الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة

محمد أبو مهادي

2014 / 8 / 27
القضية الفلسطينية


خلال الحرب على غزة وإنشغال الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي بالجريمة التي تنفذها إسرائيل، تناقلت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية وعالمية خبر عن "مؤامرة إنقلابية" تقودها خلية من حماس في الضفة الغربية أن إسرائيل قامت بإعتقال أفراد الخلية، ثم نقلت صحف إسرائيلية أخبار عن محاولات إنقلاب أخرى يقودها كل من د. سلام فياض وتوفيق الطيراوي ومحمد دحلان وياسر عبد ربه وأن اتصالات وتنسيق يجرى مع مروان البرغوثي لنفس الغرض.

الخبر ليس غريب، فهذه صحف إسرائيلية ولديها أجندات مختلفة من بينها تفتيت الجبهة الداخلية الفلسطينية ونشر الشائعات، ولكن الأمر الغريب والمستهجن أن تترتب على هذا الخبر أجراءات أمنية قادها جهاز الأمن الوقائي بناءاً على تعليمات الرئيس، ليقوم بالتحقيق مع موظفي مؤسسة " فلسطين الغد" التي يرأسها سلام فياض، وأن تتعاطى المؤسسة الإعلامية الفلسطينية الرسمية مع الخبر الإسرائيلي وكأنه واقع حصل، يندرج في إطار مؤامرة بحق الرئيس تقودها إتجاهات في حركة فتح وخارج حركة فتح، لتباشر بعدها حكومة د. رامي الحمد الله بأجراءات إقصاء للدكتور "شداد العتيلي" رئيس سلطة المياة في الضفة الغربية وقطاع غزة بمصادقة الرئيس عباس لأنه تعاون مع مؤسسة "فلسطين الغد" لإستكمال مشروع تمديد شبكة مياة لبلدة "طمون" في الأغوار الشمالية المهددة بالمزيد من الإستيطان الإسرائيلي والتي تعتبر من أكثر المناطق الفلسطينية المهمشة.


الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد الحالة الكفاحية لكل جماهير الشعب الفلسطيني، وإتّساع التفاعل التضامني العالمي مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ،وحجم الجريمة الإسرائيلية بحق الأبرياء جميعها أحداث لم تؤثر في تعديل سلوك الرئيس ليظهر كقائد وطني إجماعي يحتضن قضية شعبه وهمومه وآلامه، يدافع عنها بشرف أمانة في مختلف المحافل الدولية، بل أثبت بدون شك أن "هاجس الحكم والمؤامرة" ومحاربة المنافسين أو المختلفين معه هو ما يسيطر على كل تصرفاته سابقاً وحالياً وفي المستقبل أيضاً بدون شك.

ما جرى في قطاع غزة من جرائم إسرائيلية وبطولة فلسطينية، أحداث كان يمكنها أن توقظ ضمير الرئيس وتجعله يترفّع عن الصغائر ويدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يتحرك لحماية الأطفال والنساء والشيوخ من الذبح المستمر، أقله أن يذهب دون تلكؤ لتوقيع "ميثاق روما" المنشيء لمحكمة الجنايات الدولية، وأن يجوب كل عواصم العالم لفضح إسرائيل وكشف المجزرة، وان يعالج المصائب التي تجرى في سفارات فلسطين في الخارج التي أصبحت مرتعاً للفاسدين والفساد وما صاحب ذلك من تأثير على وضع ومكانة القضية الوطنية، وان يطلب من حكومة "رامي الحمد الله" زيادة جهودها وإسناد لصمود الفلسطينيين في غزة سياسياً ومعنوياً ومادياً بدل عجزها وغيابها اللافت عن كل ما يدور في قطاع غزة، كذلك أن يقيل رئيس هيئة الإذاعة التلفزيون الفلسطيني الذي لم يكن فلسطيني الأداء والهوية والإنتماء على الأقل خلال الشهر الاول من الحرب، وأن يطلب من أجهزة الأمن عدم التصدى للتظاهرات الفلسطينية في مختلف مدن الضفة الغربية كمحاولة لضرب الوحدة النضالية بين أبناء الشعب الفلسطيني، لا أن يبقى حبيس المقاطعة حاصراً خياراته في مشروع تهدئة يمكن أن يتفق عليها أو تفشل .

غزة في قلب الكارثة الإنسانية وأمام تحدي إعادة الإعمار وتضميد الجراح، تداعيات الحرب طويلة وتحتاج إلى قائد وطني حقيقي يعالجها، سيخطئ كل من يظنّ أن عباس قد أنهي معركته مع قطاع غزة، ستكشف الأيام إن لم تكن قد فعلت عن حجم الضغينة التي يحملها الرئيس بحق غزة، وكل من إختلف معه في أي مكان وتحت أي عنوان، قد تكون الحرب الإسرائيلية على غزة أسعفته بالمزيد من الوقت للبقاء في السلطة، لكن شكل معالجاته لهذه الحرب ستعيد للأذهان حقيقة هذا الرجل بكل ما يحمله من أضغان لن تصمت عنها جماهير الشعب الفلسطيني.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول دفعة من المساعدات تصل إلى غزة عبر الرصيف الذي أنشأته الق


.. التطبيعُ السعودي الإسرائيلي.. هل يعقب التهدئة في غزة أم يسب




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثث 3 رهائن قتلوا في هجوم حماس


.. وفد جنوب إفريقيا: قدمنا طلبنا للمحكمة ليس لأننا حلفاء لحماس




.. سعيد زياد: الفشل المتراكم للاحتلال هو من سيخلق حالة من التصد