الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مظاهر ... العهرلمة - نعم العهرلمة و ليس العولمة

إبراهيم إستنبولي

2005 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


- أن تصلنا رسائل بالبريد الإلكتروني صادرة عن " الجبهة الديموقراطية لتحرير ... سوريا " ؟ .. أليس من العهر أن يصبح عند البعض استبدال تحرير فلسطين ( و لن أقول والعراق ) بتحرير سوريا ... مهما اختلف كراهية أو معاداة المرء للسلطة في بلده و في أي زمن فمن الواجب عليه أن يستخدم المصطلحات و المفاهيم في المكان الصحيح . و الأنكى أن مضمون الرسائل غاية في السخف و الغباوة - مثلاً كأن يعترض مرسل الرسالة على زيارة وزير خارجية الصين إلى سوريا !!! أو أن يندد بزيارة الرئيس الفلسطيني إلى دمشق ؟؟!! ما هذا أو من هذا ؟ أليس الشيطان أكثر عقلانية منه . تبا للكتابة إن لم تكن عقلانية .
- أن يطالب عبد العزيز الحكيم بدولة فيدرالية للشيعة في جنوب العراق .. بينما و أنت تستمتع إلى الشيخ الدليمي – الناطق باسم علماء المسلمين – يقول أن العراق لكل العراقيين و أن الشيعة و السنة هم اخوة و أهل .. انتبه : عن الدليمي يرتدي زياً نصف أوروبيا .. و يظهر بمظهر رجل عادي .. و ليس كالمشايخ العِجاب من أمثال أبو قتادة و أبو بكري و عيرهم ..
- أن يصر البعض على اعتبار قوى الإسلام السياسي قادرة على تغيير جلدها و الدخول في لعبة الحداثة و الديموقراطية بدون أن يكون هناك دستور يفصل بين الدين و الدولة .. كما في تركيا . فأنا لا أستطيع أن أتخيل بلداً مثل سوريا قد يمنع يفرض في الحجاب و تمنع الحفلات الراقصة و يمنع بيع و تناول الكحول و يمنع فيه طلاب الجامعات من ارتداء أزياء عصرية .. كما كان يفعل رجال الدين في دمشق في الخمسينيات ( المرحلة الذهبية من الديموقراطية في سوريا ) عندما كانوا يقذفون نترات الفضة على الفتيات السافرات أو كانوا يعيدون من تتجرأ على نزع الحجاب عارية إلى دار أهلها ( من لا يصدق يمكنه أن يعود إلى صحف تلك الأيام ) .. أو كما تفعل عصابات المتدينين بطالبات جامعة البصرة إذ يقومون بضربهم و جرهم من شعرهم و الاعتداء عليهم بكل ما يستطيعون .. يالها من كارثة ..
- لا أستطيع أن أفهم إصرار البعض على النظر و التنظير بأن أمريكا هي حمل و فاعل خير في كل مكان .. و مع أنني لست متعاطفاً مع الإسلاميين المتعصبين .. إلا أنني شعرت بالتعاطف مع الدكتور احمد أو محمد من الجزائر الذي كان يحاور د . وفاء سلطانة في الاتجاه المعاكس منذ عدة أسابيع عندما صرخت في وجهه : اخرس .. و السبب أنه قاطعها متسائلاً في سياق اتهامه لأمريكا بالعنصرية و ارتكاب جرائم ضد البشرية : و كيف تفسر قتل ملايين الهنود الحمر على أيدي الغزاة .. فردت الدكتورة أن ذلك كان منذ أكثر ثلاثمائة سنة – موعد قيام دولة الولايات المتحدة الأمريكية - و بالتالي لا يمكننا ، كذا ، محاكمة النظام الحالي على جرائم ارتكبت من قبل .. ؟؟ و هنا أريد أن أسال الدكتورة : و هل جرائم هيروشيما و ناغازاكي و فيتنام و غيرها قد ارتكبت من قبل حكومات الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس القريب أم لا ؟ لماذا كل هذا التعصب لأمريكا ؟ لمجرد أنكم ذهبتم للعمل فيها و قد نلتم شهادة عليا في بلدكم فلم أمريكا تخسر فلساً واحداً عليكم ؟ نعم يا سيدتي عن النظام الأمريكي هو أفظع نظام عرفه التاريخ من حيث درجة اعتدائه على كل شعوب الأرض .. لا يجوز أن يكون المر بتلك السذاجة و كأن أمريكا هي مجتمع مثالي .. للمجتمع البرجوازي عيوبه الكبيرة و بالطبع إيجابياته الكثيرة أيضا .
- أن تبتلى شعوبنا بأنظمة حولت بلداننا بكاملها إلى مجرد ثكنات و مسشتفيات للأمراض العقلية .. فصرنا نعاني جميعاً من مختلف الاضطرابات النفسية بدءاً بالقلق الوساوس و المخاوف القهرية ، مروراً بالإحباط و الاكتئاب و الدونية و الحيوانية و عبادة الشخصية ، و انتهاء بالفصام و بجنون العظمة و الإفراط بمحبة أمريكا و الاستعمار و الطائفية على الطريقة اللبنانية و العراقية .
- أن شعوبنا لا تحب القراءة : قراءة في الأدب ، الفلسفة ، قراءة التاريخ و كتب في النقد و البحث العلمي ، لا بل إن محبي القراءة و الكتابة هم موضع سخرية و استهزاء من قبل أغلبية الناس و خصوصاً أصحاب المناصب الذين يهتمون بما تسرق يمينهم أو يسارهم .. و يركبون السيارات و يشترون العقارات و يرفهون أولادهم الذين يحبون الخليجية و روتانا و كلهم فارغون .. إنهم يقرؤون كتباً غبية لها علاقة بالآخرة و بالجنة و بالصراع على الخلافة " الراشدة " أو حول تعاليم السنة النبوية – بأي يد يجب الاغتسال بعد التغوط و هلم جرا .. يا ويل لمة ضحكت من جهلها الأمم .. و يقولون : و كنتم خير أمة أخرجت للناس ؟! ... يا لها من كذبة كبيرة .

*****

من الأشياء التي لا أستطيع فهمها :
لماذا لا ينال الأكراد السوريون جميع حقوقهم بكل ما للكلمة من معنى في إطار الوطن السوري : فتكون لهم لغتهم و أدبهم و مدارسهم و احتفالاتهم و لماذا يجب ان نسمح لأبنائنا بتعلم اللغة الألمانية و الفرنسية أو الإنكليزية أو حتى العبرية و لا نسمح لهم بتعلم اللغة الكردية ؟ و غير ذلك الكثير ...

*****

شتان ما بين وفاتين :
وفاة جون قرنق الذي قضى بتحطم طائرة بعد أن أمضى حياته يناضل ضد التهام حقوق شعبه و قبائله و أتباع دينه و من اجل بناء سودان ديموقراطي على أساس مدني ...الخ و ما بين وفاة الملك فهد الذي أمضى حياته و صرف أموال مملكته ، أي شعبه ، على محاربة الشيوعية و الحداثة في كل أنحاء العالم العربي و على نشر الفكر الوهابي في الاتحاد السوفييتي السابق و على مساعدة أمريكا في السيطرة على العالم و كذلك مساعدة إسرائيل بشكل غير مباشر في الصمود و النمو و ازدياد القوة .. إلى أن غاب عن السلطة لمدة عشر سنوات تم خلالها بناء العشرات من الفضائيات الممولة سعودياً و المتخصصة إما بغسل دماغ الشباب و إما بنشر البغاء و الغباء .. و قد فاجئني أن جميع قنوات روتانا و مثيلاتها كانت مقفلة بمناسبة وفاة الملك .. ما هذا يا ناس ؟

*****

مسك الختام :

لا اللهَ اختار و لا الشيطان
كلاهما جدار
و لن استبدلَ جداراً بجدار

شكراً أدونيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال