الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين نداء أمى وأمى

محمد الشرقاوى

2005 / 8 / 13
الادب والفن


بين نداء امى التى أذوب فيها عشقاً, وأستطيع ان أجزم ألأن أننى بالفعل أحيا ما تبقى لى من ايام قد تمتد لسنوات من اجلها هى فقط ..
من أجل ان أراها أفضل ..
أمى التى يتحكم فى معظم ما يتعلق بها شخص قبيح المنظر .. فاتر لدرجة تشعرنى بإلإشمئزاز..
يقول دوماً بعد كل مصيبة تنزل بامى بسببه : أنه أحد أبر أبنائها ,أخلصهم لها .. أوفاهم وأفضلهم على ألأطلاق ..
أشجع من الشجاعة أن تمثلت فى شخص كائن أياً كان ..
أحكمهم إذا تطلب الامر للحكمة .. وأقواهم ان احتاج الامر للقوة ..
وهذا الذى يقول بأنه أوفى الابناء لآمه .. يستعدى عليها كل كاره لها كل من فى قلبه ولو ذرة سوء لها وحقد ..
يسرقها هو وحفنة أخرى من اللصوص .. معه .. يدينون له بالطاعة والولاء .. يأمر فيطاع ..
يسطو دائماً على كل ما تمتلكه امى .. ويبيعه بأبخس الاثمان .. وبأحط الوسائل دائماً ما يعمل من اجل مصالحه هو فقط ..
يخرس كل صوت معارض له ولأساليبه القذرة .. بسطوة امتلكها غصباً .ز يقمع الجميع ,
وبالطبع منهم من يصمت خوفاً ومنهم من يصر على معارضتة فيلقى دائماً ما لا يحبه ..
فيسجن من يريد .. ويقتل من يريد ..
وحجرات التعذيب ممتدة بكافة الانحاء ..
يفعل كل شئ من اجله هو وأولاده .. ولمجده هوالزائل ومجد أولاده من بعده .. بل وصلت به الوقاحة ألى المتاجرة بشرف امى وعِرضِها ..
وبين نداء أمى المريضة بأمراض شتى .. منها ما هو مكتسب جراء ما مر بعائلتنا الصغيرة ..
ومثل وفاة والدى بعد رحلة معاناة مع مرض السرطان .. وهو العائل لوحيد فى فترة كنا فيها جميعاً أطفالاً نلعب ..
ومثل ظروف فصلى من جامعة الازهر , وأضيف معاناتها اليومية من اجل توفير أقل القليل لسد رمق أطفالها ..
أمى ذات الطبيعة الجبلية الصلبة - لنشأتها وجنسيتهاالمغربية - والتى لا اعلم عنها الا صلابتها وقوتها أصبحت اليوم أضعف من الضعف نفسه ..
بعد كل زيارة يقوم بها زبانية الرئيس "زوراً وغصباً " مبارك لمنزلنا المتواضع بأحد محافظات شمال مصر والبعيده كل البعد عن اى اهتمام اعلامى ..
والمنعم عليها بمحافظ كان يشغل منصب رئيس جهاز امن الدولة بمصر كلها ..
هذا الجهاز الذى طالما كان جهازاً للقتل والتعذيب ولإرهاب وأسكات المعارضين ..
بعد كل زيارة لهؤلاء بطرقاتهم الهمجية على باب منزلنا والتى تسكن فيه امى وحدها ..
يأتينى صوتها عبر التليفون - فأعلم ما تود ان تقوله هى لى - تنادينى وترجونى بان أبتعد عن السياسة وعن المظاهرات والندوات
بل وطموحى الصحفى نفسه .. تعلمنى بزيارة الهمج والتى قاموا بها فى الليل السحيق .. تبكى وتبكينى ..
تنتحب تعلن بانها ستتبرا منى أن ظللت فى طريق المظاهرات والسياسة والدفاع عن حقوق المضطهدين .
تنادنى .. ترجونى أن أبعد نفسى عن كل ضرر ..
والضرر هنا من وجهة نظرها ..محاولاتى الانضمام الى كتيبة الشرفاء والذين يزيد عددهم يوماً بعد يوم ..
الشرفاء المدافعين عن أمى التى أرتوى بمياه نيلها , وأستظل بسمائها , وأسكن بها كما تسكن هى بداخلى .
لثوان قليلة بعد سماعى نداء امى بالكف عن التحدث عن المفسدي الفساد والنهب واللصوص ومشكلات البطالة والمرض والفقر ..
وطرد الفلاحين وغلق المصانع الشركات وتشريد العمال ونهب حقوقهم ..
لثوان أجدنى وقد انفعلت لما تقوله ومتحمسا ًبدرجة كبيرة لطاعة امى .. نظراً لما تعانية ..
وأعلن ساعتها اننى سأبتعد عن كل ما سيجعلها عرضة لبعض المشكلات .. نظراً لما تعانية ..
وما أن اتذكر ما تعانية هى ويعانية أكثر من 25 الف اسرة مصرية بمثل ظروفى ..
أعيد تفكيرى مرة أخرى ثم أعلمها بأننى ونظراً لما تعانية سأظل على خطى المناضلين التمس الطريق ...
ثم أقول لها :

شوفى يا أمى .. فيه مهم ودايماً فيه أهم ... ثم أحزم حقائبى عائداً الى القاهرة أو أنهى الاتصال ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور


.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان




.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل


.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض