الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة علي القرن الإفريقي

خالد ابواحمد
صحفي وكاتب سيناريو

2005 / 8 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


منطقة القرن الافريقي هي المنطقة الواقعة في شرق افريقيا، وتأخذ شكل القرن جغرافياً، وتحدها بحار هي البحر الاحمر، وبحر العرب
والمحيط الهندي، كما تجاور دولا اخري متداخلة معها مثل السودان، وكينيا، وتشتمل بشكل اساسي علي اربع دول هي أثيوبيا (او ما كان يسمي بالحبشة قديما)، وارتيريا، والصومال اللتين أصبحتا دولتين وجيبوتي، ومعظم سكان هذه المنطقة الذين يتجاوزون الثمانين مليونا من المسلمين، فالصومال يعتبر بلدا مسلما، وارتيريا 90% من سكانها مسلمون، واثيوبيا يشكل المسلمون 60% من سكانها، وجيبوتي تعتبر بلدا مسلما، كما ان العرب يشكلون غالبية السكان في ثلاثة بلدان منها هي الصومال واريتريا وجيبوتي، وبلدان منها عضوان في جامعة الدول العربية هما: الصومال وجيبوتي. وهذه المنطقة من أكثر المناطق أهمية واستراتيجية في العالم لأسباب كثيرة لاسباب واقعية عديدة، فهي تشكل الشاطيء الجنوبي من شواطيء البحر الاحمر من جهة الغرب، وهي التي تطل علي مضيق باب المندب، ولا يفصلها عن الجزيرة العربية سوي البحر الاحمر، كما ان في هضبة الحبشة الكثير من منابع النيل، عدا عن الثقل الديموغرافي الذي تشكله تلك البلدان، علاوة علي غني المنطقة بالثقافات الانسانية القديمة، والخيرات الباطنة ويكفي انها منطقة (خام) لم تستثمر بعد، نسبة للاوضاع السياسية المتقلبة والتي لم تشهد الاستقرار الكافي الذي يمكن انسانها من الحضور والتطور. ورغم كل الميزات التاريخية، والجغرافية، والاقتصادية، والديموغرافية (السكانية) لهذه البلدان، إلا انها ابتليت وعلي كافة الصعد بحيث اضحت من افقر بلاد العالم علي الاطلاق، واكثرها تعرضا للكوارث، والنكبات. ودخلت دول المنطقة في تحديات كبيرة بسبب الحكام المتعطشين للسلطة، الامر الذي جعل الاوضاع هناك أكثر مأساوية، وحصلت الحروب الاهلية، والحروب البينية فيما بين تلك الدول، فالحرب الصومالية مثال لن ينساه العالم، وكذلك الحرب الصومالية الاثيوبية، والاثيوبية الارتيرية التي استمرت ثلاثين عاما، تلاها استقلال ارتيريا، ولم ينته فتيل الحرب بل استمرت مرة أخري حول احدي المناطق المتنازل عليها بين اريتريا وأثيوبيا، حتي تدخل المجتمع الدولي وتوقفت الحرب.
ومن صدف الاقدار العجيبة ان المنطقة برغم ما تمتلكه من ثروات الا انها المنطقة التي تشتهر دائما بالمجاعات والجفاف والتصحر، ولكن ثمة تجاهل دولي وأممي لهذه المنطقة من العالم والتي تحمل كل المتناقضات وكل الايجابيات في آن واحد فالمنطقة زراعية بالدرجة الاولي والتي يمكن ان تكون سلة غذاء العالم اذا ما تضافرت الجهود الدولية من خلال التدخل (الايجابي) بمعني ان تلتفت الدول الكبري ومنظمات الامم المتحدة والصناديق المالية الدولية الي التحديات الماثلة في هذا المنطقة والايجابيات التي يمكن ان تثمر من خلال العمل فيها بشكل استراتيجي وذلك بالاشراف والدعم المباشر لمشروعات زراعية تحقق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
وفي الجانب السياسي تحتاج دول المنطقة الافريقية عامة و (القرن الافريقي) خاصة الي اهتمام كبير من الدول الكبري وذلك من خلال الضغط علي الانظمة الحاكمة عبر محورين، (الاول) احداث انفتاح سياسي وديمقراطي يحقق المحاسبة والمساءلة من اجل مكافحة الفساد الاداري والمالي الذي تشتهر به هذه المنطقة دون سائر دول العالم الثالث ومن ثم العدالة حتي الوصول الي مرحلة الاعتماد علي الذات من خلال المقدرات الذاتية و(الثاني) مساعدة هذه الدول بشكل مباشر في استخراج البترول والمعادن والاستفادة منها مثلما فعلت (الصين) و(ماليزيا) مع السودان في عملية استخراج البترول حتي التصدير.
وخلاصة القول ان المواطن الافريقي بشكل عام انسان طموح وذكي فقط يحتاج للشراكة (الذكية) مع العالم المتقدم بعيدا عن ( الانتهازية) والتسلط ، ومراكز الابحاث الاستراتيجية العالمية معنية اليوم أكثر من ذي قبل بالمنطقة الافريقية من خلال نظرة متأنية تغلب عليها الواقعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم


.. إيران تحدد موعد انتخاب خليفة رئيسي




.. نتنياهو: الأمر السخيف والكاذب الذي أصدره المدعي العام للجنائ


.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران




.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس