الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجرف الصامت الغير صامت

كور متيوك انيار

2014 / 9 / 1
السياسة والعلاقات الدولية



مايقارب الشهرين هو زمن الحرب بين اسرائيل وحماس ، تخللتها مفاوضات في مصر ، ولقد كانت مفاوضات صعبة حيث يحاول الاطراف فرض شروطهم على الاخر كما إن الطرفين توصلا الى اتفاقيات هدنة مؤقتة عدة مرات لكن تم خرقها من قبل الجانبين ، ما يميز الحرب الحالية هو الاصرار الحماسي الكبير على رفض كافة مقترحات التوصل لوقف اطلاق النار بين الجانبين دون إن يكون هنالك مبرر مقنع لذلك ، فالمقترحات المصرية التي عرضت على الجانبين شبيهة بتلك التي تم التوصل اليه اثناء فترة حكم الرئيس السابق المعزول محمد مرسي إلا إن حماس كانت مهتمة بتصفية حساباتها مع مصر اكثر من عدوها اسرائيل فجل ما كان يهم حماس هو احراج مصر واظهارها كانها تقف بجانب اسرائيل وليس الفلسطينين وهذا بالتاكيد ابتزاز سخيف حاول حماس تحويلها الى واقع إلا إن العزلة الدولية التي تعاني منها منعها من تحقيق ذلك فدول كثيرة غير راضية بها بعد إن جعلت نفسها العوبة في ايدي الامراء القطريين وطموحات اردوغان الغير محدودة ، هذه المرة لم يستطيع حماس الحصول على الدعم الايراني وحتى الدبلوماسي فقط والدور الايراني مهم جداً إلا إن حماس بتحويل مجراها من سوريا الى قطر تكون قد كسبت الاخير لكن مقابل ذلك خسرت حلفاء مهمين من سوريا التي لها حدود مع اسرائيل ودورها اكثر تاثيراً من دور قطر ربما قضاياها الداخلية واستفحالها ستجعلها لعبها لاي دور خارجي اقل من المتوقع وكذلك ايران لا يمكن إن تدعم حماس بينما تقف حماس مع قطر ففي المقام الاول لها مشاكل مع دول الخليج عامة وثانياً قطر من اكثر اعداء سوريا التي تقف ايران معها بقوة حتى لاتنهار والحليف الاكثر اهمية والذي فقدها حماس هو دعم حزب الله في لبنان ، إضافة الى مصر والسعودية وباقي دول الخليج والقائمة تطول ، بعد إن ظهر خطر داعش على المنطقة فالرهان على إسقاط الاسد اصبحت ورقة خطرة على دول المنطقة ولا تستطيع الاستمرار في ذلك الدرب وستدرك حماس إنها وضعت رهانها في المكان الخطأ .
استمرت الحرب خمسين يوماً ومايفوق الاثنين الف فلسطيني قتلوا وعشرات الالاف جرحوا ومثيلها او يفوق من المنازل والمنشات والمؤسسات دمرت بشكل جزئي او كامل إلا إن حماس ظلت ترفض التهدئة لكن الاتفاق التي تم التوصل اليه يوم الثلاثاء 27 اغسطس في القاهرة لم تضيف الجديد وإنما هي تهدئة طويلة الاجال على إن يعود الاطراف للتفاوض بعد شهر حول القضايا الشائكة مثل المطار والميناء ولابد إن حماس تدرك جيداً إن اسرائيل لن تقبل بإقامة مطار في غزة او حتى الموافقة على الميناء في ظل ادارتها للقطاع ، اما السماح بمرور البضائع في المعابر الاسرائيلية الى قطاع غزة فهي ليست جديداً .
لقد نزل المواطنين في قطاع غزة للاحتفال عندما سمعوا بالتوصل الى اتفاق لوقف الحرب ليس لانتصار حماس لكن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة يستحق الاحتفال فلقد عاش ايام طوال تحت وابل من نيران الطائرات الاسرائيلية وقاصفاتها ولقد دمرت بيوتهم وفقدوا اخوة لهم فكان لابد لهم إن يحتفلوا على الاقل لن يفقدوا اخوة اخرين خلال ايام معدودة ايضاً ، على الرغم من معاناة الشعب في غزة إلا إن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني حققا عدة اهداف من هذا الحرب فاسرائيل كما ظلت تفعل منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في العام 2007م فلقد استطاع تدمير كلما قامت به حماس في الفترات الماضية من بنية تحتية مدنية وعسكرية وهذا سيشغل حماس في الفترات القادمة لاعادة تنظيم وترتيب نفسها وهذا سيدربك حساباتها الاستراتيجية بكل تاكيد ، كما إن اسرائيل ستحاول دراسة ما خلصت اليه من هذه الحرب لتطوير قدراتها العسكرية والامنية في الفترات القادمة .
اما على جانب حماس فهي عانت في الفترات السابقة من مصاعب جمة في ادارة قطاع غزة ومنها الحصار المحكم من قبل اسرائيل ومصر والتي انعكست على حياة المواطنين وجعلتها غير قادرة على توفير مياه الشرب والكهرباء والغاز وادارة الصرف الصحي ، وفشلت في توفير المواد الضرورية من مواد بناء والتي تدخل من خلال المعابر الاسرائيلية وتوقفت العديد من المنشات والاعمال التجارية والتي انعكست على الاقتصاد في غزة وزادت من معاناة المواطنين والعطالة وسط الشباب ، بهذا الاتفاق سيقل الحصار على حماس لفترة ربما وجيزة قبل إن يعود التوتر بين الجانبين وبذلك سيسمح لها بادارة غزة لسنة او يزيد في حال لم ينجح المصالحة الفلسطينية الفلسطينية إلى إن إدارة قطاع غزة يرهق ويمتص قدرات حماس ، إن بقاء قطاع غزة تحت ادارة حماس في مصلحة اسرائيل فهذا يعمق الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وبالتالي يجعل التنسيق بين الجانبين ضعيفاً .
ظل اسرائيل تكرر دوماً إنها لن تتوقف عن قصف غزة قبل تدمير القدرات العسكرية الحماسية وايقاف اطلاق الصواريخ الى المدن الاسرائيلية ولم تستطيع فعل ذلك ، حماس احتفلت بالانتصار لكن صواريخها كانت طائشة ولم تستطيع إصابة هدف حقيقي الا إن الحرب زادت من معاناة المواطن في غزة وتقلل من الدعم العربي الى القضية الفلسطينية بسبب مراهنة حماس على الخلافات العربية العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30