الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت سياسي .........أم عراقي

علي الصفار

2014 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي يجتمع قادة العالم في ويلز برؤوسه الكبار من الذين يقودون دولا بمعنى الكلمة توصف بالدول الكبرى بإقتصادها وسعادة شعبها لمناقشة تهديد داعش الذي يبعد عنهم آلاف الكيلو ميترات ويتخذون قرارات حاسمة لمنع إرهاب قد يصل إليهم (لاحظو قد )،قرارات ستؤثر على مستقبل العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط وتراهم حاملين أوراقهم بأيديهم وعلى وجوههم علامات الجد والبساطة والحزم ،منتظرين طلبا رسميا من الحكومة العراقية الجديدة ، ينشغل السياسيون العراقيون الكومبارس ، رجال اللحظة الأخيرة والزمن الرديء بعد مقاعد الوزرات وأمامهم صحون الفواكه في منظر مقزز لايوجد له مثيل في أية دولة في العالم،‘منظر يقودك إلى تذكر قول أمير المؤمنين ( أطعمتك يد شبعت ثم جاعت ولا أطعمتك يد جاعت ثم شبعت) وفي المقطع الأخير كان يتنبأ ويشير إلى سياسي العراق الذين لازالت عقدة الجوع تسكن عقولهم،ورغم إن عصابات داعش إحتلت ثلث العراق ولاتبعد عنهم سوى 40 كيلومتر وعلى أبوب منطقتهم الخضراء وقربها تتوالى الإنفجارات التي تحصد جمهورهم ،بالرغم من كل ذلك تراهم يقهقهون وكأنهم يعيشون في دولة لايسمع فيها إلا تغريد البلابل والعصافير ولايرى فيها غير النساء والرجال والأطفال الباسمون وعلى حدود بلدهم يقف الألآ ف من شعوب دول أخرى طالبين اللجوء للعراق حتى إنهم ولثلاثة أيم لم يصرحوا بشي له علاقة بمؤتمر الكبار وداعش.
أما شعبنا العراقي الذي لا نذكره إلا ومعه كلمة العظيم والذي كان يوصف بسرعة البديهية التي ترجمها يوسف العاني في إحدى مسرحياته بأنها تعني ( يلكفها وهي طايرة)،وبدلا من الثورة على من يسمون أنفسهم بقادته ترى الكثيرين منهم ليس في العراق وحده بل في الكثير من عواصم العالم وعلى صفحات الفيس بوك مستخدمين كل وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي وكل منهم يحمل حاسبته في جيبه ليحسب عدد وزارات مكونه ،والتقيت صديقين لي من مكونين مختلفين في إحد المقاهي كنا متقفين على تنظيم حملة تبرعات للنازحين إلا إنهم إعتذروا وظلوا يتصارخون عن مايجب أن يحصل عليه مكونه على وزارات.
السني يريد التعليم العالي ليطرد شيعة علي الأديب ،والشيعي يريد الصناعة التي نهبها الكربولي السني ليقضي عليها نهائيا ،و(الملا) الذي يبني فيلا في عمان ستكلفه بحدود مليون دولار وهو الذي لم يكن يملك شيئا زمن البعث(فيما يهجر أهل الأنبار في الصحاري) يرفض تجريم البعث وكأن البعث حزبا سنيا كتابه صحيح البخاري وليس (في سبيل البعث) أو إن سنة العراق لا هم لهم بعد أن بنوا محافظاتهم وأصبحت بمصاف الدول،لا هم لهم إلا عودة البعث (ويعتبون على الشيعة عندما يقولون لهم حكمتمونا 35 سنة) .والشيء ينطبق على كل الوزراات دون إستثناء حيث المآرب الشخصية هي الحاسمة.
السيد العبادي الذي أقنعنا أنفسنا بالقوة إنه ربما يختلف عن المالكي لأننا شعب طيب حد السذاجة، اشبعنا تصريحات علمية ووطنية عن تقليص الوزارات والكفاءات، وإذا بنائبي رئيس الجمهورية يصبحوا ثلاثة، ونائبي رئيس الوزارة يصبحو ثلاثة، والوزارات ال34 تصبح 36 ،وستعود الأشكال القديمة والقميئة لتتولى الوزارات مستخدمين تكنيك كرة القدم حيث يصبح خارج اليسار خارج يمين إنسجاما مع مايحصل حيث يلعب السياسيون بالوطن بين أقدامهم وكأنه كرة قدم بالية ، هذا أول كف يصفعنا به العبادي علنا نفوق ، ولكن شعبنا العظيم سريع البديهية ( اللي مفتح باللبن) يأبى الصحوة لأن فاليوم المذهب والكهرباء والقتل اليومي وداعش والهجرة والتهجير وغضب رب العالمين بالحرارة الشديدة أقوى بكثير من أية صفعة سنية أو شيعية أو كردية،فقد قررنا نحن شعب العراق إن المذهب والدفاع عنه هو قضيتنا الوحيدة.
تخيلوا جمهورية نواب رئيسها المالكي / علاوي / النجيفي والثلاثة لايطيقون بعضهم‘ سيترك رئيس الجمهورية شوؤن البلد ليقنع الضراير الثلاث ويرضيهم وعليه أن يكون حاذقا مثل النبي محمد(ولا يبدو عليه ذلك) ويعطي كل منهم كيوة كردية ويقول لهم ( آني أحب اللي إنطيته الكيوة)، الطامة الكبرى إذا جاء بايدن، مالذي سيقوله كل منهم له ومالذي سيخرج به الرجل من إستنتاجات،أنا متأكد إنه سيلغي مقترحه الأثير لديه لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم ويبدله بأربعة، إقليم معصوم وإقليم المالكي وإقليم النجيفي وسيضيف له إقليم علاوي للهاربين من الأقاليم الثلاث.
حقيقة أستغرب لو حصل هذا ، كيف سيستقبل العراقيون من كان السبب في معاناتنا لثمان سنوات ،وأعني بهما المالكي والنجيفي،يستقبلهم كنواب لرئيس الجمهورية وكأنه يكافئهم على خطاياهم الكارثية،أي إننا نقول للعبادي ووزرائه ،لا تهتموا ،إسرقوا وأفسدوا لأننا سننتخبكم لتكونوا في مواقع أحسن ،لأننا شعب كريم شعارنا الذي كان يتباهى به الزعيم : عفا الله عما سلف.
صدقوني نحن المسؤولون،نكرر الخطا ونلوم غيرنا بل نلوم الدول الكبرى لأنها لم تقدم لنا المساعدات لتحرير الوطن من داعش ،لكننا ننسى واجبنا والقاعدة الوطنية والإدارية المعروفة وترجمتها : عليك تنظيف بيتك أولا.هل هي صدفة إستخدام كلمة تنظيف ، ربما ولكنها الأصلح لحالة العراق الذي دنسته ولازالت تدنسه عصابات وزعماء طوائف لا علاقة لهم بالسياسة ومن العيب أن نطلق عليهم كتل أو أحزاب سياسية لأنه مهما سمعنا عن التعريفات الوسخة لمصطلح السياسة إلا إنها أكبر بكثير من السياسين العراقيين من الكتل الثلاثة.
هذه فرصة العراق الأخيرة ، وخلاف ماكان يردده الشاعر عريان ،اقول لكم (( باجر أنكس ...من أمس)).
قبل 2003 كنا نضحك مع أصدقائنا من البعثيين ممن نثق بهم ونقول لهم ( إنت بعثي ...لو عراقي))
الآن علينا أن نسأل قادة ومنتسبي العصابات (الكتل الثلاث) :
أنت سياسي ....أم عراقي !!!!!!!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟