الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة أسئلة لحماس

فضيلة يوسف

2014 / 9 / 2
القضية الفلسطينية


لا شك أن حماس أظهرت مرونة استثنائية في ظل أصعب الظروف التي أفسدت مدة قيادتها السياسية في قطاع غزة التي بدأت في 2007. ويبدو واضحا أيضا كما جادلت Sandy Tolan بشكل مقنع في مقالتها القيمة (الفرص الضائعة في غزة : أضاعت إسرائيل والولايات المتحدة العديد من الفرص لتجنب الحرب ، 13 آب 2014 ) أن حماس قدمت مبادرات متعددة ابتداء من عام 2006 لتحقيق الهدوء والسكينة في علاقاتها مع إسرائيل ، بما فيها قنوات الطمأنينة الخلفية حول النوايا السلمية ، وتم رفضها بخشونة دون أن يتم الاعتراف بها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة .وأن إسرائيل تقوم باستفزاز حماس في الهجمات العسكرية المتواصلة على غزة منذ عام 2008 ، وفي كل تعتمد على القوة المفرطة ، وتلحق خسائر فادحة في صفوف المدنيين ، وتتحدى القانون الدولي الإنساني. لهذه الأسباب تستحق إسرائيل أن تعامل كدولة خارجة عن القانون كما جاء في مقالة Akbar Ganji التي ظهرت في موقع الجزيرة الإنجليزية.
ومع ذلك على حماس تقديم شروحات اكثر إذا أرادت أن تكون مقبولة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ، كطرف سياسي شرعي يستحق الاحترام الكامل ، وهذا أمر حاسم في السياسة المعاصرة لتتمكن حماس من لعب دور رئيسي في تمثيل الحركة الوطنية للشعب الفلسطيني في جميع الأوساط الدبلوماسية. كان الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة بين فتح وحماس خطوة هامة في هذا الاتجاه . ولكن الأسئلة الصعبة التالية تستحق ردودا مقنعة لإضفاء مزيد من الشرعية على حركة حماس :

• لماذا تزود إسرائيل بحجة لهجماتها العسكرية الضخمة المفرطة بإطلاق آلاف الصواريخ التي تسبب الحد الأدنى من الضرر وتسبب مستويات لا تطاق من المعاناة لشعب غزة؟ ألا يوجد بدائل وسبل أفضل للحفاظ على روح و جوهر المقاومة الفلسطينية ؟

• ألا يوجد تأخير في تعديل اللغة واللهجة، وجوهر ميثاق حماس الصادر في عام 1988 وذلك للتوفيق بين هذه الوثيقة التأسيسية والمواقف الدبلوماسية المعتدلة التي عبر عنها قادة حماس في السنوات الأخيرة؟ لماذا تترك هذه الفجوة التي يمكن لإسرائيل أن تستغلها لتبرير رفضها التعامل مع حماس أو الرد على اقتراحاتها السياسية الداعية إلى التعايش السلمي على المدى الطويل ؟ إما أن تعدل حماس هذه اللغة المتطرفة أو أن تلغيها وتضع صياغة جديدة من الأهداف و الرؤية.
• هل تتوقع حماس أن يتم النظر بعين العطف من قبل الرأي العام وفي الأوساط الدبلوماسية عندما تشارك في أشكال مروعة من العدالة الثورية عند التعامل مع الفلسطينيين المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل؟ تم الإبلاغ عن إعدام ما لا يقل عن 21 فلسطينيا في أماكن عامة بارزة في غزة يوم 22 آب بتهمة التعاون مع العدو. ظهرت قضايا مماثلة من إعدام في سياق الاعتداءات الإسرائيلية السابقة في 2008-2009 و 2012 ، و تم إدانة مثل هذا السلوك بعد ذلك على نطاق واسع من جانب منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية وغيرها في غزة. لا يمكن إنكار المشاكل التي يسببها المتعاونون والتهديد الامني الكبير خاصة في واقع الحصار و الظروف الحساسة في غزة ، ولكن حماس تعرض للخطر سمعتها و مطالبتها بأن تكون طرفاً سياسيا شرعيا بهذه السلوكيات، وتحبط إلى حد ما الجهد القوي الذي بذلته قيادتها في السنوات الأخيرة لإعطاء صورة مسؤولة معتدلة بالقول والفعل . ويمكن طرح السؤال بشكل مختلف، " لماذا كان إعدام المتعاونين ضروري؟ يدرك الكثير منا أن إسرائيل تستخدم كل الطرق القذرة لتجنيد مخبرين في غزة ، وينبغي أن تتوصل حماس إلى تسوية مع هؤلاء الأفراد المهانين أو على الأقل تقدمهم للعدالة ومحاكمات تستند إلى الأدلة قبل فرض أحكام الإعدام ، ومن ثم عدم القيام بذلك بهذه الطريقة المذلة والمهينة ؟

ولن أتحدث هنا عن الاتهامات المتبادلة المتعلقة باستخدام المدنيين كدروع بشرية أثناء القتال. فلا يوجد أدلة لمثل هذا السلوك . هناك قضايا صعبة في تطبيق القانون الجنائي الدولي في ظروف حرب المدن غير المتكافئة ، فيما يتعلق بالتكتيكات المستخدمة من قبل أي من الجانبين :أن النفعية العسكرية سادت باستمرار على قيود القانون و الأخلاق طوال تاريخ الحروب . كما في القصف الاستراتيجي للمدن الألمانية و اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك استخدام القنابل النووية لحرق هيروشيما وناغازاكي رغم التأثير المريع الواسع على السكان المدنيين.
تلقيت انتقادات كثيرة في السنوات القليلة الماضية ، وأسوأ من ذلك، لحثي الدائم على اعتماد موقف ايجابي تجاه حماس ومعاملتها كطرف سياسي له مظالم مشروعة ، و ملاحظة أن سلوك حماس اتجاه اسرائيل كان ذا طبيعة دفاعية عموما في مواجهة المضايقات المستمرة والاعتداءات التعسفية ، وحملات نزع الشرعية المتطرفة ، وحتى التجريم. يبقى رأيي وعلى أساس الأدلة المتاحة لي أن حماس سعت لتوفير حدود هادئة مع إسرائيل ، وأن إسرائيل مسؤولة بشكل أساسي عن أعمال العنف ، و أبعد من ذلك، تقريبا عن الموت والدمار على جانبي الحدود في قطاع غزة التي وقعت في هذه الفترة. ومن المشجع أيضا معرفتي بسعي حماس لتقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية حول المظالم الفلسطينية ضد إسرائيل رغم أن التحقيق قد يشمل النظر في الجوانب المتنازع عليها وسلوك حماس من وجهة نظر القانون الدولي.
إن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفرض الحلول، من خلال مبادرة كيري الفاشلة التي انهارت في نيسان الماضي ، لم تسهم في تحقيق السلام و العدالة بين إسرائيل وفلسطين، أو في منطقة الشرق الأوسط
. أنتجت الدبلوماسية الدولية الغربية طرد الفلسطينيين والعنف و الصراع وما نتج عنه من عواقب وخيمة ومأساوية في فلسطين منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
مترجم
Richard Falk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثلاث
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 9 / 2 - 18:06 )
إن هؤلاء سلوكهم مثل المافيا لا يعرفون إلا القتل وليس لهم حلول أخرى سوى القتل . فمن يستطيع أن يثبت أن 21 فلسطينيا أعدمتهم حماس كانوا فعلا مخبرين ؟ ألا يمكن أن يكونوا فقط معارضين لسياسة حماس ؟ وحتى إذا كان هؤلاء مخبرين فعلا . على حماس أن تثبت ذلك وتحاكمهم محاكمة عادلة لينالوا عقابهم بطريقة شرعية وقانونية وحضارية . ثم أن الإعدام علانية وعلى مرأى الجميع وفي الشارع العام وبدون حجج أو دلائل همجية ووحشية لا تختلف عما يفعله الداعشيون في مكان آخر . المشكل هو أن هناك في هؤلاء العصابات عقلية القتل عقلية المافيا . وهل هناك في غزة من يستطيع أن يعارض حماس ؟
إن الأمور واضحة والسلوك الوحشي واضح والشعب الموجود في غزة كان الله في عونه .


2 - رهائن
جابر بن حيان ( 2014 / 9 / 2 - 21:39 )
سكان غزة كلهم رهائن لحماس قبل ان يكونوا رهائن لاسرائيل

اخر الافلام

.. فيديو يوثق المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني


.. ما الأثر الذي سيتركه غياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزي




.. جو بايدن يواجه احتجاجات من خريجي كلية مورهاوس في أمريكا


.. رجل سياسة ودين وقضاء.. تعرف على الرئيس الإيراني الراحل إبراه




.. ”السائق نزل وحضني“.. رد فعل مصريين مع فلسطيني من غزة يستقل ح