الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضات الكورد لتشكيل الحكومة، ومشروع بايدن القديم الجديد

ضياء رحيم محسن

2014 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ الكورد بإستيعاب المثل العربي القائل (أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)، فأخذوا حذرهم في تعاملهم مع رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي، نلاحظ منذ بداية مفاوضات تشكيل الحكومة؛ أنهم بدأوا بسقف مطالب عالية، لجس نبض المكلف؛ فيما إذا كان مثل سلفه السيد المالكي، أي أنه يهب ما لا يملك، وهم يعلمون أنه لا يملك أن يفي بأغلب نقاط ورقتهم التفاوضية.
الحائط الذي إصطدموا به هو أنهم وجدوا أنفسهم يفاوضون شركاءهم الأقوياء في التحالف الوطني، ونعني بهم تحديدا المجلس الأعلى، الذين كانوا على قلتهم في الدورة السابقة؛ لكنهم كانوا أصحاب موقف لا يحيد، الأمر الذي تكسرت على صخرته كثير من محاولات الإطاحة بحكومة السيد المالكي المنتهية ولايتها.
الذي يحسب للمجلس الأعلى في الدورة السابقة، أنه لم يكن مشارك فيها، لكنه مع ذلك كان مدافعا قويا عنها، بوجه من حاول إزاحة السيد المالكي، وهذا ليس ناشئا من كونهم يحبون المالكي أو لا، بقدر ما كانوا يعلمون حق اليقين أن بديل المالكي سيكون إمعة بيد من غيروا سلفه؛ ومن ثم سيكون بمقدورهم تغيير الخلف بصورة أسرع من سلفه.
التحالف الكوردستاني، يبدو اليوم أنهم إقتنعوا بحظهم في هذه الدنيا الفانية، ولم نعد نسمع ما كنا نسمعه قبل مدة، في المطالبة بضمانات مكتوبة، على أن يكون هناك لاعب دولي وإقليمي يضمن تنفيذ هذه الضمانات، والسبب الأرجح هو وجود المجلس الأعلى، الذي يقف خلف المكلف بقوة، وإذا ما عدنا الى خطاب الدكتور العبادي الأخير، نجد أنه إلتزم خطاب المجلس الأعلى بحذافيره، حتى وأنك تسمعه تشعر بأن المتحدث، هو قيادي في المجلس الأعلى، وليس من دولة القانون.
زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الى أربيل والسليمانية، ولقاءه بالسيدين جلال الطالباني ومسعود بارزاني، أعطت زخما قويا بإتجاه المشاركة الفاعلة في الحكومة المقبلة، وعدم التوجس من إخلال السيد العبادي ببرنامجه الحكومي المقبل، والذي نبع من إستمزاج أوراق التحالف الوطني، وإتحاد القوى الوطنية، بالإضافة الى ورقة الكورد أنفسهم.
فكرة إقامة الأقاليم في العراق، ليست بجديدة، فهي فكرة طرحها السيد عبد العزيز الحكيم (طيب الباري ثراه)، وذلك ليدير كل إقليم شؤونه عن طريق الكوادر الموجودة داخل الإقليم، وهو ليس خطأ كله، ففيه من الخير العميم الذي سيصيب جميع العراقيين بدون إستثناء.
إن أصل الفكرة، هو منح المحافظات المنضوية في إتحاد مع محافظتين أو أكثر صلاحيات واسعة، ليس من ضمنها صلاحيات حصرية؛ والتي منها على سبيل المثال لا الحصر تشكيل جيش خاص بالإقليم، وفتح سفارات خارج العراق، فهذه تم حصرها بالمركز.
يعود علينا اليوم، نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ليخبرنا بأن فكرة إقامة 3أقاليم في العراق، هو الحل الأنجع للوضع العراقي المتدهور، خاصة مع حالة عدم الثقة بين الشركاء في الوطن، ومع عدم إدعاءنا المثالية في المشهد العراقي، لكن تطبيق الفيدرالية سيكون فيه خير عميم على العراق والعراقيين، خاصة إذا ما كنا سنشهد إقرار لقانون 21 الخاص بالمحافظات، والذي يمنح صلاحيات واسعة لمجالسها، الأمر الذي نشهد من وراءه، صعودا في بناء المجتمع عمودا وأفقيا.
في حالة عدم نجاح الفكرة بعد فترة من الزمن، فليس فيه خسارة من النوع الثقيل، لأن مسألة الفيدرالية، ستجعل الأخر يشعر بأهمية من إنفصل عنه، وسينتج عنه بعد مرور سنين، عودة عراق موحد قوي، يعرف فيه كل عراقي ما له وما عليه، وهي مسألة نراها حاضرة في كثير من المجتمعات الأوربية، التي إبتليت بما أبتلينا به، من حالة تشرذم والتخندق بالطائفية والمناطقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بايدن يقرر للعراقيين افضل الخيارات
البدراني الموصلي ( 2014 / 8 / 31 - 12:34 )
لعل اسخف ما في المقالة هو تبريرها - الفدرالية ستجعل الاخر يشعر بأهمية من انفصل عنه وسينتج عنه عودة عراق موحد قوي !! انا امزق قميصي الى اجزاء , ثم اعود اخيطه ليكون اقوى من السابق , الا تجدون في قولي هذا سخافة بل حماقة , وهل هذا هو شعور الاخوة الكرد الذين يتمتعون بالاقليم منذ اكثر من عشرين عاما ,وهل يشعرون بأهمية من انفصلوا عنه ؟؟ بينما هم ماضون الى الاستقلال باعتبارهم شعبا له ارادته المستقلة , وما هي تلك المجتمعات الاوربية التي تشرذمت بالطائفية والمناطقية , وكان بايدن واسياد بايدن - الصهاينة -اطباءا لأمراضها وعالجوها مثلما يريد ان يعالج به عللنا وامراضنا ؟؟
المشكلة ان هذا هو العمود الفقري للأيديولوجية الاسلامية( وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) لماذا لم يخلقنا شعبا واحدا وقبيلة واحدة لنرتبط بوشيجة اقوى من التعارف وهي صلة الرحم والقربى ؟
وهل كان العراق في ايام ( طيب الله ثراه ) مثلما عليه الان من تعقيد وتشابك في كل مناحي المجتمع والسياسة ؟
الم يرفض الجميع مشروع بايدن لتقسيم العراق ؟؟
اتمنى الا يكون منبع هذه الدعوى البائسة جزءا من منهج المجلس الاعلى ليعبر عنها كاتب المقال .

اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟