الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرقة السمفونية العراقية تنتصر للعراق والعراقيين

طه رشيد

2014 / 8 / 31
الادب والفن


احيت الفرقة السمفونية العراقية حفلا موسيقيا رائعا بقيادة " المايسترو" كريم كنعان وصفي، ليلة السبت الماضية 30/8/2014على خشبة المسرح الوطني في بغداد، التي غصت بالحاضرين ، حيث لم تكفي كراسيها الالف للجميع ، فافترش البعض المدرجات او بقى واقفا بجانب الابواب يستمع للفرقة، وقد نالت اعجاب الحاضرين الذين صفقوا لها طويلا وهي تختم حفلتها بالسمفونية الخامسة لبيتهوفن . كانت الحفلة التي ابتدأت بعزف النشيد الوطني بتوزيع هارموني جميل اقرب للحلم منه للحقيقة . اي جمال هذا؟ لقد اوقظ فينا كريم وفرقته روح التحدي وجعلنا نصغي صاغرين وقوفا مدافعين عن الوطن بالموسيقى ضد القوى الظلامية التي تريد ان تنال من الوطن ومن كرامته ووحدته .. لقد كان الوطن بالامس في المسرح الوطني وبفضل معزوفات الفرقة السمفونية موحدا متآخيا ترك كل منا طائفته وعرقه ودينه وعشيرته في البيت ، ( كما تقول المسرحية الاحتجاجية " نون" لمخرجها المبدع كاظم النصار) وجاء ليستمع لهذا الجمع الجميل من العازفات والعازفين بروح تسودها المحبة والتسامي. لقد كان الوطن بيت الجميع والموسيقى لغة الجميع.
لم تكن الصالة مبردة بالشكل المطلوب، ولكن الحر لم يكن كارثيا، رغم ان بعض الشعوب استمعت لفرقها السمفونية اكثر سوءا. فالبرلينيون كانوا يستمعون لفرقة المانيا السمفونية ايام الحرب العالمية الثانية وهم يرزخون تحت القصف الحلفاء. او خذ مثلا آخر: السفينة الشهيرة " تيتانيك" بدأت تغرق رويد رويدا ومع هذا فان فرقتها الموسيقية استمرت بالعزف حتى اللحظة الاخيرة.
لقد بذلت ادارة دائرة المسرح الوطني الجديدة منذ استلامها لهذه الإدارة جهودا كبيرة من اجل حل معضلة تزويد المسرح الوطني بالكهرباء مثل اي مشفى ! كإن يكون زايد بن سلطان او النعمان .. في المستشفيات يعالجون المرضى سريريا او جراحيا . ونحن هنا في المسرح الوطني نعالج المواطن سواء كان مريضا او سليما بالموسيقى والمسرح واللوحة والرقص والفن عموما نعالجه بالجمال، واثبتت الشعوب المتقدمة بانه علاج اهم من تدخل الطبيب الجراحي .
مراجل التبريد في المسرح الوطني تحتاج كهرباء " وطنية" لاكثر من عشر ساعات متواصلة كي تقوم تلك الاجهزة بعملها بشكل صحيح . وعلى مستوى هذه الحفلة الاخيرة اتصلت الادارة ، وعلى مستوى رفيع، بالمسؤولين لتوفير الكهرباء بشكل متواصل ولمدة يومين ، وفعلا اوفت كهرباء الرصافة بالتزامها منذ يوم الجمعة الا ان عطل " المغذي " الخاص بالمسرح الوطني ظهيرة يوم السبت افسد المحاولة بتبريد المسرح . ومع هذا لم يكن الوضع كارثيا بل كان مقبولا الى حد ما، واستطاعت الفرقة السمفونية مشكورة هي ومسؤوليها و"مايسرتوها" الفنان كريم كنعان وصفي ان يبردون قلوبنا بمعزوفاتهم .
كلمة قبل الخاتمة اوجهها لاعلى مسؤول في الدولة لانبهه بان "المسرح الوطني " يعتبر اهم صرح فني ومعماري في البلد، فهو اقدم من البرلمان واعرق من مجلس الوزراء ! وهو دار من دخلها ابتعد عن عقده الشخصية خطوة واقترب للوطن خطوات، فلا تبخلوا عليه "بالوطنية" بشكل يومي ومتواصل ما دام هو صرحا وطنيا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت


.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع




.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف


.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس




.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام