نفكر، ونستمع للدعاة و الشيوخ يفتون ونحن نكبّر دون ان نعي ما يقولوه؟ وما الغرابة بعد ذلك ان نرى داعش واخواتها ينبتن ويثمرن ويغرسن جذورهن في الارض. ما الغرابة بعد ذلك ان نرى الشيشاني و الافغاني و الباكستاني و الماليزي يتهافتون على الشرق الاوسط لتثبيت دولة الله على الارض؟ ما الغرابة في ان نرى داعش تهجر المسيحي و تسبي الايزيدية؟ ما الغرابة في ان تقطع الرؤوس وتتدحرج مثل كرة القدم؟ ما الغرابة في ان يُجنّد الاطفال للقتال بدل ارسالهم الى المدارس؟ ما الغرابة في ان نسمع ما نسمع من السيدة المطيري وغيرها ان كانت مرجعيتها رجال معتوهون مثلها؟

ربما، إبان غزو صدام للكويت، كان على المطيري ان تقع فريسة جندي عراقي يسبيها حتى تفهم مشاعر امرأة مسبية، أو ربما كان عليها ان تكون جارية جندي اميريكي ابان تحرير الكويت لكي تمنع الامريكي بجمالها من ممارسة رذيلة الزنا و بالتالي تكون قد ربحت فضيلة. من الغريب ان يجاهر رجل في القرن الواحد والعشرين بشرعية الاتجار بالرقيق، فما بالك ان كانت امراة تنادي به؟

سيدتي المطيري،
فيما انا استيقظ من ذهولي ودهشتي، تحضرني كلمات معلم الاجيال "من نظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" و أيضا " فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا انتم ايضا بهم". كان يليق بك ان تراجعي ضميرك وانوثتك وانسانيتك قبل ان تراجعي رجالا معتوهين يفتون بالظلم. لو استمتعت لضميرك لأدركتي أنه ليس يحق لك ان تصنعي سؤا بانسان ان كنت لا ترضين بهذا السؤ لنفسك. كان من الاجدر بك، سيدتي، ان تعلّمي الرجال العفة والاخلاق بدل ان تحلّي لهم السبايا من كل حدب وصوب. لكنني و بعدما قرأت ما قرأت لم أعد أستغرب شيئا، لا بل صار الغريب عندنا مألوفا، والمألوف غريبا. هنيئا لك ولأمثالك سيدتي بمغاور العصر الحجري و كهوف القرون الوسطى و رمال الجاهلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس