الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألقاب تضر التاريخ وتدنس الحاضر.. استعمار أم استحمار...

بوشقرة جمال الدين

2014 / 8 / 30
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



جرائم كبرى تلك التي ارتكبها أكابر مجرمي فرنسا في الجزائر، واعترفوا بها، لا يُحصيها إلا جيش عرمرم من العادّين؛ وأما الجرائم التي لم يعترف بها الفرنسيون، ولم يُسجّلوها في تقاريرهم، ولم يصرحوا بها في دواوينهم، ولم يشيروا إليها في مذكّراتهم من يوم تدنيسهم أرضنا واستهجالهم شعبنا في سنة 1830 إلى يوم تطهيرها وتحريرها منهم في عام 1962 فهي فوق طاقة البشر، ولا يُحصيها إلا الذي أحصى كل شيء عددا، سبحانه وتعالى.
طامة كبرى في غشاء جرائم مازالت تلاحق الشعب الجزائري كبارا وصغارارغم أنفهم، هذه الألقاب المشينة بل السيئة المسيئة التي تقشعر لها الأبدان ولايحس بذلك إلا حاملها، ورباط هويته، ينادى بها كل وقت...، أنا واحد من بين هؤلاء فقد عشت أكثر من نصف عمري بلقب مشين حين أنادى به في المدرسة بكل مراحلها، وخاصة حينما يناديني المعلم به كنت أتخفى تحت الطاولة، فأنا مهزلة بين أترابي وأترك بعضا من مصالحي خجلا من أن أنادى بهذا اللقب، لاتتحرجوا منه (ميوث)، ربما من القراء من كان زميلي في الدراسة أو البطالة، ولكن بفضل الله تخلصت منه، وأبدلته باسم أحسن منه سنة 2011 وهو "دجو"، فسعدت به وكنت كمن ولد من جديد . عند ما أتصفح مجلات وجرائد... أقرأ بعضا من هذه الألقاب، والتي مازال أصحابها تلاحقهم، وتلاحق أنسالهم، وهم لايشعرون وكأنه قضاء وقدر، أريد فقط أن أحسس هذه الضمائر النائمة على الألقاب المصيبة والتي خصصة لها لقاءات ملتقيات وطنية من أجل إيقاظ النفوس، وشحذ الهمم للمطالبة بفسخ قانون العار الذي سطره أندجان للجزائريين سنة 1883 ،وبقيت الجزائر المستقلة إلا يومنا هذا تسمي به أبناءها الشرفاء، فمثلا: لدينا أساتذة كرام حتى في الجامعة يحمل لقب جعيد، بوتات ، قط ، دنفر..، وهناك من يحمل حتى ألقاب تنسب لأعضاء الجسم ومنها ما يخدش الحياء وكأنه شيء مقدس لايمكن مساسه، لماذا لا تنهض الأمة بل النخبة من المثقفين منها لمسح هذا العار والمطالبة بالنسب الصحيح للإنسان، كما وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أدعوهم لأبائهم".
هذه الألقاب التي لم يخيّر الجزائريون فيها كانت بقصد من عملاء الإستعمار من أجل التحقير بهم وذلهم. فهل يُعقل أن يكنّ أي بشر بـ قط أو شكارة، خروف..، فأي ألقاب هذه ينادى بها بشر، وقد يكون على قدر من العلم أو المنصب، ولنا أمثلة يدنى لها الجبين لمسؤولين كبار في الدولة كـ بومنجل وبومعزة ، خروف، العتروس ...
أليس ياأستاذ جعيد والأستاذ بوتات ؟ من الأهم بمكان أن ينظم ملتقى وطني يضم رجالات الجزائر ليثير هذا الموضوع الخطير، الذي يمس الشخصية التي كرمها عز وجل بقوله: "ولقد كرمنا بني آدم"، كأن نقول خروف محمد، معاذ الله أو تاتة محمد ، وتعلمون مكمن الاستحمار الذي يدفع لاستدباب الرضى والاعتيادية ، اللّوم كل اللّوم والعار كل العار لدولة مستقلة منذ أكثر من نصف قرن، جعلت من العبث والتلابز أمرا زكيا دون معنى ولم تستطع تخليص أبنائها من جريمة نكراء ألصقها بهم الاستعمار الفرنسي تلاحق شجرة العائلة وكل سبط، فهل يأتي يوم نستفيق لنتخلص من هذا الوباء!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات