الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كش ملك

أحمد خليفة أحمد

2014 / 9 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عادةً أفضل أن أبدأ بشئ من التنظيم والتسلسل الزمني بكتاباتي مرفقًا بالتطورات وصولًا بالوقت الحالي ولكن في هذا المقال سأعكس الوضع لمحاولة تدارك الواقع وإستدعاء أحداثه :
تلاحقت في الآونة الأخيرة أحداث عنفٍ وتفجيراتٍ في أنحاء الجمهورية مما هددت أمن المواطنين وكان من شأنها تأجج حالة العنف ضد طوائف وفئات المجتمع ، وكعادة المواطن المصري يبهرنا باستنباطاته وتحليله قبل التحقيقات وكشف الملابسات أيًا كان توجهه ستجد عنده إجابة لاستفسارك وكل منهم لديه سيناريو مُعَد ومُرتب يَعج بالأحداثِ الدراميةِ والبوليسيةِ ولكن يفتقر للواقعية ويبدو أن الإفراط في مشاهدة سلسلة (Mission Impossible ) قد أصابنا بشئ من العته الفكري في التعامل مع الاحداث .

وفي محاولة لمحاكاة فانتازيا التأليف التي أصابت الجميع وأخرجت السينارست المتشرد القابع بداخله ليروي لنا تحليله لما يحدث ، سأحاول إستدعاء هذا المتشرد الكامن بداخلي لأخط سيناريوهاتي ولكن دون فرض لأحدهم عليك أقرأ جميعهم وحاكي به الواقع أو أضرب به عرض الحائط .

(1)
السيناريو الأول
الأحداث بتجريدها من الخيال وبعض الأحداث المترتبة قبله وأدوات التصعيد يكون الفاعل ( جماعات تكفيرية ) ، بمعني أنه لا تزال الطريقة التقليدية في التعامل مع الأمور منذ أواخر الثمانينات إلي الآن ، وأن هذا الحادث رد فعل لأمور عديدة وتصعيد لأكثر من حدث أهمهم حملات الاعتقال عليهم بسيناء وتدمير مواقعهم – علي حد المُعلَمْ - ومن منطلق لكل فعل رد فعل فهذا رد الفعل لهم.

ولكن السؤال الأهم هل لا يزال نفس الأسلوب الهجومي للتعامل منذ عقود وإلي الآن؟!
ألم تصبهم آفة التجديد والتحديث وخاصةً ان أغلبهم قد تمدين ولبس من لباس أهل المدينة ورابطة العنق التي كانوا يحرمونها من قبل وأنها أدوات رفاه لا حاجة لهم بها ؟!

(2)
السيناريو الثاني
الأحداث من منظور الأحداث الجارية ومحاكاة للواقع يكون الفاعل (جماعة الإخوان المسلمين) ، بمعني أنه رد فعل لما حدث في رابعة والنهضة وأدوات القمع الأمنية والترهيب التي تحدث عليهم وسبق وأن هددت قادتهم لأكثر من مرة بهذا الرد القوي نظرًا لما يحدث لهم من حملات اعتقال وتصفية بشكل مباشر أو غير مباشر وأنها حرب والحرب خدعة وما هذا إلا أداة ترهيب للدولة وعرض للقدرة القتالية والهجومية لهم ، وأنهم قادرون علي إكمال السيطرة علي المنافذ الامنية أو إرهاقها وإن كنا نذكر حادث الكمين - كمين بني سويف – علي سبيل الذكر لا الحصر كان تأويل البعض ممن يبررون أنها فعلة " الإخوان المسلمون" ألاتتصدر الأجهزة الأمنية المشهد في ذكري يناير والدعوة للحشد القادم وهذا تواكب مع حادثتين أولهم دعوات التهديد بحملات ورقية منشورة أو إلكترونية لاستهداف أسر الضباط ومنازلهم ، والثانية بيان الاعتذار الذي من وجهة نظري كان دليل إدانة لهم وخروجه هو خسارة للكيان لا مكسب فإن كانت مظاهراتك سلمية وأنك علي حق كما تقول لما تعتذر وتخرج ببيان كما تسميه تصحيح او تراجع إذًا فهناك خطأ وأنت تراجعت عنه او جانبته ، وأن مردود هذا البيان أجري انقسامات داخلية وغيرها مما أضطر بعضهم لهذا الاعتداء.
ولكن في كلتا الحالتين تم فعله بشكل مباشر من الكيان بتخطيط شامل بعد بيان الاعتذار ، ام انه خروج البعض اعتراضا علي البيان وإعلان المقاومة فهو لا يخرج عن السيناريو المطروح أنه (جماعة الإخوان المسلمين).
وهناك تفسيرًا جانبيًا مقنعًا للبعض وهو انهم هم أيضًا الفاعلون مبررًا وجهة نظره بان هناك من فهم اللعبة بأن هذا دور الأجهزة الأمنية لتأجيج المشاعر ضد الإخوان فلما لا يقدمون علي هذه الفعلة وهم علي يقين بأن هناك من لديه اعتقاد بأن هذا كله مخططات أجهزة الدولة لتمرير مصالحهم والزج بالجماعة وقياداتها وأحداث كنيسة القديسين كانت خير دليل لذلك.

ولكن السؤال لما يقدمون علي هذه الخطوة في هذه الأيام وخاصة بعد موجة الغضب العارمة لجموع الثوريين من النظام الحالي وأن صفوفهم يوم بعد يوم تزيد ليسوا تنظيميًا ولكن أصدقاء مسيرة ضد النظام القائم ، أهم بهذا الغباء الذي يدعوهم لاستخدام العنف بعد هذه الدعوات والمسيرات الغير مقتصرة عليهم ؟!!

(3)
السيناريو الثالث
الحادث بعد تفنيد الأحداث السابقة والوضع الحالي والخطوات المستقبلية يكون الفاعل (النظام متمثلًا في رؤوس الأجهزة الأمنية (جيش وشرطة) والتنفيذية) ، بمعني أنه تم تنفيذ الحادث بواسطة النظام الحالي إما بالفعل المباشر أو الإسناد للغير كبعض الجماعات التي تُرعي بواسطة هذه الأجهزة وأستخدمها نظام مبارك بأكثر من حادثة وتربت وترعرعت في كنفهم وتحت أعينهم لعل أهمهم هي جماعة " أنصار بيت المقدس" التي أعلنت مسئوليتها عن كل حادثٍ يكون الوضع فيه مذبذب وغير معلوم ثم أختفت فجأة دون مبررات أو بيانات من الأجهزة الامنية وفي كل الأحوال فإن المُدان الأول هو النظام برؤوس حكوماته وأجهزته وأن دعوة الحرب علي الإرهاب المزعومة هي ستار للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين وإلا فأنت مذ أكثر من عام كامل وأنت تحارب الإرهاب أين ما تم ؟!! أين ما حققتموه بعيدًا عن حملات الاعتقالات والتصفية لشباب الجامعات وجماعة الإخوان ؟!!
إذًا يستقيم التحليل إلي أن الفاعل هو النظام عينه وأن بهذا الاستهداف وهذه الحوادث وفَّر ستارًا آمنًا له ومبررًا لعنفه المفرط ونظامه القمعي.

ولكن السؤال كيف وبعد عملية إستفتاء يقولون أنها شهدت إستقرارًا وهدوءً ومرحلة أمنية لم تعهدها البلاد من قبل أن يخططون لمثل هذا ؟!
بل وكيف وهم الذين يريدون أن يثبتوا للعالم أنهم قادرون علي ضبط الحالة الأمنية وهي العائق الاول منذ يناير إلي الآن أن يبددوا كل هذا ؟!
بل وكيف وهم في طور خلق مشروعات وإستثمارات وأن هناك رسالة للعالم أجمع بأن مصر أعادت رونقها وريادتها وأمنها يخططون لمثل هذا ؟!

وخلاف كل هذا إن سلمت بأن الأجهزة الامنية هي التي تصفي أعضائها منذ حادث الجنود مرورًا باغتيال ضابط الامن الوطني إلي الآن فلما لا تسلم بأن الإخوان هي التي تدبر حوادث تصفية طلابها وأعضاء إثارة الشغب الذين من شأنهم تأجيج المشاعر بالمسيرات ؟!

(4)
السيناريو الرابع
إن اتضحت الرؤية اكثر وأخذت مشهدًا رأسيًا للأحداث فلما لا تقول بأن الفاعل هو (أذرع الفساد وأصحاب القوي بالنظام البائد (الفلول)) ، بمعني ان العقلية التي أدارت موقعة الجمل والحث الاستثاري أي إثارة أي راكد قادرة علي إعادة المياه لمجراها السابق ، وبعد الحملات القوية التي رأيناها بالاستفتاء الأخير والتواجد القوي لأفراد النظام البائد وأعضاء الوطني المنحل بل وفي لافتات الإنتخابات والدعايا التي لوحظت الفترة الأخيرة بنيتهم في الترشح للبرلمان القادم – والتي سنفرد لها المقال القادم - فإنهم لا يزالون يملكون بعض أسلحة القوي من الأجهزة الإدارية وبعض المصانع وخطوط الإنتاج والتي من بعد إبعادهم عن السلطة والنفوذ أدت إلي ركاد هذه التجارة وهذه المصالح ، ولكن إن سلمت بهذا السيناريو فعليك أن تبسط مستوي التفكير لتصل إلي ما قبل 30يونيو وأحداث حدثت أثناء فترة حكم مرسي وشأنها تأجيج الثوار والرأي العام علي الحكم آنذاك.
إن العقلية القمعية التي اعتادت علي حل خلافاتها بالسوط والكرباج لقادرة علي ان تحتفظ بهذه العقلية إلي الآن وأن يكون لديها أمل في إعادة مقاليد الأمور سواء من خلال ترشح السيسي واندماجهم بحركات كائتلاف دعم السيسي أو مستقبل وطن أو غيرها من تجارة الأحزاب التي صارت مربحة الآن وسنفرد لها مقالًا تحليليًا فيما بعد.

ولكن السؤال لماذا يقدمون علي خطوة مثل هذه وهم بصدد التفكير في إعادة أنفسهم إلي مربع اللعب مرة آخري وأن الفرصة صارت سانحة لهم بمعظم وسائل الإعلام وأن هناك دور ينتظرهم في التهليل والتكبير لجان مصر القادم ؟!!
أليس من العبث إثارة الوضع بعد هدوء – مزعوم - عقب الاستفتاء وأن هذا ليس في صالح أوليائهم ؟!




والآن نخرج قليلاً عن أجواء "الرجل المستحيل" إلي أرض الواقع ، ما هو ملموس الآن انه ليس لدينا أي تفسيرات لما يحدث وإنما كل هذا يحركه مشاعر وميول شخصية لا تَمُتْ للغة العقل والتحليل بصلة .

الأمر لا يحتمل إلا أن هذا كله تصفية حسابات كان منوط دفعها منذ يناير الاول ولكن تعددت الرؤى والمشاهد والتفسيرات ولكن الدم واحد والمجني عليه واحد هو إما طالب لم يبلغ من العمر ما يكفيه لسد تساؤلات عقله ، او مجند قد ظنَّ يوما بان الله قد رضي عنه حينما تم تعيينه بالشرطة ولكنه لا يعلم أننا دولة هو محسوب فيها فقط برقعة الشطرنج لحماية الملك ومُطالب بأي وقت لأن يُستعد ليلقي حتفه نذير أن يحيا " الملك " ..

الأمور مضطربة والسيناريوهات عديدة فحتمًا سيأتي اليوم الذي نهتف فيه "كش ملك" لتسقط كل الطغاة ويحيا الشعب مصدر السلطات ، ولكن عليك التروي المبادئ لا تتغير والثوابت لا تتبدل وما يخالف مبادئك وهو قائم الآن فلابد أنه خطأ وعليك ان تراجع نفسك ومن يدعي أنه يملك زمام الفترة ويدرك مجرياتها فهو واهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي