الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية

عذري مازغ

2014 / 9 / 2
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


هيلينا مالينو Helena Mleno، مناضلة حقوقية في المغرب بمدينة طنجة إسبانية الأصل، من منا لا يعرفها نحن المهاجرون المغاربة بالأندلس؟ هذه السيدة بدأت مشوارها النضالي بأحداث إلخيدو سنة الفين، عند اندلاع الإعتداءات العنصرية ضد المغاربة، كانت ضمن القليلين الأوائل الذين ساهموا بقسط وافر في إبراز معانات المغاربة والنضال في سبيل حقوقهم كعمال مهاجرين يشكلون جزء من الطبقة العاملة الأندلسية..تصوروا ما هو جزاء هذه السيدة الآن وهي تناضل في سبيل قضيتها الأساسية، حقوق المهاجرين، في المغرب؟
تنتمي إيلينا مالينو إلى جمعية تسمى «المشي فوق الحدود» تهتم بقضايا المهاجرين بطنجة، يحيل اسم الجمعية إلى نمط غجري رائع يكسر خرافة الحدود الجمركية ويختزل في طياتها تلك الحكايات المؤلمة من الرفض والرفض المضاد، تلك القيم «الإنسانية» التي تختزلنا فيما هو شرعي وليس شرعي، وتختزل تاليا مأساة هي بمنطق نيتشي رائع: "هي الكل حين يكون على صواب"، تختزل تراجيديا أولئك الذين وحدهم ليسوا على صواب، اسم إيلينا على مسمى، يأخذ البساطة على ليونتها، هكذا كانت في إلخيدو عندما كانت سندا للمهاجرين المغاربة، وهكذا نراها وهي في المغرب تساند مهاجرين أفارقة.لكن في كل ليونتها الراحمة لأرواح الهاربين من عتمة التفقير وليس الفقر، تكون إيلينا عصية على الإنكسار، تحمل في طياتها كل الآلام كما لو كانت هي المهاجرة تحت مجهر القانون الدولي هي المهاجرة الشرعية مهاجرة غير شرعية. صمت بالمطلق،صمت يشبه الإنتقام البدوي، في 16 غشت تعرضت لاعتداءات من طرف حوالي 50 شخص قرب مسجد حي بوخالف بطنجة، مسلحين بالهراوات وأمام انظار الشرطة المحلية اللطيفة والمسالمة، انتزعت منها ثيابها، مورس عليها التحريض الجنسي أمام الملأ ولم ترى غصة من أولئك الذين تحيرنا بياناتهم، إيلينا اللينة هي عصية على الخنوع، أمس كانت تنشر تغريداتها في التويتر بكل ما أوتيت من سخرية لاذعة، سخرية لطيفة تشبه اللين، لكنها تعكس في الحقيقة مسخرة شعب يأبى إلا أن يحافظ على سمعة الوطن: يالها من تراجيديا حقيقية في صمت إعلامي غير بريء، "السلطات المغربية تشتري ألبسة جديدة ل 25 إفريقي" عنوان يصلح في صحافتنا الوديعة التي تحرص عن سمعة الوطن، عمل إنساني رائع أن تكون الحكومة هي من يشتري، لكن خلف الرقم تنبعث سخرية قدرية، "خمسة وعشرون معتقلا إفريقيا رحلوا إلى مكان مجهول..!” يا إلهي هل نحن امام تقديم قربان.! هل نحن امام أساليب داعشية أخرى.؟،في الأخير تتوارد الأخبار ليكون اللطف جميلا هذه المرة، سخرية قدرية أخرى: المغرب يهجر خمسة وعشرون إفريقيا جنوب الصحراء كلهم شهود عيان في مقتل مهاجر سينغالي، ياله من واقع يحفظ سمعة الوطن..! أمس في مقال سابق تكلمت عن 14 معتقل، بالصدفة وحدها وعبر تغريدات إلينا، كانوا 25 معتقل: تصوروا أحداثا تراجيدية في مواجهات صاخبة بين فريقين، دافعها كره عنصري، أن يكون كل المعتقلين هم فقط الأفارقة المعزولين من كل شيء، من حتى حق الدفاع، ضحايا خروقات لمواثيق دولية صادق عليها المغرب: العدالة حق للجميع دون ميز عرقي أو جنسي أو ديني أو بسبب اللون أو. أو..وتكثر الواوات التي صودق عليها. في أحداث أمس منعت نساء إفريقيات من الوصول إلى أبنائها حيث يسكنون وأمام أنظار الشرطة اللطيفة والمسالمة بتعبير إلينا الساخر. هذه هي المواقف الإنسانية التي تغطي بشاعة يريد المغرب أن يظهر منها بمغرب الكرم الحاتمي في مهرجانات موازين..
راسلت إيلينا لمدي بكل ماتملك من المعلومات في تغريدة في التويتر، ردت علي بكل مرارتها: "أنت في إلخيدو، ما رايك بما يقع هنا، ياللمرارة أنكم عانيتم بإلخيدو".
تلقيت مرارتها بكل صدر رحب، لم نفعل شيئا لما يقع هناك، نعم نحن المهاجرون في إسبانيا لم نعرف كيف نرد الجميل في سبيل قضية نحن في صلبها، كأن صدى التضحيات، تضحيات أناس دفعتهم إنسانيتهم للوقوف إلى جنبنا يوم كان الكل ضدنا، ذهبت صدى، تحطني مرارة إيلينا كما لو أني أنظر بترف إلى تضحياتها وتضحيات الذين وقفوا إلى جنبنا، كما لو كانت تلك التضحيات عند هؤلاء الإنسانيون والإنسانيات حتى النخاع، كما لو كانت ترفا حقوقيا عندهم..
في أحداث إلخيدو ناضل إلى جنبنا الأفارقة رغم أنهم كانوا يستطيعون أن يتركوا تضحيتهم لمساعي انتهازية، أن يكونوا مسالمين حتى النخاع، وأن يحظوا بما كانت إسبانيا تحتاجه للحفاظ على سمعتها،أعز أصدقائي في أوربا هو كابرييل أطايا، واحد من الذين خبرني أننا عنصريون حتى النخاع وأقسى من الإسبان، وفي رحلة بحثا عن المتاعب، في أمر يشبه الرهان، سافرت وإياه إلى المغرب، لم نخرج عتبة إسبانيا بعد، في حوار مع رجل الأمن، ممثل حاتم المغربي (لقد ذكرت هذه القصة في حكايا العبور)سألني : من أين هذا الكلب
ــ من الكلاب، أجبته
ــ لا أقصد من أي بلد؟ يعيد السؤال
ــ من بلد الكلاب
تصوروا كابرييل أطايا (أطايا تعني النعناع في لغة السينغال)، يحثني أن أكون دبلوماسيا مع الرفيق رجل الأمن، وحين أخبرته بأنه يسألني عن هوية الكلب، وأن الكلب هذا هو هو نفسه، رد علي بابتسامة ساخرة:
ــ ألم أقل لك..؟
العنصرية في المغرب مست كل القطاعات، لن أتكلم عن كل ما عايشته في الناظور رفقة كابرييل أطايا، سأنهي مقالي بشهادة إيلينا الرائعة، إيلينا العصية على المساومة في حفظ سمعة المغرب:
ْ« مهاجرة من جنوب الصحراء أنجبت طفلا بمفردها دون مساعدة الممرضات بمستشفى محمد الخامس بطنجة في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء.
غياب الممرضات أجبرها على سحب المولود من رجله أثناء عملية الولادة ليتلفظ أنفاسه في الحين ذاته، بينما زوجها كان ينتظر خارج الغرفة. وبعض لحظة أخبره حارس جناح الولادة أن زوجته أنجبت بنجاح لكن سرعان ما دعته هذه الأخيرة لتخبره أن المولود فارق الحياة. وفقا لما ذكرته الصحيفة.
ولقد استنكر الأب الحادث حين دخوله الغرفة حيث تغيب المساعدات الطبية والمراقبة والأدوية. الشيء الذي جعله يصرخ أمام الملأ ويسأل عن أسباب الإهمال الذي طال زوجته.
وقال إن "الممرضات كن يجبن بطريقة عنصرية حين يسألهن وأنهن رفضنا مساعدة زوجته لإجراء العملية لأن بشرتها سوداء، وأكدت إيلينا أن "البعض من المغاربة ممن كانوا حاضرين هناك صفقوا لرئيسة الممرضات على سلوكها تجاه أب المولود الذي فارق الحياة"».
هكذا نحن نحمي سمعة البلد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض الملحقات
عذري مازغ ( 2014 / 9 / 3 - 01:03 )

أحسد الأوربيين على سلامة حسهم الإنساني، (أقول هذا بعيدا عن ضجة ما به نحن نحفظ سمعة الوطن) لدي قناعة صارمة: إننا بالفعل شرفاء: يعني أننا عنصريون حتى النخاع


هجر اليوم 25 معتقل إفريقي لسبب بسيط هو أنهم شهود عيان في حادث مقتل المهاجر السينغالي: عدالة مسالمة أيضا

حين تمضي أحداث طنجة مسالمة بشكل مسالمة السلطات المحلية، تبقى علاقتنا بوسائل الإعلام المغربية المسالمة أيضا، هي علاقة نشاز

الذين لا يستنكرون الأعمال العنصرية هم بالضرورة عنصريون مهما كانت التبريرات

فقط في الدول الهمجية، أقصد الدول الغير المدنية، يفتقد حس الوطنية، وحين تكون الوطنية بفهم ألق أوربي غربي هي فقط مستهلك عادي، أي مستهلك مهما كان جنسه وعرقه، ، تلزمنا سنة ضوئية لنكتشف أن أي إنسان مهما كان عرقه أو جنسه أو ديانته، يستهلك منتوجات بلد ، معين، هو بالضرورة يدفع ضريبة تمدنه الوطني، هذا الشخص هو مواطن بالضرورة كباقي المواطنين
من الغريب جدا أن يتضامن الغرباء من أوربا مع قضايا الشرفاء من العرب: كل شريف هو بمقتضى انتسابه العرقي هو عنصري بالضرورة

اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا