الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال الطفولة في قبائل العنف

سعد محمد موسى

2014 / 9 / 4
الادب والفن


لقد كانت أدوات القتل المتبعة في قواميس طفولتنا البائسة والمعاقة متفشية مثل (الجزوة والمصيادة) اللتّين كان يستعملها الاطفال في متعهم السادية لاصطياد الطيور والحيوانات . والتي توارثوها من أبجديات تقاليد العنف في المجتمعات القاسية والبدائية .
وفي مدارسنا كانت دراسة التأريخ والدين تكرسان بعقولنا البسيطة وقلوبنا الغضة ان القساوة والغطرسة هما من صفات الفحولة والرجل الشجاع وامتداد لتأريخنا الذي علينا أن نفتخر فيه بقدر غزواته وصليل سيوفه . أما التسامح فهو من صفات الضعف في دستور العشيرة .
وعلمنا المجتمع أيضاً أن نتبع أعراف القبائل والشرف العشائري والثأرات بدلاً من أن نعتنق ديانات العشق والجمال والفنون والانسانية .
...
في قبائلنا الهمجية كان الرجال يتباهون بقساوتهم وبدائيتهم وبشواربهم الكثة وغلاظة قلوبهم وهم كانوا يحملون (الصخريات والمكَاوير والخناجر اضافة الى أحزمتهم المعبأة بأشرطة الرصاص والبنادق).
وكأنهم في حربٍ أبدية ضد الوجود وضد الانسان.
فباتت عقيدة العنف والسلب عنوان لرجولتهم وهم يهددون الاخرين بالغزوات والثأرات والنهواة وحتى قتل بناتهم وأخواتهم بمفهوم غسل العار.
...

كنت أعاني كثيراً في ذلك المجتمع القاسي .. لاني كنت أرفض العنف وأحب الجمال والفنون ولانيّ كنت أحب الحيوانات والطيور وأرفض قتلها.. ودائماً كنت أرفض العرف الشرعي الذي كان يجيز من الذكر أن يستعرض فحولته وأن يذبح دجاجة مسكينة فوق الرصيف .. فكنت أعتذر لجاراتنا ولنساء المحلة أيضاً .. حين يطلبن منيّ ذبح دجاجة وأراقة الدماء أمام بوابات الجيران.
...
في ذاكرة المدينة كان هنالك الكثير من الناس الطيبين .. لكن المدينة أيضاً لاتخلوا من شخصيات كريهة وغير محبوبة انه صراع الخير مع الشر .
وكان في مدينة الطفولة الناصرية رجل فظ وغليظ القلب يدعى (مكَطوف) ولاأعرف من أين جاء هذا الاسم. وكانت هوايته السادية هي قتل القطط والكلاب ثم جرها من ذيولها ورميها وسط شارع عشرين وهو كان يفتخر أمام نساء المحلة ويستعرض فحولته وقساوته أمام رجال المنطقة أيضاً.
كانت لديّ قطة جميلة وكنت أخشى عليها أن تقفز بالخطأ فوق بيت قاتل القطط مكَطوف فربما ينال منها ويقتلها بفأسه الملطخ بالدماء.
وذات يوم رأيت زوجة مكَطوف التي كانت تشتكي لنساء المحلة من فظاظة زوجها فصرخت بوجهها قلت لها أخبري زوجك اللعين اذا قتل قطتي يوما ما فسوف أقتله.

حين أتذكر جارنا السادي مكَطوف أبو عبد السادة ..أشعر بانه داعشي ولكن من نوع آخر !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-