الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرة ضد رئيس الصومال

خالد حسن يوسف

2014 / 8 / 30
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


مهدت الولايات المتحدة الأمريكية لعقد القمة الإفريقية-الأمريكية, ووجهت الدعوة إلى عدد كبير من القادة الأفارقة لحضور تلك القمة,والتي أسثتني منها سبعة من القادة الأفارقة, بفعل سوء العلاقات الأمريكية مع دولهم ومن ضمنهم أربعة من قادة دول غربي إفريقيا ممن تعرضت بلدانهم للكارثة الصحية لمرض إيبولا القاتل, وشارك في القمة رؤساء خمسين دولة إفريقية, كان منهم رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية, وانعقدت القمة في واشنطن مابين الفترة 4-6 أغسطس 2014 .وفور إنتهاء القمة توجه الرئيس الصومالي, إلى ولاية مينيسوتا, حيث كان حضوره إلى الولاية في 8 أغسطس, ونزل الرئيس حسن الشيخ محمود عولسو في فندق W Minneapolis في شارع Marquette بمدينة منيابوليس.

وزيارة رئيس حسن الشيخ محمود, كانت الثانية له بعد زيارة السابقة في عام 2012 إلى مدينة منيابوليس وتم الترحيب على المستوى المهاجرين بصورة ملحوظة رغم قيام مظاهرة مناهضة له من قبل جزء من أبناء الجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا الأمريكية, كما أن زيارة ثانية في عام 2013 لرئيس الصومالي كانت إلى ولاية أوهايو الأمريكية, ورغم الترحيب الكبير به من قبل الجالية الصومالية فيها, إلى أنه واجه مظاهرة كبيرة فيها.

والزيارة الثالثة لرئيس الصومالي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا مدينة منيابوليس في 8 أغسطس 2014, حُضر لها بشكل كبير من قبل إدارته منذ فترة طويلة استمرت الشهر الكامل وذلك من بداية شهر يوليو السابق لزيارة, وفي الاتجاه المقابل, فإن معارضي الرئيس في الجاليات الصومالية في الولايات المتحدة, كانوا بدورهم يحضرون لتظاهرات ضد الرئيس مع قدومه إلى كل من مديتني واشنطن ومنيابوليس, ومن ما تم الإعداد له كان إمكانية حشد جزء من الجالية الصومالية في ولاية منيسوتا, ونقلهم في حافلات تقلهم إلى مدينة واشنطن لتظاهر ضد الرئيس أثناء تواجده فيها مابين يومي 4-6 أغسطس, ناهيك عن التظاهر في مدينة منيابوليس عند حضوره إليها, إلى أن خيار التظاهر الأول في مدينة واشنطن تم إلغائه, حيث لعبت دوائر سياسية صومالية في تجاوزه عبر تفكيك الجهات المنظمة لتظاهر والحشد في واشنطن, وبذلك تم كسر خط المواجهة الأول في واشنطن, ومن ثم التفكير في تخطي خط المواجهة الثاني الذي كان متوقعا في منيابوليس.

وأكد المطلعين على برنامج الرئيس الصومالي, أنه كان متوقعا أن يحضر إلى مدينة منيابوليس يوم الخميس 7أغسطس, إلى أن خلل قد تعرض له جدول رحلته قد أدى إلى تأجيل الرحلة إلى يوم الجمعة 8 أغسطس, وتم إسكانه في فندق W Minneapolis في قلب مدينة منيابوليس, ومباشرتا تحرك جزء من الجالية الصومالية المقيمة في ولاية مينيسوتا نحو التظاهر ضد الرئيس مع حلول عصر الجمعة, أمام الفندق الذي حل عليه وهم يحملون لافتات معارضة له وكتبت عليها عبارات عديدة تتهمه بالاستبداد والتعصب القبلي وغير ذلك, وشاركت بعض وسائل الإعلام في تغطيتها بما فيها الأمريكية.

وفي يوم السبت 9 أغسطس أعد أنصار الرئيس من أبناء الجالية الصومالية لقاء جمع الرئيس مع 33 شخصية اجتماعية متحدرة من تجمع قبائل الدارود Daarood, للقائه معهم في الفندق الذي حل عليه, وتطرق الحديث مابين الطرفين إلى مسائل عديدة وذلك في حضور الوفد المرافق لرئيس, ومن ما دار فيه إعطاء الرئيس فكرة عن الأوضاع في الصومال, كما تخلل اللقاء جملة من الاسئلة التي وجهها ممثلي تجمع الدارود إلى رئيسهم, وشمل ذلك مداخلة إحدى القيادات التقليدية والمعروف بجلع Galac والمتحدر من قبيلة المجيرتين Galac, أن هناك شيوخ من قبائل الهويي Hawiye وهم من أمثال أحمد ديريه وعبدالله حاد, والمتواجدين في مدينة مقديشو, يرددون باستمرار تصريحات إعلامية تعمل على نشر الصراعات مابين الشعب الصومالي, فهل بحكم كونك رئيس راضاً عن خطاباتهم التحريضية؟, وأن ذلك يمثل موقفك بحكم أن الرابطة القبلية تجمعهم معك؟ وجاءت إجابة الرئيس أن هؤلاء يمثلون ذاتهم وأنه لا يتبنى مواقفهم, ومستدركا إلى أن أكبر معاناة له وتحدي وعرقلة, يوجهها من قبل أبناء قبيلته الهويي, وأن الداروديين مقارنة بهم, هم أكثر من يعملون معه وتجمعهم بمساحة تفاهم, في حين أن أبناء قبيلته يوجهون له الاتهامات المستمرة بشأن تنازلته الى الداروديين بصفة مستمرة وتمرير سياستهم في الدولة.

واضاف ممثلي الدارود أنهم يستنكرون الإجراء الذي كانت حكومته في شخص رئيس الوزراء الدكتور عبدالولي الشيخ أحمد,ممثل البعثة الدولية في الصومال السيد نيكولاس كي ومممثلي الاتحاد الأوروبي ومنظمة إيغاد الإفريقية, كانوا قد وقعوا عليه في حضوره بالمقر الرئاسي, في 30 يوليو 2014 والقاضي بإنشاء إدارة فيدرالية لمحافطتي جلجذود Galguduud ومذوج Mudug, وتخطي حكومته مقررات مؤتمري جاروي Garoowe 1-2 ومضمون الدستور الفيدرالي الذي ينص على تراضي السكان, وبرر الرئيس موقفه في أن هناك محادثات مابين الحكومة وإدارة أرض البونت Puntland لحلحلة هذه الأزمة بصورة ترضي الأطراف المعنية.

وعبر سياق أخر ذكر الرئيس الصومالي لممثلي التجمع الدارودي, أنه يواجه تحديات كبيرة في البلد وليست له قدرات لبسط برامج الحكومة, وأن دور إدارة قوات الأميصوم الافريقية أكبر من الموقف الذي يمثله, وأنهم يشرفون على كل الخطوات التي يفترض لحكومته القيام بها, وذلك في إشارة منه إلى أن صلاحيته الفعلية محدودة للغاية.وطرح على مواطنيه رغبته في أن يستصحب عشرة ممثلين من الجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا, إلى مقديشو ولكي يطلعوا على أوضاع الصومال ونقل معاناته كرئيس وحكومة فيما بعد إلى المهجر.

وبدوره صرح نائب وزيرة الثروة المعدنية والذي كان من ضمن وفد الرئيس في خطوة لامتصاص سخونة المداخلات التي وجهت لرئيس الصومالي, قائلا:أنتم تتحدثون عن علاقة الحكومة مع المجتمع الدولي, إلى أن أغلب المحادثات التي تتم مابين الحكومة وهؤلاء, تشير إلى عدم اهتمامهم بالصومال, وباسثتناء ملف وحيد وهو الموارد الطبيعية للبلاد, كل ما يسألون بشأنه هو محصور في كيفية التعاون بشأن إستغلال موارد محافظة سناج Sanaag في شمال شرقي الصومال, أما بقية المحافظات فليس هناك أي تركيز عليها."


وفي مساء يوم الجمعة 9 أغسطس تم إعداد مسرح كبير في معهد السياسات والسلام والتابع لجامعة مينيسوتا, حيث خاطب الرئيس مواطنيه في حضور زوجته والوفد المرافق وأعضاء البعثة الدبلوماسية الصومالية في واشنطن والأمم المتحدة,سفير الصومال لدى إيثوبيا والاتحاد الافريقي أحمد عبدالسلام,حاكم ولاية مينيسوتا مارك ديتون,عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الولاية كيت اليسون, وموجها خطابه لعدة الآلاف من الصوماليين حضروا إلى المسرح,, وتحدث الرئيس عن الوضع العام في الصومال ومركزا على الجانب الأمني وإنشاء الإدارات الفيدرالية, كما تطرق إلى مواجهة حركو الشباب الإرهابية وكيفية مواجهتها, إلى أنه تناول ما لم ينال استحسان الصوماليين في مينيسوتا, حينما ذكر قائلا:أن أعضاء حركة الشباب يتواجدون في هنا ومن ثم ينتقلون إلى الصومال, لدى يجب مواجهتهم هنا اولا." وهو ما أعتبر أنه يمثل بمبالغة كبيرة منه ولها أثرها الأمني والاجتماعي البالغ على المهاجرين الصوماليين ومصالحهم.

بينما تجمع عدد كبير من المتظاهرين في خارج المبنى وهم يحملون لفتات معارضة لرئيس, إلى أن الملحوظ أن عددهم لم يكن كبيرا كما كان متوقعا مسبقا وفي ظل وجود حالة الاحتقان الكبير التي كانت قائمة تجاهه, إلى أن مصاحبة شخصيات منها وزير المالية ونائب وزير الثروة المعدنية,وممثل الصومال في الأمم المتحدة وسفيرها في واشنطن عمر عبدالرشيد علي شرماركي, ناهيك عن لقاء ممثلي تجمع قبائل الدارود في اليوم ذاته مع الرئيس, كل ذلك لعب دورا مفصليا في التخفيف المتعمد من التظاهر المعد سابقا, حيث كان هناك اتفاق مباشر وضمني قضى بإخراج اللعبة بهيئه فلنقسم ذاتنا مابين الترحيب بالرئيس والتظاهر الغير كبير ضده! وفعلا تلك التمثيلية هي ما حدث, ولا يغيب عن المشهد أن مبلغ 200,000 دولار أمريكي صرفت على رحلة الرئيس كما أكدت دوائر مطلعة, كما أشار التركيز على زيارة مدينة منيابوليس من قبل الرئيس ووفده المرافق إلى هشاشة برنامجهم والذي لم يضيف شيئا يذكر إلى المهاجرين الصوماليين, سوى جعجعة الاستعراض الملفت لنظر, وهو طبيعة تمارسها الأنظمة الهشة والتي لاتنظر إلى ماهو أعلى من أقدامها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟