الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش ومفاتيح دمشق والمشروع الشرق الاوسطي الجديد

فارس خليل ابراهيم

2014 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يتذكر الكثير منا طبيعة التبريرات التي رافقت اولى موجات التفجيرية الارهابية التي شهدها العراق اواسط عام 2004 والتي كان نصيب المدن الشيعة المقدسة الحصة الاكبر من هذه الاعتدائات ,هذه التبريرات التي اخذت تخرج عن حدود المعقول مع ازدياد استهداف المناطق الشيعية ذات الكثافة السكانية العالية ,ناهيك عن ضرب اي مركز او محفل ديني لهذه الطائفة.
وكان المتهم الاول في هذا الرعب الجديد الذي لم يعرفه العراق من قبل هو المحتل الامريكي "وهو ليس ببعيد عن ذلك"
ولكن مع تبني تنظيم (جماعة التوحيد والجهاد) تلك الهجمات ؛ بداءة تلك التبريرات تأخذ منحى آخر جديد , القت من خلاله باللائمة في تلك الجرائم على ( الجماعات العميلة لامريكا واليهود )! التي تعمل بأسم القاعدة والقاعدة بريئة منها!. ومن هنا بداءت الحكاية.. حكاية اختراق المخابرات الدولية ( امريكا و اسرائيل ) لهذه المنظمة بهدف تشويه سمعة (المجاهدين)! وتمزيق وحدة الصف العراقي في مواجهة المحتل.
وبعد ان بايع ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم (جماعة التوحيد والجهاد) لاسامة بن لادن اميراَ للمؤمنين,ولد تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين". وفتحت لهذا المنظمة الارهابية, آفاق مادية وبشرية كبيرة عززت من سطوته في المناطق الغربية للعراق الى درجة بداء الزرقاوي ينوا بممارساته بعيدا عن توجيهات المركز في تورا بورا بافغنستان.
وفي ضل هذا الواقع الجديد الذي لايصح عزله عن مجمل الاحداث التي شهدها العراق والتي ساعدت على ولادة الارهاب في البلاد بداً من التركة الثقيلة للنظام السابق مرورا بقرارات ابريمر المدروسة في حل الجيش والاجهزة الامنية في العراق بهدف خلق الفوضى ولعقود طويلة وصولا الى التناول الخاطئة للحكومات السابقة لتلك التركة وقرارات ابريمر سيئة السيط . ومع إيمان الزرقاوي بفكرة ( لامركزية التوجيه والتنفيذ ) لاذرع القاعدة عن المركز وحرسه القديم في افغانستان؛ادخل الاخير في خلافات حادة مع تلك القيادات ,وبالذات الذراع الايمن لاسامة بن لادن "ايمن الظواري", الذي كان يرى ان محاربة العدو الصليبي ( الامريكان وحلفائهم) في بلاد المسلمين هي الاولوية الستراتيجية للمنظمة, وان شن حرب طائفية ضد المكون الشيعي خطاْ سترايجي فادح(انتحار).
لكن الزرقاوي اخذ ينوء بنفسه ومنظمة عن توجيهات المركز وشن حرب طائفية معلنة ضد الشيعة بل ومع كل من يتعاون مع " الحكومة الصفوية العميلة في بغداد"! سواء كانوا سنة اوشيعة ,فهم ترس للاعداء ويجب كسر الترس للوصول الى العدو " الصليبي" .
وهنا كان على الفئات المتعاطفة مع تلك المنظمة الارهابية ان تتبنا خطاب جديدا يمكن من خلاله تبرير الافعال الارهابية لتلك المنظمة " المجاهدة "! ويدفع عنها التهم , بداءً من انكار وجود شخصية تقود فرع القاعدة في العراق تدعى الزرقاوي وحيك عن هذا الامر الكثير, وصلت الى حد قيل انه شخصية لاتينية من اصول عربية يعمل لحساب المخابرات المركزية الامريكي ويخرج بين الفينة والفينة بمقطع مصور في صحراء مجولة ! بغرض تشويه "شرف من لا شرف"له. وقيل ايضا وقبيل مقتله بمدة قصيرة , كان هناك من هو الزرقاوي وقتل في غارة جوية وهو مبتور الساق ولا علاقة للمغفورله! بهذا الشخص الذي يظهر في المقاطع المصورة ويلقي بالوعد والوعيد.
مرورا الى التهليل والتكبير وتضخيم اي عملية عسكرية للقاعدة تستهدف الوجود الامريكي في العراق وصولا الى إنكار اي جريمة ترتكبها تلك المنظمة بحق المدنين العزل ,والمتهم هنا ( الجماعات المسلحة العميلة ) لكن هذه المرة ليست لاميركا بل العميلة لايران , وهذه بداية الحكاية الثانية والتي لم تنتهي مع نهاية الزرقاوي عام 2006 والذي نعاه وأقام له العزاء من انكروجوده قبُيل عرض صورة جثته في التلفاز.
وبعد مقتل الزرقاوي ارتئا تنظيم القاعدة في العراق اختيار قيادة جديدة ,محلية يمكن من خلال اصولها العراقية ان تمتص حالة الغضب والاشمئزاز ضد هذا التنظيم وقيادة السابقة. واعلانةً الدولة الاسلامية في العراق وبويع ابو عمر البغدادي (حامد داود محمد خليل الزاوي) اميرا عليها.
ولكن سرعان ما تهاوى هذا التنظيم امام ضربات القبائل العربية في المنطقة الغربية بتأسيس الصحوات عام 2007 بمقاتيلن سنة ودعم الجيش العراقي والاستخبرات العسكرية الامريكية, واعلن عن مقتل اميرها ابو عمر البغدادي ربيب الاجهزة الامنية للنظام السابق.
//داعش//
كانت مقدمة طويلة , لكنها ضرورية لتفسير سيل الاحداث المتسارع التي تشهدها المنطقة والعراق تحديدا والتي افرزتها ظاهرا تمدد (داعش) او الدولة الاسلامية في العراق والشام بزعامة ابو بكر البغدادي او (إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي) ,الذي انتمى الى تنظيم (جماعة التوحيد والجهاد) بقيادة أبو مصعب الزرقاوي عام 2003. وتولى مهمة تهريب المقاتلين الاجانب إلى العراق، ثم صار "أمير" لبلدة صغيرة على الحدود السورية لتامين تهريب المقاتلين . وأسس محكمة عُرفت بتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية .
اعتقل عام 2005 واطلق سراحة القوات الامريكية عام 2009 " فشكراً لامريكا هداياك لاتنسى ابداً" !
تولى قيادة تنظيم ( الدولة الاسلامية في العراق ) بعد مقتل أبو حمزة المهاجر امير التنظيم
وكان لقرار ارسال مقاتلي التنظيم الى المناطق الشرقية من السورية مع بداية الاحداث الجارية هناك الدور الكبير في مسيرة هذا التنظيم فقد استطاع هذا التظيم ان يتنفس الصعداء نتيجة الفراغ الامني في سوريا في بدية الازمة والافلات من الضغط المتواصل للجيش العراقي والصحوات في المناطق الغربية واختلاط عناصرتنظيمة بالمقاتلين الاجانب واكتساب خبرات جديدة ستلعب دورا مهما في العراق, ودخول هذا التنظيم على خط التوازنات الاقليمة والدولية في المنطقة .
وبعد تداخل الاوراق الاقليمة على الساحة العراقية ؛بداء تسلل مقاتلي ( الدولة الاسلامية في العراق ) الى المنطقة الغربية من جديد وعلى ضوء احداث ساحات الاعتصام وولادة حاضنة جديدة افتقدها التنظيم منذ عام 2007 .
ابو بكر البغدادي يعلن قيام الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) ويدعوا زعيم تنظيم النصرة بأن يبايعة اميرا للمسلمين ويرفض الاخير هذا الامر؛ يدخل التنظيمان صراعاً دمويا مما يثر حفيظة وحنق ايمن الظاهري الذي يعلن البراءة من هذا التنظيم المارق ويدعوه الى التوبة والعودة الى احضان التنظيم الام .
ابو بكر البغدادي يسخر من الظواهري ودعواته!ويدخل الصراع السعودي القطري على ريادة المنطقة والخليج العربي صداه في تمويل هذا التنظيم في صراعاته المتعددة الجبهات في حين ان السعودية تدعم "لواء التوحيد" و "أحرار الشام" و "جيش الإسلام"، وجميعها على صلات قوية بجبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا, وجدت قطر في ( داعش ) ضالتها المنشودة في صراع النفوذ ضد النظام السعودي,
الحكومة التركية تقف على الجبال لاترد احدا مادام يساهم في ازاحة النظام السوري.
ان التركيبة الفريدة لهذا التنظيم وحسن ادارتة للموارد البشرية والمادية للمنظمة وشراسة مقاتلية وانتمائهم لاعراق كثيرة اختصرت فيه القيادة الميدانية العليا للاجانب والمقاتلين من الجنسية المحلية للبلد الذي يدور فيه الصراع واعتمادة اسلوب " الدعاية المتحركة" وبشاعة التنكيل بكل المعارضين ولو بالفكر او العقيدة جعلته محط اهتمام وخوف المنظمات المنافسة .
لكن مع ازدياد نفوذ هذا التنظيم في سوريا وقيامه بمهرجانات الدم والتعذيب ام السكان لايصال رسالة محدد للمناوئين واعتدائه على المزارات والحرمات الدينية وهدم الاضرحة
دفع بالحواضن الارهابية التي احتضنة القاعدة فيما سبق والمتعاطفين القول مادام ان (داعش ) تقاتل النظام السوري الذي تخلى عن المعارضين للنظام القائم في العراق بعد التفاهمات التي جرت بين العراق وسوريا اثر خروج القوات الامريكية من العراق وهي تقاتل الان "الجيش الصفوي" فأن ماترتكبه هذه المنظمة لا يعنينا في شيئ , ولكن مع احتلال الموصل واستمرار مسلسل الاعتداءات على الحرمات وتهديم المراقد المقدسة في المحافظات المحتلة؛ تبين فجأة ان (داعش) ايرانية المنشاء وشارك في صناعتها النظام السوري الحكومةالعراقي( يعني بس الشيعة) ! ولاتمت للثوار بصلة وارتضى هنا المتعاطفون مع التنظيم ان يؤدوا دور مجاري الصرف الصحي لرمي قذارات هذا التنظيم على الاخرين.
//دمشق ومحاولات التغيير القادم//
لم تحرك امريكا ساكنا حتى طرقت (داعش) ابواب اربيل المدللة ولكن ومع ذبح الصحفي الامريكي الاول بداءات التصريحات تتوالى من البيت الابيض عن الخيرات المطروحة ضد هذا التنظيم ومنها الضربات العسكرية ولكن ومع ذبح الصحفي الثاني خرجت تصريحات تثير علامات استفهام كثيرة, تصريحات مفادها ان الادارة الامريكية تدرس خيار ضربة عسكرية ضد اوكار هذا التنظيم في الاراضي السورية ,بل وطرحت ايضا خيار تدخل عسكري للقضاء على القوة الضاربة لهذا التنظيم في الاراضي السورية "في حين كان الاولى بهم القضاء على التنظيم عندما تمدده في الاراضي العراقية" بدل استخدامه كورقة ضغط على حكومة نوري المالكي لدفعه الاخير للتنازل عن رئاسة الوزراء.
وقد اجتهدة وسائل الاعلام الامريكية والقنوات العربية المتجحفلة معها في تصوير هذا التظيم كونه تنظيم ايراني سوري لكسر وحدة صف الثوار السوريين رغم الخلفية العقائدية والتاريخ التظيمي والعسكري لقادته وعناصرة الذي استعرضناه في هذه الوريقات, في حين مازل البعض يصرخ (داعش) ايرانية ولم تكن هذه الاصوات بمعزل عما يدور من صراع اقليمي ودولي في المنطقة التي ترغب من جعل داعش حصان طروادة الذي تحاول امريكى من خلاله الولوج وبقوة كافية الى الجبهة السورية لتصحيح المسار هناك . فقد ايقنت اميريكا ان الحرب الدائرة في سوريا لن تسقط النظام بل على العكس فالسنة الاخيرة من هذا الصراع شهد تقدم كبير للنظام السوري في الجبهات كافة وبمساعدة ايران ورسيا وحزب الله ,ويجب ان ينتهي هذاالصراع لصالح مشروع (الشرق الاوسطي الجديد) الذي لا مجال فيه للانظمة المركزية القوية وعلى الادارة الامريكية الرد والانتقام من قتلة الصحفيين الامريكيين"والذي شك الكثير في حقيقة هذين الحادثتين" وعليه فان على داعش ومن ساهم في صناعتها دفع الثمن تلك الجريمة والذي قد يدفع بالادارة الامريكة بالتدخل العسكري ضد (داعش) والجيش السوري معنا, من خلال ضربات جوية وصاروخية لتعديل مسارالعمليات العسكرية وخلق التوازن المطلوب في الجبهات السورية لحين ايجاد البديل المناسب للنظام السوري ,وقد تفتح الابواب الخلفية للاراضي الامريكية لبعض عناصر هذا التنظيم للقيام بأعمال ارهابية مشابة لما لاحداث عام 2011 "المشبوهة" ؛ تسوخ للادارة الامريكية الطلب من شعبها تحمل بعض النفقات الزائدة ؛للاطاحة بهذا النظام الذي احتضن تنظيم تجراء بالتطاول على السيادة الامريكة, خاصة بعد افلاس ورقة (الاسلحة الكيماوية), للتخلص من النظام السوري وهذا التنظيم "الارهابي" الذي تضخم كثيرا والذي ادى ماعلية من تقسيم المقسم وتجزئة المجزء في مشروع الشرق الاوسطي الجديد وانهاء التواجد الروسي في البحر المتوسط والقضاء على اهم حليف تاريخي للنظام الايراني في المنطقة وكفى الله ( اسرائيل ) شر القتال!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال