الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين -الفيدرالية- و-ماريا-

ثائر زكي الزعزوع

2005 / 8 / 14
حقوق الانسان


ثائر زكي الزعزوع
1- الخميس عصراً:
لم أفكر يوما في الشكل الذي ستكون عليه الأمور إذا تم تقسيم البلاد العراقية إلى دويلات، لكني وحسب علمي المتواضع لا أظن الفيدرالية فكرة جنونية، أو غير مقبولة... بل أظن، وبعض الظن إثم، أن الفيدرالية خيار مرحلي متطور للشعوب التي ترغب في النهوض، والتخلص من المركزية، لكن وأنا أرى دعوة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق لتطبيق الفيدرالية أحسست بشيء من الانقباض، أدركت فيما بعد سببه...
دعوة الحكيم جاءت في احتفال تأبيني قرب مقام ديني، تميز المحتشدون في ذلك المكان بأنهم جميعا من شيعة العراق، وهذا ليس غريباً لكن الغريب أن تتم المطالبة بالفيدرالية الشيعية أي على أساس مذهبي طائفي، ما يفقد فكرة الفيدرالية طابعها الحضاري، فلو أن الفيدراليين في الولايات المتحدة الأميركية، وهي المثال الأوضح على قيام الفيدرالية في العالم وعلى نجاحها أيضا فكروا كما يفكر القادة الدينيون لما نجحت أفكارهم الفذة، فهم في فيدراليتهم لم يجعلوا الولايات مقسمة على أساسات مذهبية، ولا عرقية... فلا ولايات خاصة بالسود، ولا ولايات خاصة بالأرذوكس، في الولايات المتحدة هناك الكاثوليك مع الأرذوكس مع اليهود مع المسلمين كلهم يشكلون الولايات الفيدرالية....
أما دعوة "السيد الحكيم" فقد أشارت بشكل واضح إلى استغلال ظرف تاريخي قد لا يتكرر مرة أخرى، لأن سكان هذه المناطق تعرضوا لظلم ليس كمثله ظلم على يد النظام السابق، والتساؤل الذي أود طرحه ولا أنتظر إجابة عليه/ طالما أنهم تعرضوا لظلم على يد النظام السابق الذي تم خلعه وفضحه والتشهير به بعد إزالته فلماذا وقد زال الاستبداد يريد الحكيم "الانفصال"؟/

2- الخميس مساء:
على الصفحة الرئيسة لموقع إيلاف الالكتروني صورة للمغنية "ماريا" وهي تتلوى راقصة، والعنوان الذي يعلو الصورة هو جنون ماريا تضغط على الخبر لتقرأ باقي التفاصيل لتطالع مجموعة من الصور لتلك الفتاة التي ظهرت في إحداها "كليباتها" تستحم بالحليب والشوكولا لتصير "آيس كريم" الصور تحكي وبتفصيل احتفال "ماريا" بعيد ميلادها في أحد المرابع الليلية في لبنان، وهذا حق مشروع لها لكن الذي لا يطاق في تلك الصور الاحتفالية أن السيدة أو الآنسة "ماريا" خلعت من قدميها حذاءها، واعتلت بمهارة قالب الحلوى لترقص وتغني عليه مستعرضة ساقيها، وفخذيها بطريقة تثير الاشمئزاز، وعشرات الحاضرين من أصدقائها وعشاقها يقهقهون ضاحكين لتلك الحركة "الرائعة" التي قامت بها "محبوبتهم" دون أن يجرؤ واحد منهم على الاستغراب، في نهاية الصور المتسلسلة يصعد واحد من المتحلقين حول "ماريا" ليقف معها على قالب الحلوى ولكن دون أن يخلع حذاءه، ويرقصان يرقصان.... وهنا تنقطع الصور.
والسؤال الذي أود طرحه ولا أنتظر إجابة عليه: هل أكلوا من قالب الحلوى بعد هذا الاحتفال؟ أظن بأنهم أكلوا فقد رقصت عليه "ماريا".
منظمات حقوق الإنسان في العالم كله تستهجن أي سلوك يسيء للإنسان، فهل ستصدر منظمات حقوق الإنسان بيانات تستنكر فيها تصرف "ماريا" على اعتبار أن تصرفها لا يسيء للإنسان فقط بل يسيء إلى فكرة الإنسانية بشكل عام؟.
هكذا مر الخميس ثقيلاً...
حدثان ثقيلان.... صور و شعارات....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل