الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 9 / 6
كتابات ساخرة


أميركا تراقب عن كثب فلا يغرّنكم الكذب , وأعتذر عما صدّقت سابقاً من تسريبات لأسماء مفترضة لتوّلي الوزارات والمناصب فهي محض أوهام مصدرها سذاجتي كعراقي عاطفي بدوي , البيت الأبيض اليوم يريد حكومة (وحدة وطنية) معناها سحب البساط من الحكومات الخفّية , أقصد النقيضين (ولاية الفقيه - الوهّابية) , أو على الأقل أستبدالها بأخرى أقل تطرفاً لافرق إن كانت علنية أو خفيّة فالمهم أن تبقى بميول غربيّة , يبدو أن أوباما شيطانهُ ضعيف فهو لايهوى الحرب ويريد (حلاوة بجدر مزروف) بحسب أمثالنا البغدادية , يريد سلام وتغيير يسجله له التاريخ بأقل الخسائر ليكون شخصية (مانديليه) أكثر من نيلسون مانديلا بالأهمية , أما (كاميرون) فماهو الا مدعي صغير لايصلح أن يكون حليفاً قويّاً كونه لايقوى على هزم (ذيل أبو بريص) كما تصدح سيرته الذاتية, مجرد سياسي فاشل يعاني القلق و لايملك سوى أن يحابي ناخبيه البريطانيين ليخفف مالحق به من كراهية , الناتو محتار بأوكرانيا و يخشى أن تتمدد روسيا على حساب تدخلاته الشرق أوسطية , الخليج لاعب محترف بات في قلق ويريد أنهاء الأمر بسرعة خشية الشرارات و الأشارات (الأيرا-داعشية) , أوروبّا تعاني من هاجس الأرهاب الذي أثقل أقتصادها ويهدد اليوم أمنها , العالم أقل أماناً بوجود الأحتراب الطائفي , حتى أسرائيل دخلت المأزق وهاهي في أزمة حدود سببت لها أزمة داخلية , كل ذلك أدّى الى أن تكون التشكيلة الحكومية في العراق حتماً ولابد (وطنية) , (يعني) ستبعد الشخصيات الطائفية و (تعني) مَن أراد الألتحاق بها يجب أن يعمل (نيو لوك) و يحلق لحيته ويلبس (قاط ورباط) ويدعي بأنه من أنصار الهوية الوطنية و الدولة المدنية.
قبل أربع سنوات أخبرني أستاذ الأقتصاد في كلية القانون إن (الموضة) كما يسميها العرب أو (الموده) كما نسميها نحن العراقيين , تصنع في مطابخ الغرب , ليتم التحكم من خلالها بالأسواق لتفتح كل عام أمام السلع الهائلة التي تضخّها مصانع الرأسمالية , يضطر المستهلك الى شرائها ليواكب المفاهيم المصطنعة التي زرعتها نفس الماكنات الرأسمالية , هي أذا لعبة دورية إيحائية وقسرية , كلام الأستاذ صحيح , أميركا قبل عشر سنين (بالتمام) وعلى يد والي العراق (برايمر) أسست و باركت (حكومة المكونات الطائفية) , واليوم تأتي لتغييرها الى (حكومة وحدة وطنية) , من كل ما ورد أعلاه أخرج بأستنتاج يستحق أن يجيّر لي كـ (برائه إكتشاف) يقول :
الموضة في السلع تحصل كل عام , وفي تغيير الأنظمة تحدث كل عشر سنين , رفعت الأقلام وجفّت الصحف , وأنتهت النظرية دون أي حق أو ملحق يوضّح الأسباب التي جعلتنا بالنسبة لأميركا والغرب مجرد فئران مجانية من جهة , ومن جهة أخرى تدر (مهما أصابها) أرباحاً فلكية , هو إذاً قانون لايفسره الا الإسقاط (العربي) الموسوم (مصائب قوم عند قوم فوائد) , فهي علاقة مستمرة , كانت قبل عشر سنين (شوارب قوم عند قوم حواجب) , صارت اليوم (جماجم قوم عند قوم قلائد) ومع تلك المهزلة التي تشعرنا بغباء أسطوري لايسعنا الا الحنين الى الـ (البالات) وهي كل الأشياء القديمة والمستعملة والتي لاتخضع للـ (موضة) الغربية فمعها نشعر بالحرية أكثر من كل هذا الأستلاب والخنوع والدونية , فثمن مواكبة الموضة غالٍ أحبتي , نقتطعه ونحن الفقراء من الـ(البلعوم) كل سنة أو يقطع في كل عقد (بلاعيمنا) ومعها رؤوسنا , ونبقى مدينين بأموالنا و أرواحنا للأبد وهكذا خلقنا لسذاجتنا , نراكم بعد عشر سنين مع موضة (عقدية) أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان