الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزوة داعش على كوردستان، لا تخلوا من فوائد ايضاَ!

عبدالله جاسم ريكاني

2014 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



على الرغم من الفواجع و الكوارث التي اصابت الشعب العراقي عموماً و الشعب الكوردستاني خصوصاَ من جراء غزوة داعش و اكتساحها لثلث مساحة العراق في مدة قصيرة، وإرتكابها للمجازر مثل مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي، كل ذنبهم هو انتماؤهم للمذهب الشيعي، و طرد المسيحيين من مدينتهم بشكل مهين أذهل العالم المتحضر، و قتل و طرد و تهجير و سلب و نهب و إغتصاب الكورد الايزديين و إتخاذ نسائهم سبايا و بيعهنَّ في سوق النخاسة و المتاجرة بأعراضهنَّ، أمام أعين العالم كله دون ان يرفَّ لهم جفن، ولكن الغزوة لم تخل من فوائد أيضاً و خاصةً بعدما تبين للعالم كله، فداحة الخطر التي تشكله هذه المنظمة و أخواتها من النصرة و القاعدة على السلم و الامن الدوليين. هذه الفوائد، إن صحت تسميتها بهذا الإسم، يمكن إستخلاص بعض العبر و الإستفادة منها مستقبلاً على كافة الصعد الدينية و الوطنية و الكوردستانية.
أ- فوائد داعش الدينية
1- داعش فضحت المستور وكشفت عن عورات العرب و المتأسلمين وشيوخ الدين المسيّسين في ضربة واحدة. و لا داعي للبحث و التقصي في بواطن الكتب و التراث و تضييع الوقت لتكتشف حقيقتهم. فقط علينا ان نقرأ البعض من كتب اسلافهم "الصالحين" ونقارن ما فعلوه بالشعوب و الاقوام بما تفعله داعش اليوم قبل أن نسارع في التبرّؤ من أفعالهم.
2- داعش هي جزء من المسكوت عنه في تاريخ العرب و المسلمين كونها تبيع النّساء المسيحيّات والإيزيديّات، كما فعل سلفهم "الصالح" من قبل، على أساس أنّهن سبايا حرب.
3- أثبتت داعش ان الإسلام لم يعد يتمدد بالحكمة و الموعظة الحسنة، بل بالعبوة و السيارة المفخخة.
4- أثبتت داعش فشل الدين الاسلامي طيلة 1400 عام من تاريخه، و مع الاسف، في تحويل العرب من أمة "جاهلية" تعيش على الكر و الفر و السلب و النهب إلى أمة متحضرة تعيش على القيم الإنسانية النبيلة.
5- أثبتت داعش أن ألاعراب كانوا و لا يزالون و سيبقون أشدّ كفراً و نفاقاً و أجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله.
6- داعش فضحت "الدواعش"، الذين يسيرون بيننا متأنقين لغوياً، يلبسون ألأربطة الغربية و يتحدثون عن الحريات والديمقراطية، وهم في أصل خطابهم لا يقلون فاشية وتكفيرا وتطرفا دينياً.
7- تبين لنا و كما إعترف به بشجاعة إمام الحرم المكي السابق، الشيخ عادل الكلباني، بأن تنظيم «داعش» هو نبتة سلفية و إنه التطبيق العملي للتنظير السلفي، و أي كتاب عقائدي سلفي، يحتوي برنامج العمل الداعشي بالتفصيل مدعوماً بالأدلة وتلك حقيقة يجب مواجهتها بشفافية.وقال الشيخ ايضاً، الفرق بين داعش وبين بقية السلفيين التقليديين، أن الدواعش امتلكوا شجاعة التطبيق بينما بقية السلفية يكتفون بالتصفيق.
8- أثبتت داعش، ان سلطات حكومة الاقليم كانت مخطأة حين دعمت التيار السلفي على حسابات التيارات الاسلامية الاخرى إستناداً على تحليل الشيخ الكلباني.
فوائد داعش على الصعيد المحلي و العراقي
1- أثبتت داعش، أن طائفة السنة لا يمكن الثقة بها مطلقاً، إذ بات معروفاً لدى القاصي والداني أن الإرهابيين القتلة معظهم من المذهب السني، وأغلب الضحايا المستهدفين هم من الشيعة و الكورد والمسيحيين و الأزيديين و غيرهم من العراقيين.
2- أثبتت داعش بأن من يعتقد بأنها لا تمثل السنّة العراقيين، فهو أكثر داعشيةً من داعش نفسها.
3- وقعت داعش في شرِّ أعمالها عندما خدعها حلفاؤها السنة و البعثيين في الموصل وأقنعوها بغزو كوردستان و مواطن الاقليات في المناطق الكوردستانية، الأمر الذي فتح عليها أبواب جهنم و ألّبت عليها دول العالم.
4- بسبب هذا الفعل الإرهابي، والإثخان في القتل، و قيامها بكل ما هو مقرف و مقزّز، توحّد العالم ضد داعش.
5- - للمرة ألاولى، سنحت الفرصة للمكونات العراقية الدينية و العرقية و بالذات تلك التي تعيش في المنطقة المشمولة بالمادة 140، فرصة الحصول على حماية دولية و منطقة آمنة تعيش فيها بسلام.
6- أظهرت مضاعفات غزوة داعش، بأنه يستحيل أن يعيش الشعب العراقي معاً بسلام في دولة واحدة ونظام ديمقراطي. الشيعي سيبقى رافضياً لدى السني و السني سيبقى من أعوان يزيد الذي قتل الحسين. و خلال العقود الماضية لم نسمع سوى هذا الخطاب العنصري. و ماداموا هؤلاء كذلك فلا حل سوى الطلاق و التقسيم.
7- بقاء الشيعة و السنة و الكورد مع بعضهم البعض في نفس الدولة لاتعني سوى أراقة المزيد من الدماء و القتل و زيادة الحقد بين الطوائف و القوميات.
8- الغزو الداعشي غير المبررلكوردستان، اظهر أنه لا يمكننا الاعتماد على الجارة "الشقيقة"، تركيا و السلطان اردوغان و خاصة في الضراء و عند النوائب على الرغم من أن زعمائنا باتوا يؤدون العمرة و المتعة و الحج عندها بمناسبة و غير مناسبة.
9- داعش، عرّت و فضحت الحكومة العراقية برئاسة المالكي في بغداد للاسباب التالية:
- اثبتت ان قوات البيشمركة هي فعلاً جزء من المنظومة الدفاعية العراقية بعد إستماتتها في الدفاع عن و تحرير المناطق العراقية المحتلة من قبل داعش على الرغم من قطع حكومة بغداد لرواتب البيشمركة و منع تزويدهم بالاسلحة
- على الرغم من الدعم المادي التي تقدمه العديد من الدول لاقليم كوردستان بسبب الحرب المفروضة عليه من قبل داعش و أخواتها، قامت الحكومة العراقية بقطع ميزانية الاقليم ورواتب موظفيها للاشهر الثمانية الماضية، و هذا عار عليها.
- لو لم تقم حكومة الاقليم بتطوير ثروتها النفطية و الاستفادة من واردات مبيعاتها المتواضعة من النفط، لكانت قد أفلست و استسلمت لداعش. و هذا دليل آخر على خطأ سياسة حكومة بغداد عندما عارضت بشدة سياسة الاقليم النفطية.
فوائد داعش على الصعيد الكوردستاني
1- أعمال داعش أدت إلى تسابق الدول المحبة للسلام و الديمقراطية الاوروبية و الاميركية (ما عدا الدول العربية و الاسلامية طبعاً)، الى تأييد كوردستان في الحرب المفروضة عليها من قبلها، و مساعدتها بالعدة و العتاد و التأييد المادي و المعنوي.
2- أعمال داعش نتجت عنها، إقدام الدول على تقديم الاسلحة مباشرةً الى كوردستان و للمرة الاولى دون الاكتراث بما يسمى بإسطوانة سيادة العراق المشروخة، بعدما تأكد لهذه الدول أن الكورد يخوضون صراع وجودي مع داعش و باتوا رأس الحربة في الحرب ضد الارهاب.
3- بفضل الدفاع المستميت ضد داعش،أصبحت مفردات (البيشمركة، الكورد، الايزديين، شنكال)، تحتل العناوين الرئيسية للصحف ووكالات الانباء العالمية، وهذا لوحده يشكل إنجاز و سبق صحفي لم نكن لنحضى به حتى لو كنا قد صرفنا الملايين من أجله.
4- كنتيجة عرضية لغزو داعش، حازت كوردستان على سمعة طيبة عالمياً، و ذاع صيتها كونها المنطقة الوحيدة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا و الى حد ما العالم الاسلامي، التي تستطيع كافة الاديان و الإثنيات و الاقوام و الطوائف ان تعيش فيه في وئام و سلام و خاصةً بعد ان اصبحت ملاذاً للهاربين من الجحيم العراقي من قبل العرب السنة و الشيعة، التركمان السنة و الشيعة، المسيحيين بكافة أطيافهم، الشبك السنة و الشيعة، الايزديين، البهائيين، اللاجئين من كوردستان سوريا و تركيا، بالإضافة الى خمسين جنسية اجنبية اخرى تعمل و تكسب قوتها في الاقليم كعمالة أجنبية.
5- في دفاعها عن نفسها ضد غزو داعش، أثبتت كوردستان أنها جزيرة تتسع لكل ألأديان بعكس جزيرة العرب التي (لا يجتمع فيها أكثر من دين).
6- الحرب ضد داعش، صعدت حظوظ الكورد في العراق، وبات رئيس أقليم كوردستان يحظى بدعم أميركا وأوروبا وإيران التي زار وزير خارجيتها ظريف، أربيل، ليعلن بارزاني أن إيران زودت البيشمركة الكردية بالسلاح والعتاد، كما فعلت أوروبا أيضا.
7- داعش و حّدت الكورد في أجزائها الاربعة، المحتلة منها و غير المحتلة، في سابقة قلً نظيرها في التاريخ الكوردي.
8- داعش و حّدت صفوف الاحزاب الكوردية بكافة اطيافها القومية منها و الدينية في اقليم كوردستان العراق.
9- داعش أجبرت حكومة اقليم كوردستان على إعادة النظر في قواتها العسكرية من كافة النواحي الادارية و التنظيمية و التسليحية و التدريبية و إعتماد المهنية في إعدادها و الابتعاد عن الحزبية و المناطقية و المحسوبية و الفئوية وخاصةً بعد ان شهدت هذه القوات انكسارات مؤقتة أضعفت ثقة الجماهير الكوردية فيها.
10- داعش و الحرب معها، كشفت عن العديد من مواطن الخلل في ادارة الحوكمة الكوردية، الترهل الحزبي و الوظيفي، العشوائية المتوطنة في ادارة الدولة، والتركيز على بناء الاحزاب بدلاً من بناء الأمة وفق المنظومة الاخلاقية العصرية و ليس وفق الولاء القبلي و العشائري و الحزبي و المناطقي الضيق.
11- بعد ان راحت السكرة و جاءت الفكرة، أجبرت غزوة داعش إدارة الاقليم و لأول مرة على محاسبة من تسميهم بالمقصرين و المتخاذلين من قادة اجهزة البيشمركة و الامن و الحزب . هذه الصحوة و إن جاءت متأخرة جداً و لكنها خير من أن لا تأتي أبداً. الجماهير في كوردستان، إستقبلت هذه الصحوة بقبول واسع عسى أن لا تكون زوبعة في فنجان كسابقاتها.
1/ 9/ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح