الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوار البندقية وثوار البناء

طاهر مسلم البكاء

2014 / 8 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قد يؤخذنا العنوان الى مديات واسعة في التفكير لما يحتوي من شمولية وافاق واسعة ،ولكننا نحدد ما نقصد به بالدرجة الأولى :
ان الثوار الذين حملوا البندقية ايام النضال السلبي والمقاومة الباسلة التي ساهمت في اسقاط الدكتاتورية البغيضة ، يتوجب ان يكونوا :
هم ثوار البناء والأعمار والنهوض بالبلد بخطى سريعة واثقة وشجاعة واستمرار الحفاظ على وحدته و سلامة ترابة ، وهم كما كانوا ايام النضال السلبي يتصفون بالشجاعة ووضوح الرؤية ،ونقصد طبعا ًالثوار الحقيقيون الذين واجهوا الديكتاتورية ، فهم اليوم يجب ان يتحلوا بذات الصفات من اقدام ووضوح رؤية في النظر الى مستقبل البلاد متخذين من الأساليب العلمية الحديثة وسائل للوصول الى ذلك الهدف .
المناضل ومتع الدنيا :
على امتداد التاريخ النضالي للأنسانية نجد ان من يخلد في ذاكرة الشعب فيرفعه الى مراتب القمة في التمييز والخلود ويسطر اسمه في سجلات التاريخ مخلدا ً هو من يستمر مناضلا ً ايام النضال السلبي وايام الحكم ،وينظر الى مصالح بلاده قبل مصالحه الشخصية .
ان الفترة النضالية السابقة لاتعفي ابدا ً من المسؤلية المستقبلية لأكمال البناء والحفاظ على الثوابت الوطنية ،كما انها لاتعطيهم اي امتياز للأنشغال بكراسي الحكم ومتع الدنيا ،يتسابقون ، يغترفون من خيرات الشعب المنهوبة بكل ما استطاعوا الى ذلك من سبيل ، اي انهم يتناسون أن الثوارالذين حملوا البندقية في الحرب ،يجب ان يكونوا ثوارفي البناء يتقدمون صف البناة ،وفي المحافظةعلى الأمن و السلم يتقدمون صفوف الجند ، وبأختصار يتوجب لكي يخلدوا بذاكرة الشعب ان يكونوا آخر من يستفيد وان لاتغرهم الدنيا ببريقها وزيفها ،وان لايتحولوا الى تجار عقارات واملاك ومشاريع ومصالح شخصية ، وان يوحدوا صفوفهم ويبرزوا كتلة متماسكة موحدة الرأي فلا ينساقوا في التصارع في مئات الاحزاب التي أحتار الشعب في كثرتها وتصارعها السلبي الذي لايخدم سوى اعداء العراق ،الا يكفي ماحل بالعراق لحد الأن لنحكم ان الطريقة التي تدار بها البلاد عبارة عن ملهاة كبيرة تشمل مساحة العراق ولم تؤدي الى بناء او امان او تحسن الواقع الأجتماعي والمعيشي لعموم الشعب اذ :
- ليس هناك امان في عموم محافظات العراق ،بينما نجد ان المنطقة الخضراء ومحافظات كردستان اكثر امنا ً واستقرارا ً !
- بوجود ثروة النفط التي كانت متصاعدة بسبب زيادة سعر برميل النفط عالميا ً لم نلحظ اي تغيير على الواقع الأقتصادي ومستوى دخل الفرد او عودة قيمة الدينار العراقي الى قيمة مقاربة لما كانت عليه قبل مغامرات النظام الديكتاتوري .
- ازدادت نسب الأمية والفقر في اغلب مناطق العراق الى مستويات مخيفة ،بحيث انها تصل في بعض الحواضر الى 50 % من عدد السكان !
- فوجئ العراقييون ،بعد عشرة سنوات ، ان جيشهم لايمتلك العدة والعدد ويفتقر الى الغطاء الجوي ،وهذا ما برز بشكل مفضوح بعد احتلال مايعرف بعصابات داعش لأغلب مدن العراق المهمة شمال بغداد .
- تصاعد نسب الفساد بشكل غريب وفشل المعالجات الترقيعية والتي اخذت تحتل سلم جديد في نسب الفساد ، ويدخل ضمن هذه النقطة تهريب العملة العراقية الى الخارج .
- لايلوح في الأفق اي برنامج واسع لمعالجة المشاكل والصعوبات التي تواجه البلاد لفشل العملية السياسية بسبب عدم بناءها على اساس وطني ، بل على التناحر الحزبي والطائفي .
- في وقت تحتل فيه مدن العراق ويهجر اهله وتتدخل الدول الخارجية لتقديم العون العسكري ومواجهة خطر عصابات داعش ومن يمولها ويقدم لها الدعم ،فأن ساستنا غير مهتمين للوضع وهم ماضون قدما في المساومة للحصول على المناصب ،وكما فعلوا عندما صوتوا لأمتيازاتهم الشخصية ورواتبهم وتركوا التصويت على الموازنة العامة التي كان البلد بأحوج مايكون لها .
على ساستنا ترك اغراءات السلطة والتقاتل على المناصب وتذكر انهم من قاتل الديكتاتورية من اجل العراق وليس من اجل التمتع بخيرات العراق لهم وحدهم دون الشعب والأتجاه مجتمعين لبناء العراق وخدمة ابناءه والوقوف بوجه التهديدات الجدية التي تتعرض لها البلاد اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا