الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشبيط...الشوك الدامى - الفصل السادس عشر

أنور مكسيموس

2014 / 9 / 2
الادب والفن


الفصل 16
قام حجاج بتنفيذ تعليمات سيده أمه. فكان يقتص من عمله بعض الوقت, فيقوم ويرتدى قميصه وبنطلونه, ويذهب متسللا, الى غرفة الغلال (الشونة), ويجلس بعض الوقت يدخن سيجارة, حتى اذا ما رأته سوسن استشعرت أنه رجل, ورجل صعيدى بحق... فتنبهر به, كما أوصته أمه, وكما أوصته أيضا أن يطفئ السيجارة عندما تراه سوسن, ويقوم احتراما لها, ويظهر الخجل والادب الشديد, حتى يلفت نظرها اليه, وغير ذلك كثير ...
انها تسرتجع – أى سيدة - من صباها, انبهارها بهؤلاء الصبية الصغار, والذين عندما يرونها هى ورفقائها ينظرن نحوهم – أى نحو الصبية - والسجائر فى أيديهم, يتباهون بها أما الفتيات.
ويزدادون غرورا وغلوا عندما تشهق احدى الفتيات, انبهارا وتعجبا من هؤلاء الرجال الصغار, وكن يخشين عليهم أن يراهم أحد الكبار فيشون بهم عند أهلهم, وبرغم أنهن كن يهددونهم بابلاغ أهلهم الا أنهن لم يفعلن ذلك قط, وأصبح ذلك سرا بينهم فى مجتمعهم الصغير!...
كان حجاج يجلس ما شاء له الجلوس فى غرفة الغلال, ثم ينهض منسحبا فى هدوء حتى لا يراه أحد, ليجلس أمام الزريبة, حتى يأتى بلال ويدخنا معا....
............
بينما هو جالس ذات يوم, سمع صوت سوسن وهى تجرى وتلعب وتغنى, وهى لاتفهم ما تغنيه ولكنه اعجاب أمها بأسمهان...
أخذتها أقدامها وهى تتجول وتجرى أمام غرفة الغلال, وبالفضول اقتربت ونظرت الى داخل فرأت حجاج يدخن, فقام مطأطئ الرأس, وألقى السيجارة وداس عليها بحذائه.
كانت الفتاه تعلم أن الجميع يخاف غضبها, ويدللونها قدر استطاعتهم, لكنها لم تواجه هذا الموقف الغريب من قبل!...
صبى يدخن السجائر مثل الكبار ويقف أمامها خجلا, ويطفئ سيجارته, شئ أثار اهتمامها!..فبادرته متسائلة: هل تدخن وانت لا زلت صغيرا؟.
- أنا لست صغيرا يا ست سوسن, أنا رجل!. هكذا نطق كما علمته أمه, وكما تخيلت كيف تدور الأحداث.
وضعت يدها على فمها وضحكت بصوت خفيض دون أن يراها أو يسمعها, وقد أحس الخجل وهو يحس أنها تتفحصه, وبدأ يتلعثم, فأشفقت عليه, وطيبت من خاطره وهى تقول له:
أنا أسفة - بالعريبة والانجليزية – أنا لم أقصد مضايقتك, أنا لن أقول لاحد...
بدأ يستعيد رباطة جأشه قليلا ولكنه!...
ولكنه بصدق بدا ذليلا منكسرا أمامها – فمثل هؤلاء الناس عندما يختلون الى انفسهم فانهم دائما ما يعيشون أدوارهم التى فى خيالهم بصدق وقناعة كبيرة. يتحدثون عن فقرهم, ولكن يضيفون عزة النفس أيضا...يتحدثون أن مثلهم يشقى ليساهم فى نفقات أسرهم, ولكن بشرف وأمانة. وينسون فورا ما فعلوه منذ لحظات قليلة, وحجاج هذا الصبى الصغير, أصابه ما أصاب أهل قريته من تفاخر بالفقر وعزة النفس والشرف ,....,...
نسى أن أبيه كان يسرق كل ما تطاله يده, ويدفع به الى خارج الفيلا حيث كان ينتظره حجاج, أو يضع الطيرأو الطيور التى ذبحها والقاها فى قفة الروث, ويحملها نيابة عن أبيه حتى لا يشك فيه أحد...
لم يكن يمثل, فى هذا الموقف, لكن هؤلاء القوم, فى موقف الضعف مستضعفين, حتى بعد أن ينتهى موقف مثل هذا,
فهم يصدقون ما قالوه, ويسيرون به أياما وشهورا, وربما سنينا...انهم يعيشون أدوارا من الشرف والصدق والأمانة, وينسون فى خضم ذلك, كل ما فعلوه عكس هذا!؟...لكنهم! يعودون يعيشون حياتهم كما هى, بمجرد أن يزول المؤثر...
أحست الفتاه بالشفقة على ذلك الصبى, فطلبت منه الجلوس, فجلس على الدكة الخشبية الصغيرة - وهو مطأطأ برأسه لاسف,- ولم يكن شئ آخر غيرها.
- انت اسمك حج...حاجى شئ مثل ذلك, وضحكت وهى تضع يدها على فمها, ثم تشممت رائحة الروث, فغطت أنفها أيضا.
استدرك حجاج أنه يجلس وسوسن تقف, فقام يجلس على أحد الأجولة القريبة ليترك لها الدكة, لكنها رفضت. قال لها مؤكدا أن الدكة نظيفة, وملابسه أيضا نظيفة...
طلبت منه الجلوس على الدكة, فقام وجلس, وهو يكرر ويؤكد لها نظافة الدكة وملابسه, فأقتربت وجلست. وما أن جلست حتى عبئ أنفها برائحة الروث, ولم تفلح يدها فى ابعاد الرائحة عنها, وهى فى اضطراب شديد, ان تبتعد وتجرح أحساسه, أو أن تبقى وهى تكاد تتقيأ؟!...
فى تلك الأثناء, كانت السيدة فريدة, قد استغيبت سوسن, فخرجت تبحث عنها بنفسها, وقد أرادت أن تفاجئها كعادتها, فتضحك سوسن كثيرا كلما فاجئتها....
فانسلت فى مرح, تبحث عنها, وفجأة أحست بشئ ما فى غرفة الغلال, وهى لا زالت على قصدها من المرح مع وحيدتها ودنيتها سوسن.
نظرت من شق شباك صغير, فرأتها جالسة على الدكة مع صبى الزرايب, وقد اقترب منها أكثر من اللازم, وخشيت أن تدخل, أو تنادى عليها, فتخيفها وهى على حالة الارتباك هذه, التى رأتها عليها؟...وفجأة!...رأت الولد يقترب أكثر ثم يقبلها.
اتسعت عيناها على قدر اتساعهما, والغضب والخوف على ابنتها قد وصل مداه, فهداها تفكيرها, الى الابتعاد قدر الامكان ثم تنادى عليها من بعيد, كأنها لم ترى شيئا!...
نادت عليها مرة تلو الأخرى, حتى خرجت احدى الخادمات, تعرض المساعدة, فنهرتها بشدة وعصبية أن تدخل, وتذهب الى المطبخ. هرولت الخادمة مسرعة الى المطبخ, وهو أبعد مكان داخل الفيلا دون أن تنبث بحرف.
أخير سمعت الفتاه نداء أمها, وهى بين القئ والصدمة, وذهبت اليها, فأخذتها أمها فى حضنها, تهدئ من روعها, وهى تكاد تبكى لابنتها, وقد اشتمت منها رائحة الروث, وتمالكت نفسها حتى لا تشعر الفتاه بشئ.
ثم حاولت أن تضاحكها, لتنسيها ما حدث لها, وقالت لها: كنت على وشك أن أخيفك, وأضحك عليك, هيا الى الحمام, فيبدو أنك خضت فى قاذورات, هيا...
ودفعتها دفعا الى داخل الفيلا ثم الحمام فورا, وهى تغتصب الابتسامات, وما أن غابت عنها فى الحمام حتى استغرقت فى تفكير عميق للحظات. لكنها! ولخوفها على ابنتها, كانت تتابعها وهى فى الحمام, حتى خرجت, وقد تحسنت قليلا. فأخذت تضاحكها وتلاطفها, حتى استعادت بعض سكينتها وهدوئها. لكنها تعرف أن ذلك لن يكون يسيرا عليها, فقررت أن تأخذها فى المساء فى نزهة, وتبيت فى حضنها, من الآن وصاعدا.
لكن المشكلة الكبرى كيف تنقل الخبر لعبد الرحمن بك؟. انها تعلم غضبه وثورته الهائلة فى أشياء صغيرة, فما بالك فيما يخص وحيدته سوسن؟!....
انسل حجاج خارج الغرفة, وقد سره أن فريدة هانم لم تراه – هكذا ظن – وسره أيضا أنه ربط سوسن للزواج منه, كما اوحت له أمه بذلك. هكذا ظن أيضا؟....ولولا أمها قد حضرت ربما قبلها مرة ومرات...والفتاه لم تعهد تلك المواقف, وليس لها أدنى دربة أو دراية...أوماذا يحدث, مثل فتيات الصعيد اللاتى يندسسن بين النسوة, صغارا وكبارا يستمعن لهن, وهن يتحدثن عن كل شؤنهن الداخلية.
عاد ليجلس أمام زريبة البهائم فى انتظار بلال, مسرورا, ويفكر كيف سينشرح قلب أمه عندما تسمع تلك الأخبار.
...................................
لم تنم فريدة هانم ليلتها. وبمجرد أن أحست أن عبد الرحمن بك قد استغرق فى نومه, انسلت من جواره, وذهبت الى غرفة سوسن, حيث وجدتها بين النوم واليقظة, والخادمة على السرير الآخر فى نوم عميق....
أخذتها فى حضنها وهى تغالب النعاس فى حالة من التيه. ربتت على رأسها وظهرها وهى تحتضنها فى رقة وحنان, وتداعبها وتحاول أن تجد مدخلا لتبرير سلوكها وحرصها أن تنام دون قلق أو اضطراب...
فتحت الخادمة عينيها, ورأت السيدة فريدة, فانتفضت واقفة, وهى تتسائل:
- عفوا سيدتى!... هل حدث شئ ؟!...
- لا لم يحدث شئ...وجدت أننى لم أستطيع النوم, وأيضا وحشتنى هذه العصفورة, فقررت أن آتى, وأذهب النوم من عينيها!....
اطمأنت الخادمة أنها لم تقصر فى شئ, وشجعتها لهجة السيدة فريدة الودودة, أن تكون طرفا فى تسلية واضحاك سوسن, فترة طويلة حتى ساعة متأخرة جدا من الليل حتى غلب النعاس الفتاه, ونامت فى هدوء فانسلت من جوارها, عائدة الى مكانها بجوار عبد الرحمن بك, الذى أحس بها. لكنها لم تنم وظلت تفكر, حتى غالبها النعاس عند بدأ اليوم الجديد, فغفت لبرهة لترى هذا الحلم الغريب...
رأت نفسها واقفة فى فناء الفيلا بلا حراك, وطيور سوداء كثيرة جدا, صغيرة وكبيرة, بعضها كاملة, وبعضها مقطوع الرأس أو الجناح أو الأجنحة أو الرجل أو الأرجل. والغريب الذى أدهشها هو كيف أن هذه الطيور وهى مقطوعة الرأس, أو الأجنحة تطير, وكيف وهى مقطوعة الأرجل تسير بسرعة وتتقافز...وأمامهم حمامة بيضاء دامية, ينقضون عليها وينهشونها حتى هذه الطيور المقطوعة الرأس, تنهشها أيضا!؟...كيف؟!...وليس لها منقار أو فم؟!...
لماذا لا تطير تلك الحمامة وتهرب منهم؟!...لماذا لم تتقدم هى - أى فريدة هانم - وتحميها أو تأخذها من أمامهم؟!...
كانت تقف مشدوهة ومذهولة, عاجزة لا تستطيع فعل شئ, ورائحة قذرة نتنة, تملأ أرجاء المكان...
أحس بها عبد الرحمن بك وهى تتحرك فى نومها, كأنها مقيدة, وصوت خافت مكتوم, فأيقظها...
انتفضت جالسة, والرائحة النتنة, لا زالت فى أنفها, فمالت نحو الأرض تريد التقيأ, لكنها لم تخرج شئ من جوفها...
ظن عبد الرحمن بك, أن ما بها بسبب القئ الذى ألم بها. فسألها أن يوقظ الخادمة كى تغلى لها شئ تشربه, أو يطلب لها الطبيب, وهو يؤكد لها أنه لو طلبه فى أى وقت لن يتأخر.
أكدت له أنها بخير, وألا يقلق, وسوف تتعافى. هو يلح عليها وهى تلح عليه, ألا يقلق ولو أحست أنها محتاجة لأى شئ سوف تبلغه فورا.
استجاب لها وقام ليتحضر للذهاب لعمله, وقام الخدم باعداد طعام الافطار.
قامت السيدة فريدة لاغتسال وجهها, وقامت بوضع الماء فى فمها, وانفها عدة مرات, كأنها تتخلص من تلك الرائحة الكريهه, العالقة فى أنفها حتى يقظتها بوقت!...
شاركته – أى عبد الرحمن بك - بضع لقيمات, ابتلعتها بصعوبة بالغة, حتى يطمئن قلبه عليها. انصرف هو بعد ذلك الى عمله, وانصرفت هى الى نفسها تفكر ماذا تريد, وماذا ستفعل؟...
.........................
قررت السيدة فريدة, استدعاء أم نحمده فى وقت مبكر ليس كعادتها. وعندما ذهب اليها الخادم, وأخبرها بطلب السيدة لها, هلعت المرأة وتوجست شئ غير عادى جعل السيدة فريدة تطلب أن تستدعيها. وليس أم نحمده هى التى تعودت ان تذهب اليها, تقضى لها بعض الحوائج – برغم عدد الخدم الكبير - وتسليها وتضحكها هى وابنتها سوسن...
دخلت أم نحمده على السيدة فريدة وهى منزعجة وخائفة. وكانت السيدة فريدة أشد غضبا وانزعاجا. لكن!...لما رأت انزعاج السيدة المسكينة, هدأت من روعها, وهى تتمالك نفسها, حتى أنها طلبت لها على غير المعتاد كوبا من الشاى, حتى تهدأ, وتبدأ مجاذبتها الحديث والأسئلة...
كانت السيدة فريدة تجلس فى منتصف كنبة الصالون, ووضعت ساق على ساق, وقد شبكت يديها فى بعضهما بعصبية, وأم نحمدة تجلس على الأرض, فى ذل واستكانة فى انتظار ما ستسفر عنه الدقائق القادمة. فاجأتها السيدة فريدة بسؤال حاد النبرات: هل تعرفين جيدا الولد الذى أحضرتيه ووصيت عليه كى يعمل فى الفيلا؟...
نزل السؤال كالصاعقة فوق رأسها, وعلمت أن هناك شيئا ما عرفته السيدة فريدة!. فوضعت يديها الاثنتين فوق رأسها ولم تدرى بماذا تجيب...
صرخت بها مرة أخرى, أن تجيب, فاذداد رعب وخوف المرأة, وتكورت على نفسها, كأنها تتقى ضربات جلاد موجعة أشد الوجع, وبدأت تبكى...
أحست السيدة فريدة بقسوتها الشديدة, فمسحت جبهتها, وكانها تزيل هذه القسوة, وعادت لتهدئ من روع المرأة المسكينة, وتطيب من خاطرها, وطلبت من الخادمة تقديم مشروب آخر لام نحمده, والتى رفضت بصوت يكاد يخرج من حلقها بصعوبة.
احست السيدة فريدة, وكأنها تضيع الوقت والفرصة, من بين يديها, وأنها أخطأت, فبدأت تضاحكها وتقول لها: عندما تستيقظ سوسن سوف, سوف أتركها لك...
ما أن نطقت اسم الصبية, حتى انطلقت أم نحمده وبصوت متحشرج, تدعو لها, شتى أنواع الدعاء, كأنها تستجير لها من شر منتظر مستطير, حتى أن السيدة فريدة, لامت نفسها أشد الايلام وسألتها: هل تحبينها كل هذا الحب؟.
أجابت أم نحمده فى بحة صوت وقد هدأت قليلا: صدقينى يا ستى, أحبها وأخاف عليها أكثر من بناتى, انها ملاك. ليست كبنات الصعيد, بالرغم من أننى ربيت بناتى, ألآ يجلسن فى مجالس السيدات ويستمعن أحاديثهن – ولا مؤاخذة – الفاحشة, ولم أدع بناتى تختلط بباقى بنات البلدة, حتى لا يشربن منهن قاذورات أهاليهن...
عادت السيدة فريدة الى نفسها, وقد أحست صدق واخلاص المرأة, وسألتها فى رفق ومودة: ماذا تعرفين عن ابن الزرايبى, وماذا سمعت عنه؟...أنا أعلم أنك عندما توسطت له, لم تكونى تعرفينهم...
قالت وهى تحس بخجل شديد أنها شاركت فى هذه المأساة:
هل رأيت يا سيدتى رد الولد على عندما أدخلتيه الفيلا...
قاطعتها السيدة فريدة: نعم نعم أذكر ذلك, وقد رأيت أنه ولد قليل الادب, وهذا يحدث فى بلادكم...المهم أن تحكى لى كل شئ...ما سمعتيه وما تسمعيه, بالتأكيد عندك الكثير لتخبيرنى به.
سألت أم نحمده بصوت خافت, ووجها يكاد يلامس الأرض, وقد دارت بها رأسها:
هل قال سى بلال شئ للبك المفتش؟.
كادت فريدة هانم, أن ترد عليها بالنفى, لكنها الجمت لسانها, وقالت لها:
ليس لك شأن بما يقول أو لا يقول بلال للبك, احكى وقولى لى كل شئ, وبالتفصيل, وأعدك أنك سوف تكونين فى أمان تام...هيا... أنا أستمع...هيا...
فتحت أم نحمده فمها وبدأت تتكلم:
كنت منذ فترة طويلة أريد أن أخبرك, وكنت أحذرك وأطلب منك الحيطة, وأن تقومى بابعاد ذلك الولد عن الفيلا...لكننى كنت خائفة أشد الخوف, من أن تفهمينى خطأ. لقد أردت لك أن تستخرجى من بين كلماتى شئ عن قذارة هذه المرأة....أمه....عندما فسخت خطبة ابنها من ابنة نازح المراحيض فى البلدة, ثم طلب الابنة الصغرى لبلال بدلا من نحمده, ثم تلاعبهم بنا بعد ذلك, حتى أتت أمرأة تدعى زهية, صديقة سيدة, أم الغلام, وقالت لى خطة هذه الشيطانة و...و....
كانت أم نحمده تتحدث وتحكى بالفصيل والسيدة فريدة, تنصت باهتمام وتسترجع الأحداث, لتربطها ببعض البعض...علاقة الاسرة بالمطاريد...شاعر الربابة...سرقتهم كلهم- جميع عمال الفيلا من أهل البلدة - لما تطالهم أيديهم دون أدنى احساس بالذنب, بل ويعتقدون أن هذا حقهم....
عجبت السيدة فريدة أشد العجب لكل ما تسمع, وكيف خططت هذه المرأة لكل شئ, حتى عازف الربابة واثارة الاشاعات و...و...
عجبت لقدرة هؤلاء على اتيان وفعل الشر, من يخطر بباله كل هذا, ومن يعرف تفكير هؤلاء خلف تلك الابواب المصنوعة بدائيا ومن جريد النخل, من يصدق فيما يفكرون وماذا يفعلون. اذا لم يكن واحد منهم, يخرج ليحكى ويقص. وحتى الذى يخرج ويحكى يكون منفصلا لحد ما عن طينة هؤلاء, فيكون حكيه وقصه ناقصا, وخالى من التفاصيل الدقيقة فى حياة هؤلاء القوم؟!....
سهمت السيدة فريدة وسرحت طويلا, فيما سمعت, واحست الخطر والقلق, ولم تدرى كيف ستنقل كل هذا لعبد الرحمن بك, وهى تتخيل ثورته العارمة, وتصرفه الفورى. كيف كيف تبعد عنه ثورته, وردة فعله الفورى والعنيف... كيف تنقل له كل شئ فى هدوء وكيف تقنعه بعقلانية التصرف وبهدوء ودون ابطاء...
سألت السيدة فريدة أم نحمده كى تتابع تلك السيدة المدعوة زهية, لكنها أفادتها بأنها لم ولن تستطيع ذلك, وقد حاولت من قبل. لأن زهية لم تعد تذهب اليها, خوفا من سيدة التى قد تنقل ذلك لمطاريد الجبل, بسوء الظن, وتختفى زهية من الدنيا بكل هدوء, ولن يهتم أو يجرؤ أحد, كان من كان, حتى أن يسأل عنها,...
طلبت السيدة فريده من أم نحمده عدم اخبار أحد بما حكته لها, ولا حتى بلال, وطمأنتها أن تكون هادئة, ولا تخشى شيئا. وبالطبع لم تذكر السيدة فريدة أى شئ عن فعلة ذلك الولد...
دعت السيدة فريدة أم نحمده للبقاء معها طول اليوم, وطلبت لها طعام وشراب وقد تحسنت حالتها وتحسن صوتها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل