الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الوأد

حسين مهنا

2014 / 8 / 31
الادب والفن


لَعْنَةُ الوَأْدِ ..
(الى محمّد بكري فَنّاناً وإنساناً )
نَحْنُ العَرَبَ – بِالِّ التَّعريفِ – وَأَدْنا البِنْتَ قَديماً
خَشْيَةَ إمْلاقٍ أَو سَبْيٍ
وارْتَحْنا من عارٍ يَكْسِرُ هَيبَتَنا
يَجْعَلُنا هَدَفَاً سَهْلاً لِسِهامِ الهَجَّائينْ .
ولَعَنَّا الموؤُودَةَ ثُمَّ دَفَنَّاها
في رَمْلِ الصَّحْراءِ وعُدْنا
لِنُعِدَّ العُدَّةَ كي نَخْرُجَ لِلْغَزْوِ ولا خَوفَ عَلَينا
من فَجْأَةِ غاراتِ الغازينْ .
وقَديمَاً كانَ القَبْرُ بِحَجْمِ الموؤُودَةِ ،
فاتَّسَعَ القَبْرُ اليومَ
وصارَ بِحَجْمِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ ،
المَغْسولِ بِدَمْعِ الباكينْ .
كُنَّا نَئِدُ البِنْتَ/ العَورَةَ في رَمْلِ الصَّحْراءِ
وأمَّا اليَومَ فَصِرْنا أَكْثَرَ عَطْفَاً وحُنُوَّاً
صِرْنا نَئِدُ البِنْتَ /السِّلْعَةَ في جُبَّةِ ذِئْبٍ بَشَرِيٍّ
يَمْشي مِشْيَةَ نَخّاسٍ بَينَ إماءٍ
في سوقِ النَّخَّاسينْ .
لَكَأَنَّ الوَأْدَ تَحَوَّلَ من جُرْحٍ دَمَلَتْهُ الأَيّامُ ،
الى جيناتٍ تَسْري في دَمِنا ..
كُنّا نَئِدُ البِنْتَ فَصِرْنا نَئِدُ التّاريخَ
ونَكْتُبُ تاريخَاً آخَرَ لا يُشْبِهُنا
فَبَكى الجاحِظُ وابْنُ الرُّشْدِ وعَبْدُ الرَّحمنِ أبو زَيْدٍ
ذَرَفُوا الحِبْرَ على وَطَنٍ أَكَلَتْهُ الرِّدَّةُ ،
لَمْ تَحْفَلْ بِنِداءاتِ أبي بَكْرٍ وسُيوفِ صَلاحِ الدّينْ .
يا كُلَّ مَرايا العالَمِ ..
هَلْ تَكْفي مِرْآةٌ واحِدَةٌ كي تَعْكِسَ حالَتَنا ؟!
يا أللَّهْ .......
ما أَقْبَحَنا ... !!
ما أَقْبَحِنا حينَ نَعودُ الى أَصْنامِ جَهالَتِنا
ما أَقبَحَنا حينَ يُطِلُّ عَلينا الفَجْرُ
ولا نَنْهَضُ من رَقْدَتِنا !
فَاحْمِلْ نَعْشَكَ يا صاحِبُ
أَو هَيّئْ أثوابَ سَجينْ
هذانِ خِيارانِ
لِمَنْ يَعْشَقُ هذا الوَطَنَ المَأْسورَ ،
بِجِهْلِ أَبي جَهْلٍ
وَرَهافَةِ حَدَّ السِّكّينْ .


( البقيعة/الجليل 22/6/2014 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف