الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقوى من أي قرار

أحلام رحال

2014 / 9 / 3
الادب والفن


مع صوت فيروز الآتي من مذياع منزلي، ذكرتُك. تذكرتُ جلساتنا في أحد المقاهي الهاجعة في حي الناصرة القديم، لا يُسمَع فيه سوى صوت فيروز يتردد في الصدى. كان يحيطنا المقهى مساء بجلسات خاصة بنا وحدنا، فيه يطير الكلام بيننا رقيقا خفيفا كسحابة.

فجأة، استفقت من شرودي وتنبهت للأمر: لم أزر المقهى مع أحد سواك! أخشى إدمانك. أرعبتني الفكرة.. لا أريد التعوّد عليك، ولا أن أعوّد الأماكن على وجودنا معا، فتصبحَ غريبة عني، قاسية إذا ما زرتُها مع غيرك.

على الفور قمت بالاتصال ببعض أصدقائي ليرافقني أحدهم إلى المقهى. بحثت كثيرا.. بعضهم لم يرد على الهاتف، وآخرون لم يهتموا بزيارته، بل اقترحوا مقاهيَ أخرى أفضل في عيونهم. لم يفهموا حاجتي للذهاب لهذا المكان بالذات.

ثم اتخذتُ قراري: سأذهب إليه بمفردي. هذا خير من لا شيء.

ارتديت أجمل ملابسي، وضعت عطرك المفضل، ثم خرجت. اخترت طاولتنا المألوفة فجلست عندها. طلبتُ مشروبنا الخاص نكاية بك. سلمتُ على بعض الزبائن الدائمين كما كنا نفعل دوما. وما إن بدأت أرشف من كأسي، حتى صدح الصوت الملائكي: "وسنين بقيت، جرب فيهن أنا انساك ما قدرت نسيت.." رأيتُك تفتح باب المقهى وتدخل بهدوء وكأننا على موعد مُسبق. تتقدم نحوي، تقف أمام دهشتي وفرحي بقدومك. تجلس قبالتي، تطلب مشروبا إضافيا، وينفجر بيننا نهر شوق حبستُه طويلا.

حملَ ذاك المساء لي طعما مميزا، مُربكا، لم أختبره من قبل. لم أنجح بالاختلاء بنفسي من دونك، لم أنجح بالإفلات منك، بالرغم من أنك لم تأتِ حقا.

لكنّ حضورك كان قويا.. أقوى من أي قرار!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن