الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكتب دائرة السماء

برهان المفتي

2014 / 9 / 4
الادب والفن


منذ دهر يفعلون ذلك، يكتبون رجاءاتهم في تلك الأحجار التي تملأ هذه الأرض، ثم يقذفونها في موسم الرجاء إلى السماء، فتبدو كطيور من حجر تحاول الطيران، ثم تتفاجأ بعجزهأ فتسقط. يفعلون ذلك لعل حجراً من تلك سيكسر زجاج نافذة السماء ويدخل في غرفة تلبية الرجاء.
أحجار المدينة كلها عليها نقوش رجائية، حروف وكلمات، ربما الحجر نفسه يقذفه الجد والحفيد مروراً بالأب...وكلما أخرجت الأرض أحجارها، يأتي أولئك المستجدون في عالم الرجاء فيأخذون أحجارهم ويكتبون نقوشهم...ثم يأخدون أماكنهم في موسم الرجاء...ويبدأون رحلتهم كما الأولون.
صارت أرض المدينة رجاءات خائبة، تلك التي تسقط بعد قذفها دون أن تجد طريقها إلى نافذة تلك الغرفة في السماء. وحين ينغرس حجر في الأرض من كثر الدوس عليه، يسارع صاحب الرجاء بإخراج رجائه لكي لا تنساه السماء.
صار موسم الرجاء مواسماً، حتى أكل السنة كلها، فصار زمنهم زمن الرجاء، وأرضهم أرض الخيبة، لا يعرفون طريقاً لتلك النافذة ! حتى جعلوا لأنفسهم نافذة عملاقة لا زجاج فيها وضعوها في وسط المدينة، فيرمون الرجاء حجراً عليها ثم يقذفونها إلى الأعلى، كأنهم بذلك يقولون لأنفسهم أن تلبية الرجاء على مسافة حجر منهم...وفي بعد سماء عنهم.
ربما كانت الأحجار التي تحمل الرجاءات ثقيلة، لذلك، قرروا جميعاً طحن الحجر ليجعلوه غباراً ينثروه مع الريح ليدخل بين طبقات السماء ، صارت لكل منهم مطحنته الخاصة، يضع فيها أحجاره الرجائية فيطحنها، حتى صار لا صوت في المدينة غير صوت طحن الرجاء، وكان الصوت في درجات مختلفة بحسب تأريخ الرجاء وعدد مرات قذفه إلى السماء، وبذلك، كنتَ تعرف البيوت الاكثر خيبة من صوت طحن رجائها
.
قريباً سيصيبهم الضجر، حينذاك، يقررون قرارهم. الكل يجمعون غبار ما طحنوا في مكان واحد، قرب تلك النافذة العملاقة التي وضعوها وسط المدينة،! جمعوا غبار رجاءاتهم أو خيباتهم..لا فرق في المعنى هنا...جعلوه تلاً أمام النافذة المثقوبة، ثم نفخوا عليه نفخة واحدة كانت كعاصفة من الريح، تصاعد غبار الرجاءات المطحونة، وهم مستمرون بالنفخ، ينفخون...صعد بعضهم على أكتاف بعضهم، لينفخوا ما أستطاعوا من إرتفاع، يصعدون...يصعد الغبار..يصعدون...وكلما صعدوا يسقط ويهلك بعضهم من التعب.. يستمرون...حتى بقي الآخير على كتف ما قبله...وهو ينفخ ...حينذاك...كان على مقربة نفخة من نافذة السماء...فرآها أنها نافذة مغلقة وعليها قطعة مكتوبة...المراجعة من الباب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي