الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسباب تخلفنا 2

جهاد علاونه

2014 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


حين جاء الاستعمار الغربي إلى الدول العربية جاء معه العلماء والأطباء وأهم شيء المطابع,وكان هم المسيحيين التبشير بالإنجيل, ولكن كل الذين كرهوا الإسلام لم يتحولوا إلى الدين المسيحي بل تحولوا إلى أحزاب اليسار الشيوعية, ونمت الثقافة أولا في لبنان على أيدي المسيحيين الليبراليين ومن ثم بفعل عدم استقرار السلام في بلاد الشام هاجر اللبنانيون من بيروت إلى القاهرة وهنالك ازدهرت صناعة الكِتاب والمجلات الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية, والثقافة والسينما ولولا المسيحيون الذين تقبلوا بكل رحابة صدر النهضة والثقافة لبقينا نحن العربُ المسلمون متخلفون أكثر من التخلف الحالي إلى ساعة إعداد هذه المقالة , وكانت نية الليبراليين والأوروبيين منذ البداية انشاء حكومات ودويلات عربية مدنية علمانية, ولكن الهوى لم يأتِ كما يقال على سوى, فاتجه العربُ إلى الشيوعية وإلى أحزاب اليسار,مما خيب ظن الأوروبيين بهم ففكروا فورا بخلق ودعم دولة في الشرق الأوسط أسمها(إسرائيل).
أيضا من ناحية أخرى نمت ظاهرة العلمانيين في الوطن العربي وهؤلاء وصلوا إلى الإمساك بزمام السلطة الثقافية ووصلوا إلى أعلى المناصب الإدارية في أجهزة الدولة عن طريق الأحزاب القومية الاجتماعية ذات الطابع الاشتراكي,وتغلغلوا في الأجهزة البيروقراطية, ولكن لم تكن الأحوال لتستقر استقرارا شاملا يعود بالنفع وبالفائدة على الوطن العربي ذلك أن المد الشيوعي السوفييتي اخترق أفريقيا مصر وآسيا الشام وجزء من الخليج العربي وعلى رأس تلك الدول سوريا والعراق, فظهرت ظاهرة المد القومي الاشتراكي في المنطقة وظهرت الأحزاب القومية في العراق والشام ومنها القومي الاجتماعي والبعثي السوري ومن ثم العراقي, وبدل أن تتجه الدول العربية إلى الليبرالية وإطلاق الحريات العامة والسماح للأحزاب السياسية أن تمتد بجذورها في الوطن العربي, نع, أخذ هؤلاء القوميون يعتقلون كل معارض لفكرهم الاشتراكي وسجنوا المخالفين لهم بالرأي وسحلوا بالشوارع قادة الفكر الليبرالي الحر وقادة الجيش الأحرار, مما دفع إلى ظهور ظاهرة أخرى مأساوية جدا وهي ظاهرة (التعصب والتشدد) فظاهرة التعصب العقائدي والفكري لم تكن لتصيب الاتجاهات الإسلامية بل أصابت القوميين من البعثيين والاشتراكيين أولا مما دفع بأصحاب الفكر الليبرالي إلى فتح قنوات جديدة على الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بصورة مختلفة عن الليبرالية الحقيقية فغذت الولايات المتحدة الأمريكية الجماعات الإسلامية بالمال عن طريق السعودية وظهرت ظاهرة الإخوان المسلمين وكانت أولا تعرف باسم(إخوان نجد) تحت قيادة رجل يدعى(حسن الساعاتي) الذي عُرف فيما بعد باسم(حسن البنا) وكان هدف تلك أو هذه الجماعة الوصول إلى السلطة وقمع الشيوعيين والاشتراكيين والماركسيين أي كافة أطياف وأحزاب ومؤسسات اليسار, فقامت بمساعدة الضباط الأحرار في مصر وعلى رأسهم جماعة عبد الناصر, ولكن الناصريين انقلبوا على الإخوان وانقلبوا على أمريكيا والنظام الليبرالي وفتحوا قناة اتصال بينهم وبين السوفييت وأمموا قناة السويس مما أدى إلى دعم دويلة إسرائيل لتكون القاعدة الوحيدة للأمريكان في ذلك الوقت, قاعدة يثقون بها أكثر مما يثقون بالعرب الذين كان يصفهم تشرشل -بالخونة-رئيس وزراء المملكة المتحدة, فنمت إسرائيل وانتعشت على حساب خيانة القادة العرب لأمريكا وللفكر الليبرالي الحر, وكان محمد نجيب من كبار الضباط الأحرار مع عبد الناصريسعى إلى إقامة دولة مدنية ليبرالية في مصر فسجنه عبد الناصر وانقلب عليه في ليلةٍ وضحاها, لهذا السبب بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر بغزو الشرق الأوسط بتغذية الجماعات الدينية في الدول العربية فانتشرت ظاهرة بناء المساجد وتقليص وتحجيم الثقافة الليبرالية ذلك أن أمريكيا لم تعد تثق بالليبراليين العرب وكل ذلك على حساب البترول السعودي والكويتي والقطري والإماراتي وظهرت الجماعات الإسلامية المتشددة وتم توجيهها إلى أفغانستان, ومن ثم صرنا نعرف القاعدة.

إن ما حدث من صراع وتشدد كان كله بسبب خيانة الليبراليين العرب لبريطانيا المملكة المتحدة وبسبب خيانة هؤلاء القادة للولايات المتحدة الأمريكية, ومن يومها والفكر الديني يتغلغل فينا ويقود المجتمعات العربية إلى طريق الفكر الواحدي المتصلب والمتشدد, وأيضا قبل ذلك أراد الشيوعيون اعتقال كل مخالف لهم وأيضا هذا الفكر متصلب ومتشدد وحتى ننجو منه توجهت النخب المثقفة إلى الاحتماء بالأحزاب الدينية المتعصبة, فنحن وقعنا بين فكين, الفك الشيوعي المتصلب تحت غطاء القومية والبعثية, وثانيا تحت لواء الجماعات الإسلامية لذلك انتشر التخلف وانتشر الجهل وانتشر التعصب والتشدد والانحياز إلى الفكر الواحد, وحين ادعى بعض القوميين أنهم قوميون ومتحررون من التعصب الديني إلا أنهم هم أيضا انقلبوا على الليبراليين وعلى القوميين أنفسهم من نفس الحزب والجماعة, فانقلب الأسد على البعث وطارد قادته واستبدلهم بأقاربه وكذا حصل في البعث العراقي, وكأنك يا أبو زيد ما غزيت, مما دفع الأمريكان مرة أخرى إلى مد وتغذية الجماعات الإسلامية المتشددة والمتعصبة, فأصبحت مدننا وقرانا ساحة يلعب فيها المتعصبون, وبيئة مناسبة للإرهاب, والفقر والجوع وفساد البعث العشائري والبعث العراقي العشائري, وكل الحكام العرب الذين أطلقوا يد المفسدين في أجهزة الدولة ساعدت هي أبضا على الفقر والجوع وثراء فئة على حساب فئة مما أدى بالمتمردين إلى التوجه للجماعات الإسلامية المتشددة لكي تحصل منها على لقمة الخبز حتى وإن كانوا غير مقتنعين بالإسلام.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق الذي كان يجلد الشيعة ويستأثر بأقربائه من السنة الموالين له, ظهرت في العراق حكومة المالكي وهي جماعة أو حكومة طائفية كان النظام البعثي يجلدها ليل نهار فتحولت الشيعة من موقع المجلود والمظلوم إلى موقع الجلاد والظالم, وبدل أن تبني دولة القانون والمؤسسات عادت واستحدثت الاستبداد بصورة جديدة فجلدت السنة وأطلقت يد الشيعة في العراق وانتشر الفقر في المناطق السنية وأصبحت الجماعة السنية العراقية بيئة مناسبة وصحية لنمو الإرهاب, فظهرت جماعة داعش وهي دولة الخلافة في العراق والشام.

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=186690
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=377348

http://www.c-we.org/ar/show.art.asp?aid=304305
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=93062








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مثلث -حماس- الأحمر المقلوب.. التصويت على قانون يحظره في البر


.. الجيش الإسرائيلي: عناصر من حركتي حماس والجهاد يستخدمون مقرا




.. زعيم الحوثيين يهدد باستهداف منشآت سعودية | #ملف_اليوم


.. حماس.. لماذا تراجعت الحركة عن بعض شروطها؟ | #رادار




.. قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على مواقع عدة جنوبي لبنان | #الظهيرة