الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد نوري المالكي .. التحالف الوطني لا يقرّ بالخطة باء

أياد السماوي

2014 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


السيد نوري المالكي .. التحالف الوطني لا يقرّ بالخطة باء
عندما تشّكلّ التحالف الوطني عام 2010 من ائتلاف دولة القانون 89 مقعدا والائتلاف الوطني 70 مقعدا , كان الغرض منه هو تشكيل الكتلة الأكبر وقطع الطريق على القائمة العراقية التي حلّت بالمركز الأول في الانتخابات 91 مقعدا , وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة تفسير المحكمة الاتحادية للمادة 76 أولا من الدستور العراقي , فإنّ هذا التفسير قد أصبح قانونا ملزما للجميع , وعليه أصبحت الكتلة الأكثر عددا التي وردت في هذه المادة تعني الكتلة التي تتشّكلّ داخل مجلس النوّاب , ولا تعني الكتلة الفائزة الأولى في الانتخابات , وبموجب هذا التفسير أقصيت القائمة العراقية عن تشكيل الحكومة الماضية لصالح مرّشح التحالف الوطني من ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي , وكان من المفترض أن يتحوّل هذا التحالف إلى قوة سياسية تقود العملية السياسية الجارية في البلد , ويأخذ على عاتقه بناء مؤسسات الدولة وإرساء الأمن والاستقرار السياسي وتحقيق البناء والتقدم والازدهار , باعتباره كيان سياسي يمّثل المكوّن الأكبر في المجتمع العراقي .
لكنّ هذا التحالف السياسي لم يتجاوز الهدف الذي انشأ من أجله , فالخلاف بين أطرافه تفاقم بعد تشكيل الحكومة أكثر من السابق , بل ووصل الحال بأحد أطرافه ليس فقط بالخروج عمليا من هذا التحالف , بل في الاصطفاف مع الكتل السياسية الأخرى المناوئة من أجل الإطاحة بحكومة السيد نوري المالكي التي تمّثل هذا التحالف , كما حدث في مؤتمري أربيل والنجف , وبقت العلاقة بين أطراف هذا التحالف تتسم بالجفاء والعداء المعلن حتى إجراء الانتخابات النيابية الأخيرة في نيسان الماضي , والتي حلّ فبها ائتلاف دولة القانون بالمركز الأول وبفارق كبير عن باقي الكتل السياسية التي حلّت بعده , ولا زال الكثير من المراقبين السياسيين يتسائلون عن المغزى الذي دفع ائتلاف دولة القانون في العودة للتحالف الوطني بصيغته القديمة , بالرغم من كونه الكتلة الفائزة الأكبر في الانتخابات والكتلة الأكثر عددا في مجلس النوّاب , حيث لم تتشّكلّ أي كتلة سياسية أكبر من ائتلاف دولة القانون داخل مجلس النوّاب , تدعوه للعودة للتحالف الوطني الذي أطاح بعلاوي عام 2010 , ليعود هذه المرّة ليطيح بالمالكي نفسه وبذات المبدأ .
والسيد نوري المالكي عندما يتحدّث عن الانتقال من الخطة ألف إلى الخطة باء , يتحدّث وكأنّ التحالف الوطني كيان سياسي منسجم ومتفاهم ولا خلافات أو دسائس بين مكوّناته , وكأنّ عملية الانتقال من الخطة ألف إلى الخطة باء , أمر متّفق عليه بين أطراف هذا التحالف , والحقيقة إنّ هذا التصوّر لا يوجد سوى في مخيلة السيد نوري المالكي وبعض أعضاء حزبه , متوّهما إنّ الأطراف الأخرى ستوافق على الانتقال للخطة باء وتشكيل حكومة الأغلبية السياسية , متناسيا أنّ هذه الأطراف التي أصرّت على إبعاده عن استحقاقه الانتخابي , ربّما تتهيأ وتعد العدّة للانتقال للخطة جيم , والتي لم ترد في كلمة السيد نوري المالكي , والخطة جيم تتمّثل في عدم تمكين رئيس الوزراء المكلّف السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة وبالتالي الانتقال إلى الفقرة ثالثا من المادة 76 من الدستور العراقي , وهذا الاحتمال لا زال قائما وبقوّة .
فالتحالف الوطني يا دولة الرئيس نوري المالكي , كيان سياسي هزيل ومتناقض , ولو كانت الأطراف السياسية الأخرى تحترم ولو بقدر ضئيل هذا الكيان السياسي والمكوّن الذي يمّثله , لما تمادت هذه الأطراف بفرض شروطها التعجيزية وابتزازاتها السياسية , وهي تعلم أنّه يمتلك الأغلبية المطلقة المطلوبة دستوريا لتشكيل الحكومة , لكنّ هذه الأطراف متيّقنة أنّ قيادات هذا التحالف هزيلة ومتصارعة وغبية , ولا تجيد سوى التآمر بعضها على البعض الآخر وكشف فساد كل طرف , فلا توهم نفسك يا دولة الرئيس وتمّنيها بأشياء أنت تعرف قبل غيرك استحالتها , فليس هنالك خطة غير الخطة جيم في حالة فشل رئيس الوزراء المكلّف .
أياد السماوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة