الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى إمرأة غانية (شِعر)

رمسيس حنا

2014 / 9 / 4
الادب والفن


ملاحظة : حتى لا يُساء فهم معنى كلمة "غانية" فقد أوردت كل معانيها فى صدر القصيدة: فكلمة "غانية" اسم فاعل من الفعل "غَنَى" الجمع : غانيات و غوانٍ. والغَانِيَةُ هى المرأَةُ الغنيَّة بحسنها وجمالها عن الزينة و الغَانِيَةُ هى أيضاً التي استغنت بزوجها والجمع : غَوَانٍ. و أخيراً الغانية هى راقصة تعمل في الملاهي الليليَّة.

الى إمرأة غانية
(شعر رمسيس حنا)

أحبك كما أنتِ
دون دثار أو خمار
عارية

أحبك كما أنتِ
متجردة من كل زيفٍ
أو إدعاءٍ
أو خطوط واهية

أحبك كما أنتِ
برية ... ريفية ... حضرية
مجنياً عليها
أو جانية

أحبك كما أنتِ
بكل التفاصيل الدقيقة
للملامح الباقية

أحبك كما أنتِ
و لن أسألك
عما قطعتِ من طريق
ماشية

أحبك كما أنتِ
فلا تضعى يدك على المحراث
و أنت للوراء
حانية

أحبك كما أنتِ
امامى .. و خلفى .. و جانبى
و فى المحراب
لستِ جاثية
على ركبتيك
تطلبين صفحاً .. و عفواً ..
و مغفرةً
لإمور ماضية

لا يمكن أن تكون إمرأة
تلك التى بلا تاريخ
لحظةً أو ثانية
فأنى أحترم التاريخ
إذا ما كان صادقاً
و أنتِ له بانية

فالزمان فى المكان
رافع
و المكان فى الزمان
واقع
و دورك فيهما
موجات عاتية

وكل شيئ يتغير
هذا كُنه الوجود
حقيقة شافية

و علة وجودى
و وجودك
و كيانى و كيانك
أسمال بالىة
و روحى و روحك
و روح الوجود
لا نراهم خلف الرابية

فتعالى يا إبنة الحلم
نعب من كأس الحياة
لياليها السارية

كونى كما تبغين
صريحةً ..
صراحة البادية

كونى كما تبغين
جافةً
ممطرةً
مبرقةً
أو مرعدةً
كونى كما تبغين
و أنتِ على حدث
الكينونة
راضية.

لهفى عليك
و أيناكِ يا روح الوجود
باقية
أين أنتِ؟؟
أو هل تضنين علىَّ برؤياك
ثانية؟؟
أم خرجت على طبيعتك
و لجأتِ للحواشى
و الحاشية؟؟

قوليها – و ما أشق أن تقوليها –
كلمات بائسة
عابثة
يائسة
عابسة
أو حتى كانت نابية.

هل بحبى أضعتك؟
أم أنتِ بالحب فانية؟
هل سئمتِ الحب؟
و مللتِ العشق؟
و عاشقك؟
إذاً كيف تكونى غانية؟
هل تعللتِ بشرك
إذ الوجوه طُمِست؟
ففقدتِ ملامحك الزاهية

هل ترحلين دون وداعٍ؟؟
دون عربدةٍ؟
أو تنسحبين خلسة
دون إشارة حانية؟

أو هل توحش حبى
فأصبحتِ أنتِ
ضحية غير راجية؟

اَه من "هل؟"
و "لمَ؟" و "لماذا؟" و "كيف؟"
فحيرة العقل
دموع فى الماَقى
دامية.

لا .. لن أبكى
لن أندم
لا .. لن أرثى
أحلام عجوز
دمرت
فى بحور النظم
كل شانية
ما تعودت
التشبث بأحلام
بأوهام
غير واعية

فهل تحول الوعى و الوجود
الى نقيضين
فى اللاذات النافية؟؟
لا ..
لن أطويك
يا صفحة حقيقتى
البالية
فانا صنعتك من أوهامى
من دمى و لحمى
من ريشتى
الباقية
و جمعتك كياناً
من الأشتات
القاصية و الدانية

فأنتِ جزء من تاريخ
وهمى – المسمى – وجودى
و افعالى الخاطية
و ذنوبى المتعدية

و تفاعلت – يوماً – عجينتنا
فى الوجود
فى العدم
فتجلت صافية
و إمتزجت
– فى كينونة الجسد –
أنفاسنا الفانية

فلا .. لن تموت أحلام
ففى اللاوعى
سفينة راسية
(شِعر رمسيس حنا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح