الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسراب مخيفة من حشرة الدودة الحلزونية تغزو مديرية ماوية بدولة اليمن

فوزي أمين العزي

2014 / 8 / 30
الصناعة والزراعة


تعرضت الكثير من قرى مديرية ماوية بمحافظة تعز- تقع إلى الجنوب من العاصمة اليمنية صنعاء-؛ لغزو وحشي ليس من البشر؛ وإنما من ذبابة الدودة الحلزونية، التي أصابت بدائها الخطير العديد من الحيوانات، كما أنها أدت إلى موت بعضها. وما يزيد الأمر خطورة؛ أنَّها جعلت المواطنين يعيشون واقعاً محزناً، ومخنوقاً بالمتاعب، ومثخناً بالمواجع؛ جراء خوفهم على الثروة الحيوانية؛ لأن الكثير منهم يعتمد عليها كمصدر أساسي للدخل، وتوفير احتياجاتهم المعيشية.
ومن خلال هذا التحقيق؛ سنكشف اللثام عن سر تفشي هذا الداء الفتاك، ونبين مدى مرارة معاناة المواطنين؛ من جراء تداعياته الخطيرة، خصوصاً أنه بدأ يصول ويجول، دونما رقيب أو حسيب عليه، وعلى مرأى ومسمع الجهات المعنية في الحكومة، وكأن الأمر لا يعنيها.. فإلى التفاصيل:

نبذة تعريفية عن المديرية

تعتبر مديرية ماوية من أكبر مديريات محافظة تعز من حيث المساحة، وتقع في إطار جزئها الشرقي، وعلى بعد حوالي (48 كيلو متر) من مدينة تعز. ويحدها من الشمال مديرية السبرة ومديرية السياني (محافظة إب)، ومن الجنوب مديرية المسيمير (محافظة لحج)، ومديرية دمنة خدير (محافظة تعز)، ومن الشرق مديرية الحشا (محافظة الضالع)، ومن الغرب مديرية التعزية وجزء من مديرية صبر الموادم (محافظة تعز). وتبلغ مساحتها (8-;-611 كم2)، وعدد سكانها (716-;-131) نسمة، وكثافتها السكانية (215نسمة/ كم2). وتتكون إدارياً من (23)عزلة، و(1) مركز مديرية، و(10) حارات، و (133) قرية، و(868) محل تجاري.

ما هو داء الدودة الحلزونية؟

إن هذا الداء تنقله يرقات طفيلية تسمى الدودة الحلزونية (أو داء النغف الدملي، أو ذبابة الدودة الحلزونية Myiasis)؛ حيث تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحية للجسم، ويصيب الحيوانات (الإبل، الأبقار، الأغنام، الخيول، الحمير، الكلاب، القطط... إلخ)، بل إنه يصيب الإنسان كذلك! وخير مثال عليه؛ ما كشفته مصادر طبية بالمستشفى الجمهوري بمحافظة حجة؛ عن وجود إصابتين به لامرأتين.
مناطق انتشار ذبابة هذا الداء
- تنتشر ذبابة الدودة الحلزونية في بعض مناطق العالم، وأكثرها انتشاراً في مناطق قارتي أفريقيا وأمريكا.
- بدأت تنتشر في اليمن في بعض المحافظات؛ منها: حجة، والمحويت، وعمران، وصنعاء، وريمه، والضالع، ولحج، وتعز... إلخ.
- تنتشر بشكل كبير في العديد من مناطق مديرية ماوية- التابعة إدارياً لمحافظة تعز-؛ منها: حضارة، وجبل عماعمه، وشوكان، والسبيل، والقضاة، والشميره، وأشجور... إلخ.

أضرار اقتصادية

يؤدي هذا الداء إلى تكبيد المواطنين والحكومة خسائر هائلة في الثروة الحيوانية؛ حيث تنخفض قدرة الحيوان المصاب على إنتاج اللحم والحليب، أو موته إذا لم يعالج سريعاً.

المواطنون.. والداء الفتاك

حول مدى معاناة المواطنين من جراء هذا الداء؛ حرصت على رصد آراء بعض أبناء المديرية، الذين تحدثوا عن ذلك.. فماذا قالوا؟!
- الشيخ رضوان عبيد عبده المهيمن- إمام وخطيب مسجد الأشبط بمركز ماوية-، قال: يتفشى هذا المرض الخطير في جسم الماشية، حيث يكون على شكل حبوب صغيرة، وبعد ذلك تتورم وتخرج منها ديدان صغيرة الحجم.
ويضيف: نأسف أن المجلس المحلي ومكتب الزراعة بالمديرية لم يحركا ساكناً؛ تجاه مكافحة هذا المرض.
- الأخ هاشم الشماري- عامل-، يقول: هذا المرض قضى على معظم الماشية، وخاصة في عزلة الشميره.
وتابع: والأمر الغريب أن بعض المواطنين؛ يستخدمون مادة الكيروسين (الجاز)، والمبيدات الحشرية المخصصة بتسميم شجرة القات؛ في علاج الحيوانات المصابة بالمرض، وهذا بلا شك أمر لا يخفى ضرره على الإنسان والحيوان.
- الأخ فؤاد عبده قايد صالح – مدرس-، قال: هناك الكثير من أبناء المديرية لم يذبحوا الأضاحي لهذا العام؛ بسبب الخوف من الإصابة بهذا الداء!.

أهل الطب.. ماذا يقولون حول الداء؟

الدكتور محمد بدر الشرماني- أخصائي باطنية-، قال: إن داء الدودة الحلزونية خطير، ويدخل إلى جسم الإنسان أو جسم الحيوان؛ عن طريق الأماكن المفتوحة فيهما، خصوصاً الجروح، ويؤدي إلى تقرحات شديدة في الجلد، وتتطور إلى دمامل يخرج منها صديد ( قيح ).
واستطرد قائلاً: هذا الداء قد يصيب الإنسان في جهازه الهضمي، ويجعله يشعر بألم شديد في البطن، مع قيء وإسهال شديدين، وإذا لم يعالج سريعاً فإنه يؤدي إلى الوفاة.
واختتم حديثه بالقول: أما طرق العلاج للحالات المصابة؛ تكون على النحو التالي:
- الإنسان: بإسعافه إلى المستشفى لأخذ العلاج سريعاً.
- الحيوانات: باستخدام المبيدات الحشرية، ورشها بمحاليل قاتلة للطفيليات، وهذا يكون للمصابة منها منذ فترة قريبة، أما التي لها فترة طويلة، وقد توطن المرض في جسمها، فحينئذٍ يصعب علاجها، وبالتالي يجب التخلص منها أولاً بأول. مضيفاً: وينبغي كذلك عزل الحيوانات المصابة؛ حتى لا تنقل الداء إلى الأخريات السليمة.

أين دور المجلس المحلي؟!

لمعرفة دور المجلس المحلي في المديرية حول ما اتخذه من إجراءات بما يتعلق بهذا بالمرض؛ حاولت التواصل مع الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية الأستاذ جمال محمد محمد قايد، ولكن تلفونه ظل يرن ولم يرد..!. فتوجهت بعد ذلك إلى الأستاذ عبد الجليل سرور الفتاحي- رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي-، الذي تحدث حول هذا الموضوع؛ قائلاً: مرض الدودة الحلزونية ينتشر في كثير من مناطق المديرية، وخصوصاً في مركزها، مبيناً أنه تابع مكتب الزراعة، وتم إشعاره بخطورة ذلك المرض؛ وقد قام بتشكيل فريق عمل ميداني؛ لغرض توعية المواطنين وإرشادهم بكيفية استعمال المبيد الخاص بمكافحة هذا المرض.
وأردف: والمؤسف أن بعض المواطنين لم يستجيبوا في بداية الأمر لعملية تلقيح مواشيهم؛ بسبب عدم معرفتهم بأهمية ذلك؛ فكانت النتيجة تفشي المرض، وعندما عرفوا خطورة المرض طلبوا العلاج.

هل ستقوم الجهات المعنية بواجبها؟!

الأصل أن الجهات المعنية في المديرية؛ المتمثلة في المجلس المحلي ومكتب الزراعة والري؛ أن تعمل بوتيرة عالية وصورة جادة؛ لمعرفة كل ما يتعلق بهذا المرض الفتاك، وتشكيل فرق ميدانية للقيام بحملات بيطرية؛ مزودة بالمعدات وآليات المكافحة؛ لتقوم بمهام الرش والتطهير، ومعالجة الحيوانات المصابة به؛ بهدف السيطرة عليه، والحد من انتشاره في المديرية. بالإضافة إلى عمل توعية وإرشاد للمواطنين، لاسيما شريحة المزارعين، حول هذا الداء؛ عبر العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية؛ من حيث (أسبابه، أعراضه، طرق الوقاية والمكافحة، العلاج، كيفية التعامل مع المصابين به من الإنسان والحيوان)؛ بهدف الحفاظ على الثروة الهائلة من الحيوانات؛ التي تمثل أهمية كبيرة في التنمية الاقتصادية.
أيضاً مما يثير التساؤل والاستغراب؛ هو عدم اللامبالاة التي تسيطر على تلك الجهات، و ما حدث من تحرك بسيط من قبل مكتب الزراعة، في مكافحة المرض، على حسب ما ذكره لنا سابقاً عضو المجلس المحلي؛ إلا أنه يظل محدوداً وقاصراً!.
لكن يبقى في الواجهة السؤال الذي يتردد على ألسنة المواطنين: متى ستنطلق تلك الجهات للقيام بواجبها؟! أم أنها ستنتظر إبلاغاً رسمياً من فخامة رئيس الجمهورية، أو رئيس مجلس الوزراء؛ لكي تقوم بأداء واجبها الوطني في خدمة المواطنين؟!. نرجو أن لا يصل الأمر إلى ذلك!.

رسالة إلى عضوي مجلس النواب

كما لا ننسى الدور الحيوي لممثلي المديرية في مجلس النواب؛ وهما: المهندس محسن علي البحر عن الدائرة (44)، والأستاذ عبد السلام أحمد الدهبلي عن الدائرة (43)، اللذان قد لا يعرفان بعد عن الانتشار المخيف لهذا المرض، ومدى خطورته الكبيرة على الثروة الحيوانية في المديرية!. وهأنذا ألفت انتباههما إلى ذلك، وأظن أنهما لن يقصرا في تقديم ما في وسعهما؛ من أجل خدمة أبناء المديرية.

ختاماً

نأمل من الجهات المعنية، خصوصاً المجلس المحلي في المديرية، إضافة إلى عضوي مجلس النواب؛ سرعة التحرك بخطى حثيثة، وبذل قصارى جهودهم وطاقاتهم؛ من أجل إيجاد العلاج المناسب لهذا الداء الفتاك؛ قبل أن يستوطن داخل المديرية، وفي أجساد المواطنين والحيوانات، ويصبح وباءً ضاراً يقضي على الثروة الحيوانية، فضلاً عن القضاء على الإنسان؟!.

و دمتم وكل أبناء شعبنا في صحة وخير، وخدمة للوطن الغالي (اليمن السعيد).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع تركز على التوتر مع الصين


.. حرب شوارع وقصف إسرائيلي بالمروحيات والبوارج على رفح




.. ساري عرابي: نتنياهو يشعر أن تاريخه تلطخ بفشل السابع من أكتوب


.. ما مدى واقعية توصية جيش الاحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه لل




.. الجفاف في المغرب يتسبب بنقص بأعداد الأضاحي