الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظافر والنجيفي يبتزان سليم الجبوري في مسجد مصعب بن عمير!!

محمد ضياء عيسى العقابي

2014 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لم يذهب لا ظافر العاني ولا أسامة النجيفي ولا سليم الجبوري إلى مسجد مصعب بن عمير في محافظة ديالى قرب جبال حمرين. ولكنهم تناطحوا هناك.
القضية وما فيها هي أن العناصر الطغموية* التي بقيت على طغمويتها قد تلقت لطمة بوسع الكف وركلة بوسع القدم فتضائل عددها عما كان عليه قبل ظهور داعش في الفلوجة وديالى وصلاح الدين والموصل؛ إذ إنسلخت عنهم أغلبية الجماهير السنية وكذلك إنسلخ معظم القياديين والنواب وشكلوا مجموعة كبيرة هزَّتها المخاوف على وحدة العراق وديمقراطيته الوليدة وأصبحوا أكثر وعياً لخطورة المشاريع الصهيونية الإمبريالية على العراق علاوة على الإتهامات المتواترة من عدة جهات وشخصيات تتهم النجيفيين أسامة وأخاه أثيل والبرزاني بالتورط في إستيلاء داعش على الموصل ضمن مشروع أوسع وأخطر تمت الحيلولة، من قبل المرجعية والمالكي والجماهير، دون إدراك هدفه الحقيقي وهو إحداث تغيير ديموغرافي واسع في العراق لجعل الشيعة أقلية وإنتزاع النفط من بين أيديهم.
الطغمويون المتبقون يمثلهم أسامة النجيفي وظافر العاني وأحمد المساري وهؤلاء ركبهم التعصب الأعمى لدرجة أنهم يفضلون حكم الصهاينة على رئيس وزراء شيعي حتى ولو وصل عبر صناديق الإقتراع.
تعصبهم الأعمى ضيَّقَ عقولهم وراحوا يحسبون حسابات بائسة وفق المنطق التالي:
داعش تهدد بغداد وربما كربلاء والنجف. الحكومة العراقية بحاجة إلى طائرات ومساعدات لوجستية أمريكية. أمريكا تمتنع عن المساعدة إلا إذا تشكلت حكومة عراقية جامعة. إذاً، إذا عرقلنا تشكيل الحكومة ستبقى أمريكا غير راغبة في تقديم الطيارات والمعدات التي إشترتها الحكومة. هنا سيرضخ التحالف الوطني لمطالبنا مهما علا سقفها خوفاً من داعش التي هددت بأنها ستحتل "كربلاء والنجف لتقضي على عبدة البشر والحجر". وإذا ما سلك التحالف الوطني سلوكاً آخر وحاول مساومة الأمريكيين عن طريق منحهم تنازلات فيما يخص النفط والقواعد العسكرية وفدرلة العراق (وهي أهدافهم الحقيقية)، عندئذ يكون التحالف الوطني قد وقع في فخنا إذ سندق له الطبول كعميل للإمبريالية حتى إسقاطه بمساعدة الأمريكيين وداعش لأن أمريكا لا تثق بحكومة تستند إلى أغلبية شعبية فهي تثق بنا ولا تثق بهم أي تفعل أمريكا ما فعله البريطانيون عند تشكيل الدولة العراقية الحديثة.
بتقديري، واصلَ هؤلاء الطغمويون الحساب وتقدير الموقف على هذا النمط من التفكير وقالوا:
لكننا نحتاج إلى وحدة الصف لأن أوباما يلح على مسألتي الحكومة الشاملة وتهميش السنة حتى بلغ به الحرص في مؤتمره الصحفي يوم 28/8/2014 إلى القول بالحرف الواحد: "السنة غير ممَثَلين". ووحدة الصف تقتضي حملَ سليم الجبوري وجماعته على الإصطفاف معنا ولو بالإبتزاز فهو مبرَّر في هذه الحالة لأنه يخدم "المصلحة العليا".
إنتهى التصور الطغموي.
إذاً، أصبح ابتزاز الدكتور سليم الجبوري وكتلته ضرورياً. فما السبيل إلى ذلك؟ ....
وهل هناك أبسط وأنجع من اللعب على عواطف الناس ودغدغة مشاعرهم الطائفية بإفتعال مجزرة مسجد مصعب بن عمير؟
لا أريد أن أخوض في تفاصيل هذه المجزرة البشعة التي تابعتُ تفاصيلها على مدى عدة أيام عبر التغطية الواسعة التي قامت بها فضائية (الحرة – عراق) وهي فضائية لا يمكن إتهامها بالإنحياز نحو الحكومة.
خلاصة الموضوع هو أن المجزرة هي نتيجة فعل كيدي ورد فعل وهي عمل إنفرادي رغم إتهام عدة أشخاص به لكنه يبقى عملاً غير ممنهج أي على عكس جرائم التفخيخ والإنتحاريين والقذائف والعبوات الناسفة والكواتم والغدر التي لم تنقطع منذ عام 2003 والتي أودت بحياة مائة ألف شهيد تقريباً وجرح نصف مليون مواطن.
طبل وزمر ظافر العاني وزمرته لإبتزاز مؤيدي الدكتور الجبوري ووضعهم أمام أحد خيارين حسب تقديراته هو: فأما الإنجرار وراءه (أي وراء الطغمويين) وأما مواجهة غضب الجماهير المؤيدة لهم وسحب البساط من تحت أقدامهم وعزلهم.
نسي المتبقون من الطغمويين أربع أمور:
- أن التحالف الوطني يستمد قوته من الجماهير العراقية ولا يستمدها من أمريكا أو غير أمريكا.
- إن أمريكا ما عادت هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم ولا تحتكر السلاح المتطور بمفردها فقد نهض الدب الروسي ومعه دول البريكس وإيران، وهو المعروف بسلاسة علاقاته مع الشعوب.
- بتقديري، إن الجماهير السنية العربية في العراق أحرص على الوحدة العراقية بما لا يتخيله ظافر وأسامة والمساري ومن لف لفهم.
- وإذا تبين أن الإنشقاق المفترض بين الطغمويين هو وهم وسوء تقدير فستتعالى عندئذ الدعوة لتجزئة العراق على أساس أنها قادمة لا محال وهي المآل الأخير لفيدرالية السادة جو بايدن وأسامة النجيفي ومسعود البرزاني ، فمن الأسلم إختزال الطريق وخير "البر" عاجله وعلى العراق السلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو