الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف هدأت العاصفة... لانها حكومة النهاية ليس الا ؟

كامل الدلفي

2014 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تحت ضغط شعبي ثقيل انسحبت الولايات المتحدة الاميركية في نهاية العام 2011 من العراق بعد احتلال عسكري للبلاد قارب من التسعة اعوام ، خسرت في غضونها 4474 قتيلا و33ألف جريحا من قواتها المسلحة وانفقت حوالي تريليون دولار من مواردها.
انسحبت وهناك غصة في الصدر واهانة تتلضى تحرق شرفها الرسمي ، ما يعني ان عين الاستراتيجية الامريكية لم تدر عن العراق ولم تنم ..لان كل ما خلفته في العراق ، ينبيء بعودتها الى الاحتكام بالقرار مرة ثانية..لقد غذت الولايات المتحدة الامريكية انماط السلوك الخرائبية في عراق مابعد الانسحاب لتنمية الصلة بينها وبين العودة المرتقبة ، ان السمة السائدة في العراق وقتذاك هي الفوضى العامة سياسيا واداريا ، ولقد غذت امريكا على اساس من ذلك ، فكرة مركزية المالكي واحلامه بارتداء ثياب الديكتاتور ، وقد انطلت الحيلة على الرجل حتى ظن بانه مختار العصر وحسينه ، والاوحد والافرد، فتمسك بالولاية حتى همسوا بأذنه فحل عن ياخة الامة ، ذلك احد الخيوط الناجحة في التدخل المباشر بحجة التنافح عن الدستور والدفاع عن الديمقراطية، الانقسام الطائفي والعرقي ،ثاني اساليب اللعب الامريكي ، فقد تحول الشيعة في المنظور الامريكي من ضحية الى جلاد ،ولم يثبتوا كأصدقاء ،بل اصبح السنة واهل العشائرالمتظاهرين في الانباروديالى وصلاح الدين والموصل ، هم موضوع الدفاع في اطروحة الدفاع الامريكية، وهم الحلفاء والاصدقاء الجدد، اما الاقليم الكردي فقد اصبح عصا غليظة للضرب على راس الحكومة الاتحادية متى ماشاء، الارهاب والتفجيرات الدامية تهز بغداد والمناطق الشيعية باسلوب عقابي دولي وبمشاركة خليجية وعربية مكشوفة دون شجب اوردع دولي ،استخدمت الولايات المتحدة صنوف متعددة من اللامعقول ،لكن الاطار الوطني على هشاشته ظل محافظا على بصيص امل في عيش مشترك في عراق موحد ،ولم يبادر اي فريق لطلب نجدة الحلول الامريكية حتى تبين ان التوقيتات قد انتهت في حسابات الاستراتيج الامريكي .فجيء بالخطة الكاسرة ،وهي ان تقوم الفلول الوحشية لتنظيم القاعدة وداعش باحتلال الموصل وبقية المدن العراقية..حين ذلك لامفر من طرق ابواب الولايات المتحدة الامريكية رسميا وشعبيا ،أ ليست الغاية تبرر الوسيلة ؟ نعم لقد بررتها بكفاءة ...
اي توقيت دقيق هذا الذي جاء بداعش الى الديار؟
عاصفة من الاحترابات والصراعات والتكهنات والتخمينات عن تشكيل الحكومة العراقية، والسيد المالكي يكاد ان يقنع غالبية ناخبيه بانه رئيس الحكومة من دون شك، لكن كيف هدأت العاصفة وتم حشر الفرقاء من دون ضجيج وبصمت بارد في مهمة تشكيل حكومة المحاصصة؟
للنظر في ذلك وتقييمه فان رؤيتنا تنحصرفي النقاط الاتية:-

اولا – نرى ان هذه الحكومة هي الحكومة العراقية الاخيرة في اطار الوحدة العراقية لان الامريكان بحاجة الى ادارة وزمن قصير نسبي من 2-4 سنوات في سبيل تطبيق برنامج توزيع العراق الى مستحقيه من دويلات التقسيم.حسب مشروع جو بايدن الذي يشرف الان بنفسه على خطوات تشكيل الحكومة اولا بأول.
ثانيا- ان مرجعيات العالم السياسية لاتريد ان تكذب اجندتها الدولية حين تقول اننا نغير العالم كل 100عام فسايكس بيكو حدث عام1916 وعليه من المحتمل ان يكون التقسيم بعد عامين من الان اي 2016.وقد يكون 2017بعد مائة عام من وعد بلفور الذي صدقته بريطانيا لليهود بعد ان قطعته لهم عام 1917،والان تصدق اميركا وعدها للكرد.فالرقم 17 فأل حسن للوعود الصادقة...
ثالثا-ان اربعة اعوام القادمة تكفي لان يقوم الراعي الدولي بفتح طريق او متنفس لدولة الاكراد المختنقة الان من جميع الجهات وقد تكون الوجهة من جهة البحر شمالا وقد تكون الطرق سلمية ديبلوماسية مع الجارة تركيا او اجبارية.
رابعا- المراجع الفكرية لبرنامج تقسيم البلاد العربية والاسلامية وهم المفكرون اليهود برنار لويس وبرجنيسكي وكيسنجر يجب ان يكرموا بان يروا ثمار افكارهم وقد بدأت تطبق عمليا على الارض.
لقد تفككت الغرابة التي اعترتنا جراء التاييد الدولي الكبير لتكليف السيد حيدر العبادي لتشكيل الحكومة في العراق ،لانها حكومة النهاية ليس الا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعاده نظر
فريد جلو ( 2014 / 8 / 29 - 02:20 )
سيدي المقال بحاجه الى اعاده نظر اذ انه لم يقيم الجانب الذاتي الاداء الحكومي تفشي الفساد التجيش الطائفي والعرقي الذي مارسه الساسه المتنفذين المحاصصه الاستقواء بالاجنبي والقائمه تطول كل ذلك اوصلنا لما نحن عليه مع احتراماتي

اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي