الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السماء لاتمطر حظاً ولكن الأرض تلد الأقوياء

محمد ابداح

2014 / 9 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كي تكون محظوظاً يجب أن تكون قوياً، فقد يحالف الحظ الضعيف مرة ولكنه غالباً مايحالف القوي أكثر، ويبدوا أن مأساة العبيد تاريخياً في أفريقيا وغيرها، ليس لقلة الحظ دور في حدوثها، ولكن كان للضعف حتماً الدور الرئيسي فيها، وفي الفظائع التى ارتكبها أسياد العبودية بحقهم، فقد كان الشنق وتعليق الجثث على الأشجار, وقطع الأيدى والأقدام والأذن والعضو الذكرى أمراً شائعاً مارسه أسياد العبودية على اختلاف دولهم وهوياتهم، وكان من المألوف أيضاً الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة بلا ماء أو طعام كاف، والربط بالسلاسل الحديدية ، وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية بادرة للتحرر، وكان هناك نوع من الكرابيج يصنعه الجلادون خصيصاً من جلد الخرتيت بعد أن يتم تجفيفه وتقطيعه بطريقة تترك أطرافه حادة وقاطعة،حيث تكون عشرين جلدة بهذه الكرابيج كانت كافية ليفقد العبد الوعى تماماً ، فإذا ارتفع عدد الضربات إلى مائة جلدة بتلك الكرابيج الشيطانية فإن المجلود يلقى حتفه فوراً، وإذا كان أعوان ليوبولد يستخدمونها ضد التعساء بالكونجو, فقد كان الفرنسيون يستخدمونها بضراوة أشد فى (برازافيل)، ولم تكن ألمانيا بعيدة عن ذلك ، فقد أباد الألمان شعباً بأكمله هو قبائل (الهيريرو) فيما يعرف الآن بـ (ناميبيا)، وتكفى قراءة فقرة واحدة من تعليمات الجنود الألمان عام 1904م لإدراك هول ما حدث ووحشية المحتلين: (كل هيريرو - أفريقى- يوجد يجب أن يُقتل سواء كان يحمل سلاحاً أم لا وسواء كانت لديه ماشية أم لا، ولا يجوز إعتقال أى رجل ، يجب فقط أن يُقتل)، وقد كانت البرتغال كذلك من أشد دول أوروبا تورطاً بالرق ، وينقل عن القسيس البرتغالى فرناندو دى أليفيرا في كتابه ( فن الحرب فى البحر) تتبع فيه كيف كان تُجار الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس (لاس كاساس) أكبر النَخّاسين فى عصره ،يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر المحيط الأطلنطى بعد خطفهم وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل، حيث كان يصاحب كل سـفينة قسيس يقوم بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالى يتقاضاه عن كل رأس، وحققت الكنائس الأوروبية ثروات هائلة من تلك الرسوم التى تتقاضاها من النَخَّاسين ، وشاركت هولندا أيضاً فى تجارة العبيد ، حيث طافت مئات من السفن الهولندية موانئ أفريقيا الغربية منذ القرن السادس عشر لنقل ملايين من العبيد إلى أوروبا وأمريكا، بل كانت جزيرة (جورى) التى يجمعون فيها العبيد تمهيداً لنقلهم عبر الأطلنطى تحت سيطرة الهولنديين الى أن باعوها للإنجليز عام 1872م ، وكانت بعثات التنصير الهولندية متورطة فى تجارة الرقيق ، ويبدو أنهم اكتشفوا أن خطف واصطياد الأفارقة المساكين واستعبادهم يدر من الأرباح أضعاف العمل على تغيير عقائدهم باسم ربهم المزعوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال